هل تساعدنا قواعد بيانات الحمض النووي في حلِّ الجرائم الصعبة؟

2 دقائق
حقوق الصورة: جيك بيلتشر

خلال مؤتمر إيمتيك الذي عقدته إم آي تي تكنولوجي ريفيو مؤخراً، توقَّعت عالمة من علماء الأنساب البارزين أننا سنستطيع التعرُّف في المستقبل القريب على المشتبه بهم في المئات من جرائم القتل والاغتصاب التي لم يتم حلُّها بعد؛ وذلك باستخدام قواعد بيانات الحمض النووي العامة.

إذ توقَّعت سيسي مور -رئيسة وحدة علم الأنساب في شركة بارابون نانولابس (Parabon Nanolabs)- أن "عشرات" الحالات سيتم حلها خلال الأشهر القادمة في الولايات المتحدة.

وكانت الشركة قد ساعدت قوات الشرطة الأميركية بالفعل في التعرف على المشتبه بهم في تسع جرائم مروِّعة منذ فصل الربيع الماضي؛ وهي تقوم بذلك عن طريق استخدام الحمض النووي المأخوذ من مسرح الجريمة، وذلك لمعرفة الأقارب الذين قاموا بتحميل ملفاتهم الشخصية إلى إحدى خدمات علم الأنساب المخصَّصة للمستهلكين.

وبمجرد العثور على الأقارب الذين تربطهم به الوراثة، يمكن الاستدلال على هوية المشتبه بهم من خلال شجرة العائلة.

ففي أواخر أغسطس مثلاً ألقت شرطة إلينوي القبض على مايكل هينسك لقتله هولي كاسانو في منزلها قبل عقد من الزمان، وقالت مور إن التقدُّم بدأ يبحث في علم الأنساب.

ويُذكر أن وتيرة حل الجريمة اعتماداً على الجينات آخذة في الازدياد؛ حيث تُشرف مور الآن -كما تقول- على ثلاثة علماء أنساب آخرين، بالإضافة إلى أن شرطة كاليفورنيا تعمل مع بربارا راي-فنتر، التي تقوم بإنشاء أشجار العائلة، وقد أدَّت أعمالها في قضية غولدن ستايت كيلير إلى تسليط الاهتمام الواسع على هذه التقنية الجديدة في مكافحة الجريمة العام الماضي.

كما قامت مجموعة تطوعية تسمَّى مشروع دي إن إيه دو بروجكت (DNA doe Project) بالتعرف على الرفات البشرية، وقالت منظمة الطب الشرعي آيدنتيفايرز إنترناشيونال (Identifiers International) إنها تعمل على اثنتي عشرة جريمة قتل.

كما أن هناك المزيد من المختبرات التي ترغب في مساعدة أقسام الشرطة على تحويل الحمض النووي المأخوذ من مسرح الجريمة إلى ملفات تتوافق مع قواعد بيانات الأنساب على الإنترنت، وتقول مور: "هناك مجال صناعي صغير وجديد آخذ في النشوء".

وهي ترى أن من الممكن حل حوالي نصف الحالات التي تعمل عليها باستخدام علم الأنساب الجيني، أما باقي الحالات فهي غير ممكنة الحل بسبب عدم وجود تطابق وراثي قريب، ويتم إجراء المقارنات الجينية باستخدام قاعدة بيانات يمكن الوصول إليها من العموم، وتسمى GEDMatch.

وتحذِّر مور من أن علم الأنساب الجيني هو -في الغالب- مهنة الهواة؛ ولذلك فإن استخدامه في حل الجرائم ينطوي على بعض المخاطر؛ حيث تقول: "إن الكثير من الناس يذهبون إلى أقسام الشرطة لعرض خدماتهم، لكن هذا الأمر يُقلقني كثيراً؛ فقد يعطي ذلك مثالاً سيئاً إذا تمت الإشارة إلى الشخص الخطأ".

وقد نجح علم الأنساب الجيني حتى الآن في حصر تحقيقات الشرطة في شخص واحد غالبًا، وقالت مور إن قوات الشرطة كانت لديها -في كثير من الأحيان- قوائم لمئات أو آلاف المشتبه بهم المحتملين قبل أن تبدأ استخدام الحمض النووي.

المحتوى محمي