في 22 مايو، أرسلت فيرجن جالاكتيك شخصين إلى آخر حدود الفضاء تحت المداري للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين، والمرة الثالثة بشكل عام. وهي الأولى من أربع بعثات مأهولة خططت لها لهذا العام.
سبيسشيب تو من فيرجن جالاكتيك: ماذا حدث؟
أقلت مركبة سبيسشيب تو من فيرجن جالاكتيك من مطار سبيسبورت أميركا في نيو مكسيكو في الساعة 10:34 صباحاً. بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم السبت. وقد حُملت المركبة الفضائية -التي تحمل اسم في إس إس يونيتي- إلى الجو على متن طائرة نقل كبيرة. وفي الساعة 11:26 صباحاً، تم إطلاق يونيتي، وأطلقت محركاتها، واتجهت إلى ارتفاع وصل إلى 89.2 كيلومتر (متجاوزة بقليل الحد الذي يبدأ عنده الفضاء وفقاً لسلاح الجو الأميركي وناسا عند 80 كيلومتر، ولكنها لم تصل إلى الحد المعترف به عالمياً عند 100 كيلومتر). بعد ذلك، عادت إلى سطح الأرض، وهبطت على مدرج سبيسبورت أميركا بعد 17 دقيقة وحسب. أيضاً، حملت البعثة تجربتين بحثيتين في إطار برنامج فلايت أوبورتيونيتيز التابع لناسا.
ما الذي يجعل هذا الأمر مهماً؟
لم تذهب فيرجن جالاكتيك إلى الفضاء منذ فبراير في العام 2019، عندما حلقت بثلاثة أشخاص في بعثة واحدة. وقد كانت هذه البعثة بمنزلة عملية إطلاق مفصلية (حيث إنها المرة الثانية التي تصل فيها الشركة إلى الفضاء الخارجي، والأولى التي تنقل فيها مجموعة من المسافرين)، ولكنها أدت أيضاً إلى إحداث ضرر في أحد أنظمة الاستقرار الأفقي، ما أدى إلى مراجعة لإجراءات السلامة وعمليات تجديد وصيانة. وكانت رحلة السبت بمنزلة الاختبار الأول لهذه التحديثات في عملية تحليق كاملة. حاولت الشركة العودة إلى الفضاء في ديسمبر المنصرم، ولكنها ألغت البعثة أثناء التحليق بسبب تشويش كهرطيسي.
كانت هذه أيضاً الرحلة الفضائية الأولى التي تنطلق من نيو مكسيكو (والتي أصبحت الآن ثالث ولاية أميركية تطلق البشر إلى الفضاء). تهدف فيرجن جالاكتيك إلى إطلاق جميع رحلاتها التجارية من سبيسبورت أميركا، وتسعى إلى إطلاق 400 رحلة سنوياً.
سنة حافلة
تمثل سنة 2021 السنة الحاسمة بالنسبة لفيرجن جالاكتيك؛ فقد أسسها ريتشارد برانسون في 2004 على أمل تحويل السياحة الفضائية إلى واقع. غير أن الشركة تعرضت إلى الكثير من التأجيلات أثناء عملية التطوير، إضافة إلى بضعة إخفاقات شهيرة، مثل حادث التحطم في أكتوبر 2014 الذي أدى إلى موت الطيار، وهو حادث ما زال حاضراً في الأذهان حتى اللحظة. وحتى تتمكن الشركة من تحقيق 400 رحلة في السنة، يجب أن تثبت قدرتها على التحليق بسرعة، وبشكل متواصل ومتسق، وبأمان.
ولهذا، تخطط فيرجن جالاكتيك للتحليق برحلات مأهولة إلى الفضاء ثلاث مرات إضافية لهذه السنة، حيث ستتضمن إحدى الرحلات طيارين وأربع موظفين من الشركة كمسافرين، وستحمل رحلة أخرى مسافراً واحداً هو برونسون نفسه، أما الثالثة فستكون رحلة تجارية لسلاح الجو الإيطالي. وستكون البعثة الثالثة المرة الأولى التي تأخذ فيها فيرجن جالاكتيك عملاء حقيقيين إلى الفضاء، ويُفترض أن تؤدي إلى عائدات بقيمة مليوني دولار. أيضاً، يُحتمل أن تجرب الشركة في هذا الصيف رحلات طيران انزلاقي لمركبة سبيسشيب ثري التي كشفت الستار عنها مؤخراً. تهدف جميع هذه النشاطات إلى رفع جاهزية الشركة للبدء بالعمل التجاري بسرعة، وربما في بداية العام المقبل.
في هذه الأثناء، تخطط شركة بلو أوريجين -المنافس الأساسي لفيرجن جالاكتيك في سوق السياحة الفضائية- إلى إطلاق رحلة مأهولة إلى الفضاء للمرة الأولى في 20 يوليو، حيث سينطلق طاقم من ستة أشخاص إلى الفضاء تحت المداري على متن مركبة نيو شيبرد.