نشأتها ودراستها الأكاديمية
ولدت هناء الصمد في لبنان، ونشأت لعائلة مكونة من أربع فتيات، والدتها كانت مدرّسة رياضيات، ووالدها تاجر تجزئة. انضمت إلى "الجامعة الأميركية في بيروت"، حيث درست مفاهيم النمذجة الرياضية، وأصبحت بعدها مهتمة بنظرية التحكم، وهي النظرية التي تتعامل مع سلوك الأنظمة الديناميكية، وانتقلت بعدها إلى الولايات المتحدة لتصبح طالبة دراسات عليا في "جامعة ولاية آيوا"، وحصلت منها على الماجستير في الهندسة الكهربائية. حصلت في نهاية مسيرتها الأكاديمية على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من "جامعة كاليفورنيا" في سانتا باربرا تحت إشراف الباحث مصطفى خماش.
ومن أجل إتمام أبحاثها في الدكتوراه، درست نظرية التحكم، وكيف تتعامل الأنظمة مثل الروبوتات ونظم تثبيت السرعة مع التغيرات المفاجئة، وأصبحت مهتمة بشكل متزايد بتعقيد النظم البيولوجية، وحولت تركيزها إلى أنظمة تنظيم الجينات واستجابات الصدمات التي تتعرض لها البكتيريا عند التكيف مع التغيرات في درجات الحرارة.
حياتها المهنية
بعد حصولها على الدكتوراه، عُينت الصمد في هيئة تدريس "جامعة كاليفورنيا" بسان فرانسيسكو. وفي عام 2013 حصلت على منحة قدرها 1.4 مليون دولار من "مؤسسة عائلة بول ألين" لدراسة الشبكات الخلوية التي تعتمد على الاتصال السريع ونقل المعلومات، وكيف يمكن أن تؤدي التغيرات في درجات الحرارة البالغة 2 درجة مئوية إلى تغييرات كبيرة في المعلومات المرسلة من خلية إلى جين، ودرست كذلك كيفية ترميز هذه التغييرات داخل الخلايا، بحيث تتم مشاركة المعلومات الصحيحة مع الجينات.
تشغل حالياً (2021) كرسي عائلة كيو للأساتذة الموهوبين، ونائبة رئيس قسم الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية بـ "جامعة كاليفورنيا" في سان فرانسيسكو، وتعمل مديرة مساعدة في "مركز النظُم والبيولوجيا التركيبية" التابع لـ "جامعة كاليفورنيا" في سانتا بربارا، والذي يضم 17 شخصاً من المهندسين والتقنيين وعلماء الرياضيات والبيولوجيا، إضافة إلى طلاب الدراسات العليا لمرحلة ما بعد الدكتوراه، بهدف إجراء مشاريع بحثية متعددة التخصصات، في الرياضيات وعلوم البيولوجيا والنُظُم الديناميكية وغيرها.
في نوفمبر 2021، عُينت بمنصب رئيس تحرير مجلة "جين بيوتكنولوجي" (GEN Biotechnology)، وهي مجلة مراجعة النظراء الجديدة التي سيتم إطلاقها في أوائل عام 2022 لنشر الأبحاث ووجهات النظر حول جميع جوانب صناعة التكنولوجيا الحيوية.
اقرأ أيضاً: حاسوب بيولوجي يتمكن من حلّ متاهة من خلال توزيع العمل على الخلايا
اهتمامها البحثي
يدرس عملها نظرية التحكم ووظيفة النظم البيولوجية المعقدة، وتسعى من خلال أبحاثها إلى تطوير التكنولوجيا التي يمكن أن تعزز فهم الفرد للديناميكيات المعقدة للخلايا، والخلل في داراتها الذي يؤدي إلى المرض، وتهدف كذلك إلى تطوير دارات التعرف والإصلاح الخلوية المصممة بطريقة منطقية وقابلة للبرمجة وجاهزة للعمل، والتي يمكن نشرها على نطاق واسع لاستخدامها في مجال العلاج (مثل العلاج المناعي القائم على الخلايا الحية) والتكنولوجيا الحيوية (مثل الهندسة الأيضية والمعالجة الحيوية).
أجرت عدة أبحاث حول بيولوجيا النظم والبيولوجيا التركيبية وهندسة الخلايا، وشاركت في عدة لجان استشارية وبرامج دراسات عليا تتعلق بتعزيز العلوم البيولوجية، وأدارت ورش عمل بمجال اهتمامها في ألمانيا والصين وغيرها من الدول، وشغلت عضوية لجنة التحكيم في "المؤسسة الوطنية للعلوم" بأميركا، و"المعاهد الوطنية الأميركية للصحة"، و"المجلس الأوروبي للبحوث"، إضافة إلى عضويتها في مجالس تحرير عدد من المجلات العلمية المتخصصة.
اقرأ أيضاً: تعرف على المهندس اللبناني نصري خطار ومعالجة مشاكل اللغة العربية بابتكاره لأبجدية موحدة
جوائز وتكريمات
نالت الصمد العديد من الجوائز والتكريمات عن مجمل أعمالها البحثية، منها زمالة جائزة باكارد في العلوم والهندسة لعام 2009، وجائزة دونالد إيكمان من "مجلس التحكم الآلي الأميركي"، كما حصلت على لقب بول آلن للباحث المتميز في 2013، ولقب كبير الباحثين في مركز تشان- زوكربيرج للعلوم الطبية الحيوية عام 2017، وانتُخبت زميلة في "المعهد الأميركي للمهندسين الطبيين والبيولوجيين" عام 2020، واختيرت واحدة من أعضاء لجنة تحكيم جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2020.
بعد نجاحات عديدة حققتها الصمد وسمعة مهنية عالية ارتبطت باسمها، توجز أسباب نجاحها بالدعم العائلي، والالتزام بالواجب المهني، واحترام الباحث ودعمه معنوياً ومادياً، إضافة إلى الجدارة التي تعتبرها الأساس الأهم لنجاح الفرد.