قادة الصين يعيدون النظر في مواقفهم بشأن الذكاء الاصطناعي

2 دقائق
مصدر الصورة: لينتاو زانج/ غيتي إيميدجيز

قد تكون الصين في حالة صدام مباشر مع الولايات المتحدة في المسائل التجارية، غير أنها تدعو إلى مقاربة أكثر ودية حول تطوير الذكاء الاصطناعي.

وقد أوضح ليو هي (نائب رئيس الوزراء الصيني) في خطاب في المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي -الذي عُقد مؤخراً في شنغهاي- أن الذكاء الاصطناعي سيعتمد إلى حد كبير على التعاون العالمي، وقال: "نأمل أن تتعاون جميع البلدان -التي تعد جزءاً من هذه القرية العالمية- مع بعضها البعض، وأن تدعم بعضها البعض؛ وذلك حتى نتمكن من التعامل مع تأثيرات التقنيات الجديدة، والتي تعد بمنزلة سيف ذي حدين، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي حقبة جديدة، ولا بد من التعاون العابر للتخصصات والبلدان".

كما عبر الرئيس الصيني شي جينبينغ عن فكرة مماثلة في رسالة موجَّهة إلى نفس المؤتمر؛ فقد قال شي إن الصين "ستتشارك في نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي مع البلدان الأخرى"، كما دعا إلى التعاون بين البلدان في مسائل الذكاء الاصطناعي مثل الأخلاقيات، والقانون، والحوكمة، والحماية.

ويأتي هذا التوجه الجديد -والذي يتَّسم بقدر أكبر من المرونة- بعد سنة تقريباً من إعلان الحكومة الصينية عن خطة طموحة وهجومية الطابع حول الذكاء الاصطناعي؛ حيث تدعو هذه الخطة باحثي الذكاء الاصطناعي الصينيين إلى احتلال صدارة العالم بحلول العام 2030، كما تدعو الشركات المحلية إلى بناء صناعة تتعدى قيمتها 150 مليار دولار.

ومن الجدير بالذكر أن الصين بدأت تعتمد في تقنياتها على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بوتيرة مثيرة للإعجاب، وقد أدت طموحات الصين وإنجازاتها في الذكاء الاصطناعي إلى إثارة الأقاويل حول ما يشبه سباق تسلح بينها وبين الولايات المتحدة في هذا المجال، وفي الواقع فإن جزءاً كبيراً من هذه التقنيات يعود إلى التعاون بين الباحثين من جميع أنحاء العالم.

ولكن تأثير الذكاء الاصطناعي في المستقبل قد يتحدد فعلاً بالتنافس ما بين الشركات الأميركية والصينية؛ حيث يتنامى التأثير العالمي للصناعة التقنية الصينية مع تصدير شركاتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي وخدماته إلى أنحاء العالم عبر خدمات الحوسبة السحابية (انظر مقالة "مختبر صيني يخطط لإعادة تشبيك العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي"). ولم يتم حتى الآن صياغة نموذج للتعاون العالمي، صحيح أن الباحثين والشركات يتشاركون الخوارزميات على نطاق واسع، لكن تلك البيانات المستخدمة لتدريب نماذج التعلم الآلي تعد من الأسرار الثمينة.

وقد بدأت الولايات المتحدة -من ناحية أخرى- زيادة إنفاقها على الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن البيت الأبيض لم يحدِّد موقفاً واضحاً من هذه التقنية.

وهذه التصريحات من القادة السياسيين الصينيين قد تشير إلى مناورةٍ ما بالقوة الناعمة؛ حيث إن طريقة نشر هذه التقنية في بقية أنحاء العالم ما زالت مسألة ستُحسم بالمفاوضات، ولا شك في أن الصين سترغب في قيادة الحوارات التي تخص المعايير والمقاييس، ويمكن أن تكون هذه النقاشات حساسة وصعبة، خصوصاً فيما يتعلق بمسائل مثل خصوصية البيانات والمراقبة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وقد تعوِّل الصين بشكل خاص على قيادة المفاوضات الدولية في هذه المسألة نظراً لأن الولايات المتحدة -وغيرها من البلدان- قد حدَّدت من قبل المعايير والمقاييس لتقنيات أخرى، بما فيها الإنترنت.

المحتوى محمي