أطلقت شركة سبيس إكس في 9 ديسمبر أولَ رحلة من نوعها على ارتفاعات عالية (ليس بذلك القدر الهائل من الارتفاع) باستخدام ستارشيب، وهو الصاروخ الذي تأمل الشركة في أن يتمكن يوماً ما من حمل البشر إلى القمر والمريخ. وعلى الرغم من أن هذه المركبة الفضائية قد فشلت في تنفيذ هبوط آمن -فقد انفجرت في الواقع نتيجة الارتطام بالأرض- إلا أنها بلغت ارتفاعاً لم يسبقها إليه أي نموذج آخر من ستارشيب. ومع ذلك لا يزال هذا الارتفاع أقل بكثير من ارتفاع المدار، الذي يبلغ 160 كيلومتراً (100 ميل) على الأقل.
ماذا حدث؟
في حوالي الساعة 4:40 مساءً وفق التوقيت المركزي للولايات المتحدة، انطلقت ستارشيب من منشأة الاختبارات التابعة للشركة في بوكا تشيكا بولاية تكساس. بلغت المركبة الصاروخية ارتفاعاً قدره 12.5 كيلومتراً ثم توجهت منحدرة في محاولة منها للهبوط. لكن هوت بسرعة كبيرة وتحطمت، لتخلف وراءها حطاماً مشتعلاً يتصاعد منه الدخان. وكانت مدة التحليق الإجمالية: 6 دقائق و42 ثانية.
Fuel header tank pressure was low during landing burn, causing touchdown velocity to be high & RUD, but we got all the data we needed! Congrats SpaceX team hell yeah!!
— Elon Musk (@elonmusk) December 9, 2020
هذا هو النموذج الأولي الثامن للشركة من ستارشيب (يطلق عليه اسم SN8). وقد حلق أعلى بكثير من “القفزة” التي قامت بها النسخة المعدلة الخامسة في أغسطس الماضي، والتي قامت بها النسخة المعدلة السادسة في سبتمبر، وقد كان لكل منها محرك واحد فقط. (لم يحلق النموذج SN7؛ وإنما انفجر بشكل متعمد كجزء من اختبار الضغط). وقد سبق لمؤسس سبيس إكس، إيلون ماسك، أن قدَّر فرصة نجاح SN8 المزود بثلاث محركات، بالتحليق والهبوط بسلام بأنها لا تتعدى الثلث.
عملاق وسط الصواريخ
كانت سبيس إكس قد كشفت الستار عن ستارشيب لأول مرة للعالم في سبتمبر من العام 2019، في الذكرى الحادية عشرة لإطلاق الشركة لأول صاروخ لديها. إنه عملاق يبلغ ارتفاعه أكثر من 50 متراً، ويزن أكثر من 1,400 طن (1,270 طن متري) وهو مملوء بالوقود. عندما تبلغ المركبة الصاروخية المرحلة النهائية من التطوير، ستتم مضاعفتها لتصبح معززاً صاروخياً للمرحلة الثانية يمتلك 6 محركات، ويتوضع فوق معزز صاروخي عملاق للمرحلة الأولى يسمى “سوبر هيفي”، وهو لا يزال قيد التطوير في الوقت الحالي. ستحمل هذه المركبة أكثر من 100 طن من الحمولة والركاب إلى وجهات بعيدة في الفضاء.
وكما هو حال المركبات الفضائية الرئيسية الأخرى للشركة، تم تصميم ستارشيب لتكون صالحة للاستخدام المتكرر، وذلك لخفض التكاليف الإجمالية لرحلات الفضاء للقيام ببعثات روبوتية أو مأهولة على حد سواء.
ماذا بعد؟
ألمح ماسك في تغريدة له على تويتر أن النموذجين الأوليين التاليين -سيحملان الاسمين SN9 وSN10- سيحلّقان أيضاً بدلاً من استخدامهما للاختبارات الأرضية، إلا أنه ليس هناك دلالات على موعد إجراء هاتين الخطوتين. لم تحاول الشركة وضع ستارشيب في المدار هذا العام، ولكن من المحتمل أنها ستحاول فعل ذلك في 2021. وقد قال ماسك في أوائل ديسمبر الحالي إنه “واثق للغاية” في أن سبيس إكس سترسل البشر إلى المريخ في العام 2026، أو حتى في العام 2024 “إذا حالفنا الحظ”.