ما الذي تعنيه الموجة الجديدة لفيروس كورونا في أوروبا؟

3 دقائق
الموجة الجديدة لفيروس كورونا في أوروبا؟
حقوق الصورة: ألكسندر بول. سيبا يو إس إيه/ صور إيه بي.

بلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا أعلى مستوياتها منذ الأيام الأولى للجائحة، مع وجود ⁧⁩تحذيرات⁧⁩ من أن الفيروس "ينتشر بشكل كبير" ويتطلب "استجابة سريعة وموحدة".

في الوقت نفسه، تفرض هولندا قيوداً جزئية للسيطرة على الحالات المتزايدة، ⁧⁩بما في ذلك⁧⁩ إغلاق المتاجر والمطاعم اعتباراً من الساعة 8 مساءً، وإخلاء الملاعب الرياضية الاحترافية. في غضون ذلك، فرضت النمسا لتوها ⁧غلاقاً صارماً جديداً⁧⁩، ولكن للأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح فقط.

الموجة الجديدة لفيروس كورونا في أوروبا مسؤولة عن أكثر من نصف حالات الإصابة بكوفيد-19

يعدّ الوضع مماثلاً في معظم أنحاء أوروبا، والتي أصبحت الآن، وفقاً ⁧⁩لما ذكرته وكالة رويترز⁧، مسؤولةً عن أكثر من نصف حالات الإصابة بكوفيد حول العالم، وهي النسبة الأعلى منذ نيسان/أبريل 2020. في كرواتيا، التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، أصبحت حالات الإصابة والوفيات الآن أعلى مما كانت عليه خلال موجة الربيع التي اجتاحت البلاد.

ويتجاوز متوسط حالات الوفاة اليومية فيها، الذي يبلغ 55 حالياًالمستويات التي كان عليها قبل عام، وهو جزء من نمط ملحوظ في معظم أنحاء القارة. فما الذي يحدث؟

يقول مارسيل سالاثي، الأستاذ المشارك وعالم الأوبئة الرقمية في المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في لوزان (EPFL) بسويسرا: "العاملان الرئيسيان هما حلول موسم الشتاء وانخفاض تغطية اللقاحات. ولا مفر من أحد هذين العاملين فقط".

يشير الخبراء إلى العوامل المختلفة التي تؤدي إلى هذا الارتفاع في عدد الحالات. أحد هذه العوامل هو الفيروس بحد ذاته، واستمرار انتشار ⁧⁩سلالة دلتا من فيروس كورونا، والتي تعدّ أكثر قابلية للعدوى وأسرع انتشاراً⁧.

ظهرت هذه السلالة لأول مرة في الهند في أواخر عام 2020، مما يعني أنها ستكون هي السلالة السائدة لأول مرة في هذا الشتاء في العديد من الدول. في الوقت نفسه، تم ⁧⁩تخفيف العديد من استراتيجيات الوقاية⁧⁩ مع محاولة الناس التخلص من التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات والعودة إلى حياة تشبه ما كانت عليه قبل الجائحة إلى حد ما.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا أن نميّز الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا؟

الموجة الجديدة لفيروس كورونا في أوروبا تفرض إعادة اتخاذ تدابير عاجلة

وقد منعت النمسا مؤخراً الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح من زيارة المطاعم والمقاهي ومصاعد التزلج، لكن الإغلاق الجديد فيها يعتبر أشد بكثير. في مؤتمر صحفي عقدته الجمعية الملكية للطب مؤخراً، قال عالم الأوبئة البريطاني تيم سبيكتور إننا ندرك أن "اللقاحات وحدها ليست هي الحل النهائي لهذا الأمر، حتى في البلدان التي تزيد فيها معدلات اللقاح عن المعدلات الموجودة لدينا".

وأضاف سبيكتور، الذي يدير دراسة ZOE الخاصة بكوفيد في كينغز كوليدج لندن: "نحن بحاجة إلى مجموعة من الإجراءات.
إن مدى ارتفاع هذه المعدلات الذي نريده يتحدد من خلال تهاوننا وتراخينا في بعض الإجراءات التي وضعناها العام الماضي والتي كنتُ أعتقد أنها كانت شديدة، ولكني أعتقد الآن أنها غير كافية لهذا العام".

على الرغم من ذلك، فإن معدلات اللقاح هي العامل الأكثر أهمية الذي يفسر التباين بين دول مثل كرواتيا وإيطاليا. تعدّ معدلات اللقاح في العديد من دول أوروبا الشرقية أقل مما هي عليه في بعض الدول المجاورة، فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة اللقاح الكامل 46% في كرواتيا، في حين أنها تبلغ 43% في سلوفاكيا. (المعدل المتوسط ​​في أوروبا هو 56% تقريباً).

وقال المستشار النمساوي ألكسندر شالنبرغ عند إعلانه عن الإغلاق الجديد في بلاده إن الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح هم الذين يؤدون إلى زيادة الأعداد، مضيفاً: "معدل [الإصابات اليومية] لدى الذين لم يتلقوا اللقاح هو أكثر من 1700، في حين أنه 383 لدى من تلقى اللقاح". عندما تكون معدلات اللقاح أعلى، تكون النتيجة انخفاض حالات الوفيات وخطورة الإصابات، حتى لو كانت سرعة انتشار العدوى مرتفعة. على سبيل المثال، حصل 80% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً في المملكة المتحدة على جرعتين من لقاح كوفيد.

ويقول سالاثي: "إن البلدان الأفضل أداءً هي تلك التي تتمتع بتغطية عالية للقاحات واتخاذ تدابير فعالة. وأسوأ البلدان هي التي لا تتمتع بأي منهما. معظم الدول هي في الوسط بين الحالتين". ولكن حتى عندما تكون معدلات اللقاح مرتفعة ويكون ضغط الحالات منخفضاً نسبياً، فقد لا يكون ذلك كافياً للحماية على المدى الطويل، وخاصةً في ظل تلاشي فعالية اللقاحات بمرور الوقت.

اقرأ أيضاً: كيف تغير موقف الولايات المتحدة من (السياحة بغرض اللقاح)؟

يقول مايكل هيد، وهو زميل بحثي أول في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون: "أطلقت المملكة المتحدة برنامج اللقاح بوقت أبكر من معظم البلدان، وبالتالي فهي تواجه تأثير تلاشي ​​المناعة بشكل أبكر. من الواضح أن الجرعات الداعمة هنا في المملكة المتحدة لها تأثير فيما يتعلق بدخول المستشفيات والحالات الجديدة لدى كبار السن".

هذا يعني أنه لا يزال من المهم جداً الاستمرار في إعطاء اللقاح للناس، فضلاً عن جرعات داعمة لتعزيز الاستجابة المناعية لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في وقت مبكر من بدء الحملات. ويقول: "عندما نشهد حدوث فاشيات خارجة عن نطاق السيطرة، فإننا نشهد أيضاً ظهور سلالات جديدة تثير الاهتمام والقلق، ولا نريد حقاً أن تهيمن أي سلالات جديدة ويكون لها تأثير أكبر على فعالية لقاحاتنا. في النهاية، لا يمكن للعالم أن يتحرر تماماً حتى يحصل الغالبية العظمى من الناس في العالم على اللقاح. تتمثل مشكلة الجميع في التردد بأخذ اللقاحات وعدم إمكانية الحصول عليها".

المحتوى محمي