في خضم الجدل الدائر هذا الأسبوع حول انتشار المعلومات المضللة على الإنترنت، نشر جاي روزين نائب رئيس فيسبوك للنزاهة، مقالاً على موقع الشركة يشرح فيه بالتفصيل كيف تعالج المنصة التحديات المتعلقة بمختلف أنواع المعلومات المضللة، بما فيها الحسابات المزيفة والسلوك المخادع والمحتوى المضلل.
مكافحة الحسابات المزيفة والسلوك المخادع
يوضح روزين في البداية أنه "من المغري التفكير في المعلومات المضللة باعتبارها تحدياً واحداً يمكن التغلب عليه بحل فردي. ولكن لسوء الحظ، فإن التفكير في الأمر بهذه الطريقة يضيع فرصة معالجة هذا التحدي بشكل شامل"، موضحاً أن معالجة المعلومات المضللة في الواقع تتطلب معالجة العديد من التحديات، بما فيها الحسابات المزيفة والسلوك المخادع والمحتوى المضلل والضار.
وأوضحت الشركة، على لسان روزين، أنها تتخذ موقفاً متشدداً من الحسابات المزيفة (Fake Accounts)، وأنها تحظر الملايين منها كل يوم، وأن معظم عمليات الحظر تتم في وقت إنشاء هذه الحسابات. كما أعلنت أنها عطلت أكثر من 1.3 مليار حساب بين شهري أكتوبر وديسمبر 2020.
وأضافت أنها تقوم أيضاً بالتحقيق في عمليات التأثير الأجنبية والمحلية المتخفية، التي تعتمد على حسابات مزيفة، وتقضي عليها. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أزالت فيسبوك أكثر من 100 شبكة من شبكات السلوك الزائف المنسق Coordinated Inauthentic Behavior (CIB) من منصتها، كما أنها تنشر تقارير شهرية بخصوص هذه الإجراءات.
وفيما يتعلق بالسلوك المخادع (Deceptive Behavior)، يشير روزين إلى أن الشركة وجدت أن أحد أفضل الطرق لمحاربة هذا السلوك هو تعطيل هيكل الحوافز الاقتصادية الكامنة وراءه، مضيفاً أن فيسبوك أنشأت فرقاً وأنظمة لاكتشاف تكتيكات السلوك الزائف التي تقف وراء الكثير من عمليات اصطياد النقرات (Clickbait)، كما تستخدم أيضاً الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف الاحتيال وتطبيق سياساتها ضد الحسابات العشوائية الزائفة.
مؤسسات مستقلة تدقق في الحقائق
ونظراً لأن المعلومات المضللة يمكن أيضاً أن تنتشر من خلال الأشخاص، حتى بحسن نية، فقد أنشأت فيسبوك شبكة عالمية تضم أكثر من 80 مؤسسة مستقلة للتدقيق في الحقائق، تراجع المحتوى بأكثر من 60 لغة. وعندما تصنف تلك المؤسسات شيئاً ما على أنه خطأ، فإن فيسبوك تحد من نشره بحيث يراه عدد أقل من الأشخاص وتضيف علامة تحذير تحتوي على المزيد من المعلومات لأي شخص يرى المنشور.
ويشير نائب رئيس فيسبوك إلى أن الشركة اكتشفت أنه عند وضع علامة تحذير على منشور ما، فإن الأشخاص لا ينقرون لمشاهدته في 95% من الوقت. كما أنها تخطر أيضاً الشخص الذي نشره وتقوم بتقليل انتشار الصفحات والمجموعات التي تشارك المعلومات المضللة بشكل متكرر.
أما بالنسبة للمعلومات المضللة الأكثر خطورة -مثل الادعاءات الكاذبة الخاصة بمرض كوفيد-19 ولقاحاته والمحتوى السياسي الذي يستهدف عمليات التصويت- فإن الشركة تزيل المحتوى.
ويقول روزين إنه منذ بداية انتشار جائحة كورونا، استخدمت فيسبوك أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لإزالة المواد المتعلقة بكوفيد-19 التي اعتبرها خبراء الصحة العالمية بمنزلة معلومات مضللة. ونتيجة لذلك، فقد أزالت أكثر من 12 مليون جزء من المحتوى حول فيروس كورونا ولقاحاته.
تأثير سلبي على فيسبوك
يوضح الكاتب أن الشركة لم تكتفِ بالحد من المعلومات المضللة التي يراها الناس، وإنما تحاول أيضاً توصيل الأشخاص بالمعلومات الموثوقة من خبراء موثوق فيهم، وذلك من خلال محطات مركزية مثل مركز معلومات كوفيد-19 الخاص بفيسبوك أو مركز معلومات علوم المناخ أو مركز معلومات التصويت في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة لعام 2020.
وفي نهاية مقاله، يرى روزين أن اتهام فيسبوك بالتغاضي عن المعلومات المضللة من أجل مصالحها المالية أمراً غير عادل، موضحاً أن العكس هو الصحيح، وأن الشركة اتخذت بعض الخطوات الهادفة إلى تقليل المعلومات المضللة على حساب نمو أعداد المستخدمين وتفاعلهم على المنصة.
وضرب مثالاً على هذا الأمر بالتغيير الذي أجرته الشركة عام 2018 في نظام ترتيب المنشورات في موجز الأخبار (News Feed) لربط المستخدمين بمشاركات أصدقائهم وعائلاتهم؛ فقد أجرت فيسبوك هذا التغيير مع أنها تعلم أنه سيقلل من بعض أشكال المحتوى الأكثر جاذبية، مثل مقاطع الفيديو القصيرة، وسيقلل الوقت الذي يقضيه الناس على المنصة. وهو ما حدث فعلاً، فقد انخفض مقدار الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الموقع بنسبة 5% في الفترة التي تم تطبيق هذا التغيير خلالها.
يأتي هذا المقال قبيل جلسة الاستماع التي يعقدها مجلس النواب الأميركي، اليوم الخميس، للاستماع لشهادات ثلاثة من قادة كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، لمناقشة الدور الذي تلعبه هذه الشركات في انتشار المعلومات المضللة عبر شبكة الإنترنت، والخطوات التي اتخذتها لمكافحتها.
ومن المقرر أن يحضر جلسة الاستماع العلنية كل من مارك زوكربيرج رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، وجاك دورسي الرئيس التنفيذي لشركة تويتر.