إليكم أول الأصوات المسجلة على سطح المريخ

2 دقائق
إليكم أول الأصوات المسجلة على سطح المريخ
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث

نشرت ناسا أول مقاطع الفيديو والصور التي التقطتها العربة الجوالة بيرسيفيرينس مع هبوطها، إضافة إلى أول الأصوات المسجلة على الإطلاق من سطح المريخ.

ماذا حدث بالضبط؟

في 18 فبراير، نجحت العربة الجوالة بيرسيفيرينس في الهبوط بأمان على سطح المريخ، وذلك بعد رحلة بدأت في يوليو المنصرم. تمكنت المركبة من تجاوز دقائق الرعب السبع؛ وهو الاسم الذي تم إطلاقه على مرحلة اختراقها للغلاف الجوي المريخي وهبوطها نحو السطح. وأثناء الهبوط، قامت كاميرا العربة الجوالة بالتقاط الصور وتسجيل العديد من مقاطع الفيديو التي وثقت اللحظة التاريخية لملامسة سطح المريخ.

لقطات الهبوط

في 22 فبراير، نشرت ناسا مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف تم تركيبه من اللقطات التي صورتها خمس كاميرات مختلفة (ثلاث كاميرات على الهيكل الخارجي الخلفي للمركبة الفضائية، وواحدة على مرحلة الهبوط التي أسقطت العربة على الأرض، واثنتان على العربة الجوالة نفسها، حيث تعطلت إحدى الكاميرات على الهيكل الخارجي الخلفي).

 

يبدأ الفيديو بعد أن تمكنت المركبة الفضائية من تحمل مرحلة دخول الغلاف الجوي التي وصلت الحرارة فيها إلى 1,300 درجة مئوية. وتبين الكاميرات المواجهة للسماء على الهيكل الخارجي الخلفي عملية إطلاق المظلة التي يبلغ وزنها 68 كيلو جراماً في أقل من ثانية، ما أبطأ المركبة الفضائية أثناء اندفاعها نزولاً نحو السطح. وبعد ذلك، بيَّنت الكاميرات المواجهة للأرض على أسفل المركبة انفصال الدرع الحراري وسقوطه نحو الأرض من ارتفاع 9.5 كيلومتر تقريباً فوق السطح.

يظهر سطح الكوكب الأحمر بتفاصيل رائعة، منقطاً بالتلال والجروف إضافة إلى الحفر والوديان الصغيرة، مع تزايد التركيز ووضوح التفاصيل أثناء تقدم عملية الهبوط. وعند اقتراب العربة الجوالة من الأرض، انتقل الفيديو إلى الكاميرات المواجهة للسماء على العربة الجوالة والكاميرات المواجهة للأرض من مرحلة الهبوط عند إنزال مرحلة الهبوط للعربة الجوالة من كابلات التعليق وإبطائها للهبوط باستخدام النفاثات العكسية. وأخيراً، وبعد أن تلامس العربة الجوالة السطح، نرى مركبة الهبوط تنفصل تماماً وتحلق مبتعدة خارج نطاق الشاشة إلى أن تتحطم في مكان قريب ما. لقد هبطت بيرسيفيرينس.

ماذا عن الصوت؟

دخلت بيرسيفيرينس التاريخ أيضاً بالتقاط أول تسجيل صوتي للمريخ. وقد نشرت ناسا مقطعاً صغيراً يتضمن صوت هبوب الرياح بسرعة 8 كيلومترات في الساعة فوق سطح المريخ. ويجدر بالذكر أن هذا يختلف جذرياً عما نُشر من سنتين من مسبار إنسايت السطحي، الذي قام بقياس اهتزازات من أرض المريخ، ومن ثم تحويل هذه الإشارات إلى أصوات.

تحمل العربة الجوالة اثنين من الميكروفونات، أحدهما مصمم لالتقاط أصوات هبوط المركبة، والآخر موجود ضمن أداة سوبركام للعربة. من سوء الحظ أن الميكروفون الأول فشل في جمع البيانات بشكل صحيح. غير أن المشكلة لا تبدو كمشكلة عتاد صلب، ويتوقع مسؤولو ناسا وجود خطأ اتصال بين النظام الذي يحول الصوت من إشارة تماثلية إلى رقمية، والحاسوب المحمول على متن العربة.

حالياً، يعمل كلا الميكروفونين بشكل جيد، ويُتوقع أن يواصلا العمل في جمع الأصوات لفترة من الوقت. لم يُصمم ميكروفون الهبوط للعمل لفترة طويلة على السطح المريخي، ومن المرجح أن تؤدي التقلبات الحرارية للكوكب إلى تردّيه بسرعة كبيرة. غير أن ميكروفون سوبركام صُنع على وجه الخصوص ليكون شديد التحمل، ويُفترض أن يدوم لفترة أطول بكثير. وقد قالت ناسا إنه قد يكون من الممكن استخدام الميكروفونات لتتبع حالة وجاهزية العربة وأدواتها.

ماذا بعد؟

ستنتقل بيرسيفيرينس إلى العمل باستخدام برامج جديدة مصممة بشكل خاص لمهمتها على سطح المريخ في البحث عن دلالات على وجود حياة قديمة، وسيمضي مسؤولو ناسا عدة أسابيع في اختبار الأدوات والاستعداد لإطلاق الحوامة إنجينويتي.

المحتوى محمي