إليكم أفضل الأماكن للعثور على الحياة الفضائية داخل نظامنا الشمسي في قائمة مرتبة

10 دقائق
الحياة الفضائية في النظام الشمسي
شكل توضيحي للمركبة الفضائية كاسيني أثناء الغطس في الفوارات المتفجرة من سطح أوروبا.

إذا كنت من المؤمنين بوجود الحياة الفضائية، فها هي لحظتك؛ فقد أصبح الأمل في العثور عليها يوماً ما أكبر من ذي قبل. ولكنها لن تكون على شكل أشخاص خضر صغار الحجم يسافرون بسرعات هائلة عبر الفضاء في أطباق طائرة، بل أقرب إلى الميكروبات أو البكتيريا البدائية. وبالرغم من هذا، فإن اكتشافاً من هذا النمط سيشكل دليلاً واضحاً على أننا لسنا وحيدين في هذا الكون، وأن الحياة في أماكن أخرى ليست مستحيلة. 

ولكن، أين سنعثر على هذه الحياة؟ لقد كنا نظن فيما مضى أن جميع أرجاء النظام الشمسي، باستثناء الأرض، ليست سوى أرض جرداء قاحلة على الأرجح؛ حيث إن جيراننا من الكواكب الصخرية فئتان: فئة الجفاف والبرد التي يمثلها المريخ، وفئة الحرارة الجهنمية التي يمثلها الزهرة. أما الكواكب الأخرى فهي عمالقة غازية، وبالتالي فلم يكن من الممكن حتى تخيل إمكانية وجود الحياة عليها أو على أقمارها. ولهذا، بدت الأرض معجزة المعجزات.

ولكن الحياة ليست بهذه البساطة. فنحن نعرف أن الحياة على الأرض قادرة على الازدهار حتى في أصعب البيئات وأشدها قسوة، سواء في البرد القارس أو الجفاف القاحل، وفي الأعماق تحت ضغوط هائلة، ودون الحاجة إلى ضوء الشمس كمصدر للطاقة. ومن ناحية أخرى، فإن فهمنا الموجز لهذه العوالم الغريبة توسع إلى درجة كبيرة للغاية. فمن المرجح أن جارينا الصخريين، الزهرة والمريخ، كانا معتدلين وشبيهين بالأرض، ومن المحتمل أن بعض أشكال الحياة بقيت هناك بعد أن تحول المناخ عليهما نحو الأسوأ. كما يحتمل وجود محيطات قابعة تحت الأرض وقادرة على احتواء الحياة في بعض من الأقمار الجليدية حول المشتري وزحل. بل قد يوجد غلاف جوي حول بعض هذه الأقمار. وما زلنا نشهد المفاجآت من بعض الأماكن التي قد تبدو أغرب من أن تحتوي على الحياة.

فعلى عكس الكواكب الخارجية التي نكتشف أعداداً كبيرة منها سنوياً، فإننا قادرون على إرسال المسابر إلى عوالم النظام الشمسي لدراستها عن كثب. يقول ديفيد كاتلينج، وهو عالم بالبيولوجيا الفلكية في جامعة واشنطن: "يمكننا قياس الأشياء التي يستحيل قياسها بالتلسكوبات" يستطيع العلماء دراسة هذه الأشياء عن كثب، وربما التحليق إلى داخل الغلاف الجوي أو الهبوط على السطح، وربما سنقوم يوماً ما حتى بإحضار عينات يمكن أن تكشف ما إذا كانت هذه الكواكب والأقمار موطناً لمواد أو مستحاثات تشير إلى وجود الحياة، أو تتضمن الحياة نفسها.

ونقدم فيما يلي أفضل 10 أماكن في النظام الشمسي للبحث عن الحياة الفضائية، التي قمت بتصنيفها شخصياً وفق احتمال العثور على الحياة، ومدى سهولة اكتشافها في حال وجودها.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - ترايتون
مصدر الصورة: ناسا

10 ترايتون

ترايتون هو أكبر أقمار نبتون، وأحد أكثر العوالم غرابة في النظام الشمسي. وهو أحد الأقمار الخمسة المعروفة بالنشاط الجيولوجي في النظام الشمسي، وذلك بدليل الفوارات النشطة التي تطلق النيتروجين المتصعد. ويتألف السطح في أغلبه من النيتروجين المتجمد، كما أن القشرة مؤلفة من الماء المتجمد، إضافة إلى وشاح متجمد أيضاً. أجل، إنه عالم بارد للغاية. ولكن على الرغم من هذا، يبدو أنه توجد بعض الحرارة الناتجة عن القوى المدية (أي الاحتكاك الثقالي بين ترايتون ونبتون)، والتي يمكن أن تساعد على تدفئة المياه وبث الحياة في أي مواد عضوية قد تكون موجودة على هذا القمر.

غير أن اكتشاف الحياة فعلياً على ترايتون يبدو احتمالاً بعيد المنال؛ حيث إن البعثة الوحيدة التي زارت هذا العالم كانت بعثة فوياجر 2 في 1989. ويُفتح المجال أمام إطلاق بعثة كهذه مرة واحدة كل 13 سنة. وقد تكون أفضل فرصة لزيارة ترايتون هي بعثة ترايدنت المقترحة (والتي يبدو إطلاقها أمراً مستبعداً بعد أن وافقت ناسا مؤخراً على إطلاق بعثتين إلى الزهرة في وقت لاحق من هذا العقد). وأخيراً، فإن البرودة الرهيبة تخفف من آمالنا ببقاء الحياة نشطة دون تجمد لفترة كافية حتى تستقر هناك.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - سيريس
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث – معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا/ جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس/ جمعية ماكس بلانك/ المركز الألماني للفضاء والطيران/ معهد التحليل الدفاعي/ جاستن كوارت

9 سيريس

يعد سيريس أضخم كويكب وأصغر كوكب قزم في النظام الشمسي، ويمكن أن يكون موطناً للمياه السائلة، التي قد تتواجد في أعماقه تحت السطح. يتمركز الكوكب القزم سيريس بين المريخ والمشتري، وقد قامت ناسا بدراسته باستخدام مسبار داون المداري من 2015 إلى 2018. ما زال العلماء يعملون على تفكيك وتحليل تلك البيانات، ولكن تشير بعض الدراسات المثيرة للاهتمام، والتي نُشرت في السنوات القليلة الماضية، إلى احتمال وجود محيط على عمق 40 كيلومتراً تحت السطح، على امتداد يمكن أن يصل إلى مئات الكيلومترات. من شبه المؤكد أن هذا المحيط شديد الملوحة، ما يمنع المياه من التجمد حتى في حرارة أخفض بكثير من الصفر المئوي. وقد تمكن داون حتى من اكتشاف أدلة على وجود مركبات عضوية يمكن أن تلعب دور المواد الأولية اللازمة للحياة على سيريس.

غير أن سيريس يحتل المرتبة قبل الأخيرة في قائمتنا لأن صلاحيته للسكن تتخللها شكوك وتساؤلات كثيرة؛ حيث إن الأدلة على وجود مياه تحت السطح ما زالت جديدة للغاية. وحتى بوجودها، فهي ما زالت في حاجة إلى مصدر للحرارة والطاقة لتحفيز تفاعل تلك المياه والمواد العضوية بطريقة يمكن أن تؤدي إلى ظهور الحياة. وحتى لو حدث هذا أيضاً، فإن اكتشاف الحياة يتطلب الحفر في أرض سيريس لمسافة كبيرة للغاية للوصول إلى المياه ودراستها. وأخيراً فإن سيريس صغير للغاية، حيث يبلغ حجم الأرض ثلاثة عشر ضعف حجمه. وليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن أن تؤثر هذه الجاذبية الضعيفة على الحياة على ذلك الكوكب القزم، ولكن، وبالمقارنة مع الأرض، فإن حجم سيريس الصغير ليس عاملاً مساعداً. هناك الكثير من الاقتراحات الجديدة لإرسال بعثات لدراسة الكوكب القزم، بما فيها بعثات ستحاول حتى إحضار عينات من هناك. ولكن، لن نشهد إطلاق أي منها قريباً.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - آيو
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث/ جامعة أريزونا

8 آيو

يتميز آيو بأكثر من 400 بركان نشط، ما يجعله العالم الأكثر نشاطاً جيولوجياً في النظام الشمسي. ويُعتقد أن كل هذا النشاط ناتج عن الحرارة المدية بسبب تأثير التجاذب الثقالي ما بين المشتري وأقمار المشتري الأخرى على قلب آيو. وبسبب كل هذا النشاط البركاني، فإن سطح هذا القمر مغطى بكمية هائلة من جليد الكبريت وثاني أكسيد الكبريت (أجل، هذه ليست مزحة!)، إضافة إلى غلاف جوي رقيق مؤلف من ثاني أكسيد الكبريت. ومن المحتمل حتى أن آيو يحوي محيطاً تحت السطح، ولكنه سيكون مؤلفاً من الحمم، لا الماء.

إن وجود الحياة على آيو أمر مستبعد للغاية. غير أن وجود كل تلك الحرارة دلالة مشجعة؛ فقد تتواجد بعض الأماكن على السطح أو تحت السطح بمعزل عن كل هذا النشاط البركاني، بحيث تكون أكثر اعتدالاً وتسمح بوجود بعض الأشكال الحياتية عالية التحمل. لن نكون قادرين على دراسة هذه الأماكن بصورة مباشرة، ولكن، وبشيء من الحظ، قد يتمكن أحد المسابر من العثور على دليل على وجود الحياة.

ولكن الكلام أسهل من الفعل؛ حيث إن أفضل فرصة لدراسة آيو هي عبر بعثة مقترحة في ناسا باسم الراصد البركاني (إيفو IVO)، والتي سيتم إطلاقها في 2029 لتنفيذ عشر عمليات عبور قريب بجانب آيو، في حال الموافقة عليها. ولكن إيفو لن تُطلق في المدى المنظور، وذلك بسبب موافقة ناسا على بعثتين إلى الزهرة، كما حدث تماماً مع ترايدنت.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - كاليستو
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث/ المركز الألماني للفضاء والطيران

7 كاليستو

تنبع شهرة كاليستو من تميزه بثاني أقدم سطح في النظام الشمسي، غير أن هذا لا يعني الكثير من حيث صلاحيته للسكن. وبالنسبة لنا، فإن ما يثير الاهتمام فعلاً هو كونه قمراً آخر يُعتقد بأنه يحتوي على محيط هائل تحت السطح، على عمق حوالي 250 كيلومتراً. كما أنه محاط بغلاف جوي رقيق من الهيدروجين، وثاني أكسيد الكربون، والأكسجين، وهو أكثر تنوعاً وأقرب إلى الغلاف الجوي للأرض من معظم أقمار النظام الشمسي الأخرى التي يُحتمل أنها تحتوي على حياة.

ولكن فرصة كاليستو في احتواء الحياة لا تضاهي غيره من العوالم، ويعود هذا بالتحديد إلى كونه بارداً للغاية. وتتمثل أفضل الفرص المقبلة لاستكشافه ببعثة مستكشف أقمار المشتري الجليدية (اختصاراً: جوس JUICE) لوكالة الفضاء الأوروبية، التي ستنطلق السنة المقبلة، ومن المقرر أن تستكشف ثلاثة من أقمار المشتري. وتتضمن بعثة جوس إجراء عدة عمليات عبور قرب كاليستو.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - جانيميد
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث

6 جانيميد

جانيميد أضخم قمر يدور حول المشتري، وأضخم قمر في النظام الشمسي ببساطة، وهو مغطى بقشرة جليدية. ولكن، وتحت هذا السطح، يكمن محيط هائل من المياه المالحة تحت السطح، وهو محيط يمكن أن يحتوي من المياه المالحة ما يفوق محيطات الأرض مجتمعة. وبطبيعة الحال، فإن وجود كل هذا الماء أثار آمال العلماء بإمكانية وجود شكل ما من الحياة على هذا القمر. إضافة إلى ذلك، فإن هذا القمر يمتلك حتى غلافاً جوياً رقيقاً للغاية من الأكسجين، وهو ليس بالعامل المؤثر، غير أنه رائع على أي حال. أيضاً، يمتلك جانيميد شيئاً غير موجود لدى أي قمر آخر في النظام الشمسي، وهو الحقل المغناطيسي. ويعد الحقل المغناطيسي هاماً للغاية لحماية العوالم من الإشعاعات الضارة التي تطلقها الشمس.

غير أن جانيميد ليس مثالياً بأي حال؛ حيث إن دراسة المحيط تحت السطح ليست بالأمر السهل، ولهذا فإن العثور على الحياة في هذا الكوكب، في حال وجودها، سيكون مهمة شاقة. وحتى الآن، لم تُطلق بعثة خاصة لدراسة جانيميد، على الرغم من أن جوس سيقوم بإجراء أعمق دراسة لهذا القمر عند دخوله مداره في 2032. وقد تتسنى لهذا المسبار الفرصة لتسليط أجهزته على السطح ودراسة التركيب الداخلي باستخدام الرادار، وتقديم بعض المؤشرات للعلماء حول صلاحيته للسكن.

الحياة الفضائية في النظام الشمسي - الزهرة
مصدر الصورة: إيسا – س. كاريو

5 الزهرة

هنا، في المنتصف، سنبدأ برؤية المعلومات المثيرة للاهتمام. حيث تبلغ الحرارة على سطح الزهرة حداً يكفي لإذابة الرصاص، كما أن الضغط يصل إلى 80 ضعف الضغط على سطح الأرض. وعلى الرغم من كل هذا، فقد يكون الزهرة موطناً للحياة! لقد ظهر هذا الاحتمال في السنة الماضية عندما اكتشف بعض الباحثين غاز الفوسفين في الغلاف الجوي فائق الكثافة للزهرة. على الأرض، يُنتج الفوسفين عموماً بشكل طبيعي عن طريق الكائنات الحية في البيئات الفقيرة بالأكسجين، ما يثير احتمال وجود حياة على الزهرة تقوم بإنتاجه أيضاً. والسيناريو الأكثر ترجيحاً لهذه الحياة هو الحياة الميكروبية المعلقة ضمن الغيوم، أي أنها حياة طائرة بشكل أساسي.

لقد تعرض اكتشاف الفوسفين آنف الذكر إلى الكثير من التشكيك والتدقيق، كما أن فكرة الحياة الطائرة ليست بالفكرة التي يدعمها كل العلماء. ولكن، وبفضل هذا الدليل، وغيره من الأعمال التي درست تاريخ المياه على الزهرة، تجدد الاهتمام بدرجة كبيرة بفكرة أن الزهرة كان ربما صالحاً للسكن فيما مضى، بل وربما ما زال كذلك. لن تتمكن بعثتا دافينشي بلس وفيريتاس اللتان ستطلقهما ناسا في أواخر هذا العقد من اكتشاف الحياة، ولكنهما ستقرباننا من الإجابة عن هذا التساؤل بشكل أكثر تأكيداً.  

صورة القمر إنسيلادوس
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث/ معهد علوم الفضاء

4 إنسيلادوس

يكتسي سادس أكبر قمر من أقمار زحل بطبقة كاملة من الجليد النظيف، ما يجعله أكثر الأجرام عاكسية في النظام الشمسي. وعلى الرغم من أن السطح متجمد، فإن القلب يعج بالنشاط؛ حيث يطلق القمر فوارات تحتوي على العديد من المركبات المختلفة، بما فيها المياه المالحة، والأمونيا، والجزيئات العضوية مثل الميثان والبروبان. ويُعتقد بأن إنسيلادوس يحتوي محيطاً مالحاً ضخماً. وقد وجدت ناسا أدلة على وجود نشاط مائي حراري في الأعماق، ما قد يؤمن مصدراً جيداً للحرارة المطلوبة لتطور وازدهار الحياة.

ومن المفترض، وفقاً لبعض الاعتبارات، أن يحتل إنسيلادوس مكاناً أعلى من تيتان في هذه القائمة، لولا عدم وجود أي بعثة في المدى المنظور لدراسته. لقد نوقشت الكثير من العروض في السنوات السابقة، بما فيها عدة عروض لناسا. وجميعها موجهة نحو إجراء دراسة بيولوجية فلكية دقيقة للبحث عن دلالات على صلاحية إنسيلادوس للحياة. وعلى الرغم من أن محاولة اختراق الأعماق للوصول إلى المحيط ستكون الوسيلة الأكثر حسماً لتحديد مسألة وجود الحياة، فمن الممكن أيضاً أن يحالفنا الحظ ونتمكن من اكتشاف آثار بيولوجية أطلقتها البراكين الباردة على هذا القمر، وهي براكين تطلق مواد متبخرة مثل الماء أو الأمونيا بدلاً من الصخور الذائبة. ولكن، ليس لوقت طويل.

قمر المشتري تيتان
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث/ جامعة أريزونا/ جامعة آيداهو

3 تيتان

تيتان هو أضخم أقمار المشتري، وهو عالم آخر يتميز عن باقي عوالم النظام الشمسي. فهو يتمتع بغلاف جوي متماسك بين العوالم الصخرية في النظام الشمسي، ولا يتفوق عليه في هذه المسألة سوى كوكبي الزهرة والأرض. كما أنه يزخر بمختلف أنواع المسطحات المائية، مثل البحيرات والأنهار والبحار. ولكنها لا تتألف من الماء، بل من الميثان وغيره من الهيدروكربونات. إن تيتان غني للغاية بالمواد العضوية، أي أنه غني بالمواد الأولية اللازمة للحياة. ومن المحتمل أنه يتضمن أيضاً محيطاً من المياه تحت السطح، غير أن هذه المسألة بحاجة إلى تأكيد.

وقريباً، ستنطلق البعثة المثالية لهذا الغرض، وهي بعثة دراجونفلاي من ناسا، التي ستقوم بإرسال حوامة مسيرة عن بعد لاستكشاف الغلاف الجوي لتيتان مباشرة، وتقديم تصور واضح ومفصل حول مدى تطوره من حيث قدرته على تحفيز النشاط العضوي. ستنطلق البعثة في 2027 وستصل إلى تيتان في 2034.

صورة قمر المشتري أوروبا
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث/ جامعة أريزونا

2 أوروبا

تغطي سطح هذا القمر من أقمار المشتري قشرة جليدية بسماكة 16 إلى 24 كيلومتراً، ويقبع تحتها محيط جوفي ضخم تسخنه القوى المدية. ويُعتقد أن هذه الحرارة ساعدت على تشكل نظام دوران داخلي يحافظ على حركة المياه ويجدد الجليد السطحي بشكل منتظم. وهذا يعني أن أرض المحيط تتفاعل مع السطح، وبالتالي فقد لا نضطر إلى الذهاب إلى الأعماق لدراسة وجود الحياة في هذا المحيط. فقد اكتشف العلماء مخزونات من مواد معدنية شبيهة بالطمي وذات صلة بالمواد العضوية على أوروبا. ويُعتقد أن الإشعاع الذي يضرب الجليد السطحي قد يؤدي إلى إطلاق الأكسجين، الذي يمكن أن يصل إلى المحيطات الجوفية حتى تستخدمه الحياة الناشئة. ما يعني أن كل مكونات الحياة قد تكون هناك.

ومن حسن الحظ أن من المقرر أن ندرس أوروبا بالتفصيل؛ فسوف تقوم بعثة جوس بعمليتي عبور قرب أوروبا خلال عملها في نظام جوبيتر. ولكن البعثة الأهم هي أوروبا كليبر، وهي مركبة فضائية ستقوم بعمليات تحليق على ارتفاع منخفض في محاولة لدراسة وتوصيف السطح، ودراسة البيئة تحت السطح قدر الإمكان. ستنطلق بعثة كليبر في 2024، وستصل أوروبا في 2030.

صورة كوكب المريخ
مصدر الصورة: ناسا/ مختبر الدفع النفاث – معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا

1 المريخ

يحتل المريخ المرتبة الأولى في هذه القائمة لعدة أسباب. فنحن نعرف أنه كان صالحاً للسكن منذ مليارات السنين، عندما كانت بحيرات وأنهار الماء السائل موجودة على سطحه. كما نعرف أنه كان محاطاً بغلاف جوي متماسك في تلك الفترة، للحفاظ على بيئة بحرارة معتدلة ومريحة. وحالياً، لدينا عربة جوالة على سطحه، وهي عربة بيرسيفيرينس، التي صُممت لهدف وحيد ومحدد، هو البحث عن دلالات على وجود الحياة القديمة. وستقوم هذه العربة الجوالة حتى بجمع بعض العينات التي سنحضرها إلى الأرض يوماً ما لدراستها في المختبر.

ولكن، ما علاقة كل هذا بالعثور على الحياة في الوقت الحالي؟ إذا اكتشفنا دلالات على وجود الحياة القديمة، فمن المحتمل أن الحياة ما زالت موجودة على المريخ. ومن المرجح أنها لن تكون على السطح، ولكن ربما تحت السطح. ولقد نُشرت بعض الدراسات الكبيرة التي استخدمت عمليات الرصد الرادارية لإظهار احتمال وجود خزانات من المياه السائلة على عمق بضعة كيلومترات تحت السطح. وبما أننا اكتشفنا على الأرض بعض أنواع البكتيريا القادرة على العيش في هذه الظروف، فمن الممكن للغاية أن نعثر على شيء يعيش في هذه المناطق في المريخ. وعلى الرغم من أن الوصول إلى هناك سيكون في غاية الصعوبة، فإن وجود سبب يدعونا إلى الاعتقاد بأن هذه الخزانات تحوي شيئاً ما مثيراً للاهتمام سيدفعنا إلى بذل كل ما يمكن من الجهود للوصول إلى هناك وحسم المسألة بشكل مباشر.

المحتوى محمي