باحثة بارزة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تقول إنها طُردت من جوجل

3 دقائق
طرد باحثة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من جوجل
مصدر الصورة: كيمبرلي وايت / سترينجر

في الثاني من ديسمبر الجاري، صُدم مجتمع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي بخبر طرد تيمنيت جيبرو من منصبها بشركة جوجل. وجيبرو -التي تُعد أحد الأصوات الرائدة في بحوث الذكاء الاصطناعي المسؤول- تشتهر بجملة أمور، منها عملها الرائد في الكشف عن الطابع التمييزي الذي تتسم به تقنية التعرف على الوجوه، ومشاركتها في تأسيس مجموعة (Black in AI)، ودعوتها دون كلل إلى تحقيق التنوع في صناعة التكنولوجيا.

بيد أن جيبرو أعلنت، في تغريدة على موقع تويتر مساء الأربعاء الماضي، عن فصلها من منصب الرئيس المشارك لفريق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جوجل. وقالت “على ما يبدو أن مديرة مديري أرسلت رسالة بريد إلكتروني إلى مرؤوسيّ المباشرين تخبرهم فيها أنها قَبلَت استقالتي، رغم أنني لم أتقدم بالاستقالة”.

وأوضحت جيبرو في مقابلة أجرتها مع وكالة بلومبيرج، يوم الخميس الماضي، أن قرار فصلها صدر بعد معركة طويلة مع رؤسائها حول نشر ورقة بحثية عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتشير إحدى التغريدات التي نشرتها جيبرو، وبريد إلكتروني داخلي لاحق أرسله جيف دين رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل، إلى أن هذه الورقة كانت تنتقد التكاليف البيئية وأوجه التحيز المتجذرة في النماذج اللغوية الضخمة.

وكانت جيبرو قد قدمت الورقة البحثية -التي أعدتها بمشاركة أربعة من زملائها في جوجل واثنين من المتعاونين الخارجيين- إلى أحد المؤتمرات البحثية التي ستعقد العام القادم. ولكن بعد إجراء مراجعة داخلية، طُلب منها سحب الورقة أو حذف أسماء موظفي جوجل منها. فأجابت جيبرو بالقول إنها ستفعل ذلك إذا استوفى رؤساؤها مجموعة من الشروط، أما إذا لم يتمكنوا من ذلك، فيمكنهم التفاوض على “موعد أخير تعمل فيه”.

كما أرسلت أيضاً رسالة بريد إلكتروني إلى قائمة بريدية داخلية تسمى “Google Brain Women and Allies”، عبرت فيها عن إحباطها وشرحت بالتفصيل المصاعب المتكررة التي واجهتها كباحثة ذات بشرة سوداء. وكتبت فيها: “لقد أجرينا للتو بحثاً حول جميع العاملين من ذوي البشرة السوداء في الشركة يتضمن استعراضاً عاطفياً للسخط. هل تعرفون ما الذي حدث منذ ذلك الوقت؟ تم إسكاتنا بأبسط طريقة ممكنة”.

وأثناء عطلة جيبرو، تلقت رسالة بريد إلكتروني من ميجان كاتشوليا نائبة رئيس قسم الهندسة في جوجل ريسيرش، تتضمن إشعاراً بإنهاء خدمتها قبل عودتها. ونشرت جيبرو -في تغريدة- نص الرسالة، التي جاء فيها: “شكراً لتوضيح شروطك. لا يمكننا الموافقة على الشرطين الأول والثاني كما طلبتِ. ونحن نحترم قرارك بالرحيل عن جوجل نتيجة لذلك، ونقبل استقالتك”. كما أشارت كاتشوليا إلى أن رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلتها جيبرو إلى القائمة البريدية الداخلية “لا تتماشى مع التوقعات المنتظرة من مدير في جوجل”. مضيفة: “ونتيجة لذلك، فإننا نقبل استقالتك فوراً اعتباراً من اليوم”.

وصباح يوم الخميس، وبعد تدفق الدعم على جيبرو على وسائل التواصل الاجتماعي، أرسل دين رسالة بريد إلكتروني داخلية إلى فريق الذكاء الاصطناعي في جوجل استعرضَ فيها روايته للموقف. وقال إن ورقة جيبرو “لم تلبِّ معايير النشر الخاصة بنا”؛ لأنها “تجاهلت الكثير من الأبحاث ذات الصلة”. وأضاف أن شروط جيبرو تضمنت “الكشف عن هوية كل الأشخاص الذين تحدثنا إليهم أنا وميجان واستشرناهم أثناء مراجعة الورقة، وتعليقاتهم الدقيقة”.

وتابع: “نظراً لدور تيمنيت كباحثة تحظى بالاحترام ومديرة في فريق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بشركتنا، أشعر بالأسى لوصولها إلى مرحلة تنظر فيها بهذه الطريقة إلى العمل الذي نقوم به”. وأضاف “أعلم أننا جميعاً نشارك بصدق شغفَ تيمنيت لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر إنصافاً وشمولاً”.

ولم ترد جيبرو ولا دين ولا قسم الاتصالات في جوجل على طلبات التعليق، ولا تزال العديد من التفاصيل الخاصة بالتسلسل الدقيق للأحداث أو سبب إنهاء خدمة جيبرو غير واضحة. ومع توالي ظهور هذه التفاصيل، لفت الكثيرون الانتباه مجدداً إلى تغريدة وضعتها جيبرو، يوم 30 نوفمبر الماضي، في أعلى ملفها الشخصي على موقع تويتر، تتساءل فيها: “هل هناك أي شخص يعمل على وضع لائحة تنظيمية لحماية الباحثين في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، على نحو يشبه حماية المبلغين عن المخالفات؟” وتضيف: “لأنه مع مقدار الرقابة والترهيب المستمر تجاه الأشخاص المنتمين لمجموعات معينة، كيف يمكن لأي شخص أن يثق في إجراء أي بحث حقيقي في هذا المجال؟”.

المحتوى محمي