إيمتيك مينا: ماذا يمكن أن نتوقع من التقنيات الناشئة؟

2 دقائق
البروفسورة فيونا موراي في مؤتمر إيمتيك مينا.

حظيَت التقنيات الناشئة بالكثير من التركيز والاهتمام في مؤتمر إيمتيك مينا لعام 2018 الذي نظمته مؤسسة هيكل ميديا بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، في دبي بتاريخ 23-24 سبتمبر. وخلال الجلسة الصباحية التي كانت بعنوان "التقنيات الناشئة ومستقبلنا"، تحدث الأستاذ الدكتور كريستوف مينيل (مدير كلية هاسو بلاتنير، وهي كلية تقنية ألمانية تتبع لجامعة بوتسدام) والبروفسورة فيونا موراي (العميد المساعد لشؤون الإبداع، وبروفسورة ريادة الأعمال في مدرسة سلون للإدارة التابعة لإم آي تي)، وناقشا تفاصيل التقنيات الابتكارية في سياق العالم سريع التحول.

وقد ألقت البروفسورة موراي خطاباً أشارت فيه إلى مسألة تطور الأنظمة البيئية الابتكارية عبر التنمية التي تُحفز بمهام محددة، وقالت إن النشاطات الابتكارية لم تكن موزَّعة بشكل منتظم حول العالم، على عكس الموهبة مثلاً، التي تعتبر من الميزات الكامنة في الطبيعة البشرية، أما الابتكار -في الواقع- فهو يتركز في عدة مراكز حول العالم، مثل وادي السيليكون أو كامبريدج أو ماساتشوستس، بالإضافة إلى أماكن أخرى، ومن المناطق التي يمكن ضمها إلى هذه القائمة دبي، التي وصفتها موراي بأنها "نظام ابتكاري هام ينمو بشكل ملحوظ".

كما تقول موراي إن الأنظمة البيئية الابتكارية الفعَّالة تُبنى على التعاون ما بين خمسة أطراف رئيسية، هي: الحكومة، وفضاء الشركات، ورواد الأعمال، والجامعات، والمستثمرون. وأكدت على أن حكومة دبي أصبحت أكثر انخراطاً في دعم التكنولوجيا بشكل يتجاوز حكومة الولايات المتحدة، واستنتجت أن هذا يعد "درساً يجب أن نطبقه في أماكن أخرى من العالم".

ولكن موراي ترى أيضاً أن التفاوت في تكوين الثروات ينشأ بشكل واضح، وصارخ أحياناً، حتى ضمن هذه المراكز الابتكارية المعدودة حول العالم، مما يؤدي إلى تأثير مباشر وغير مباشر على الإبداع التقني، وعلى السكان بشكل عام. وقد قالت ما يلي:

"يجب أن نفكر ملياً في كيفية إنشاء هذه الأنظمة البيئية الابتكارية، وكيف نجعلها تضم الجميع إليها، بحيث تصبح الفوائد والفرص متاحة للجميع من الشباب والكبار، وذوي المستوى التعليمي المرتفع والأقل، وهو جزء هام للغاية من التحدي الذي نواجهه هنا".

وتحدثت موراي عن هذا التحدي خلال خطابها، فأكَّدت على أهمية إتاحة الفرص والفوائد للجميع، وهي مسألة حسَّاسة بالنسبة للنساء، حيث إن تمثيلهن في الصناعة التقنية ليس كافياً.

كما أنها اكتشفت -خلال عدة برامج بقيادة إم آي تي- أن البيئة الحاضنة للجميع أساسية لتطوير الأنظمة البيئية الابتكارية.

الأستاذ الدكتور كريستوف مينيل في مؤتمر إيمتيك مينا.

وفي عرض تقديمي سابق كان بعنوان "إعادة تخيل المستقبل في عصر التحول والصناعة الرقمية 4"، شرح البروفسور كريستوف مينيل كيفية انتقال العالم -بسرعة عالية- من نمط تقني إلى نمط آخر أكثر تقدمية، وذكَّر الحضور بأن العالم لم يبدأ في استخدام الإنترنت إلا منذ بضعة عقود، ولكن يستحيل أن نتخيل حياتنا الآن بدونها. كما استعرض عدة تقنيات ابتكارية تندرج ضمن ما أسماه "قائمة الصناعة 4"، أو "الثورة الصناعية الرابعة"، ومن الابتكارات التي ذكرها: إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي، وركَّز بشكلٍ خاص على التعلم العميق.

وفي نهاية عرضه التقديمي قال إن "ما نحتاجه الآن هو بنية تحتية رقمية، كخطوة تالية"، كما قال: "إن المجتمعات عندما تفكر في كيفية إدارة تحديات الانتقال الرقمي، فحينئذٍ يجب أن تؤمِّن بِنًى تحتية رقمية راسخة وقوية"، مشدداً على أن الأمن الرقمي من أهم النواحي المتعلقة بهذا الموضوع.

ويقول أيضاً: "إننا سنواجه تحدياً كبيراً للغاية إذا كانت هذه الأنظمة الجديدة -القائمة على الاتصال ما بين الأشياء الجديدة- معرَّضة للاختراق من الآخرين (مثل المجرمين)"، وأضاف أن التحول الرقمي سيغير الكثير من المفاهيم حول حياتنا، بما فيها كيفية العمل والتعلُّم.

وقد أكَّد كل من البروفسورة موراي والبروفسور مينيل على أن التقنيات الناشئة تمتلك قدرة كامنة على إحداث تحولات كبيرة، مشيرين إلى أننا يجب أن نتعلم التكيف مع المستجدَّات حتى نستطيع الانضمام إلى المستقبل.

المحتوى محمي