دعوة إلى طرح الأفكار: بناء أضخم قاعدة بيانات مفيدة لأعراض كوفيد-19 في حاجة إلى التعاون

2 دقائق
مصدر الصورة: غيتي إيميدجيز

يقول الخبر

منذ أبريل، كانت مجموعة دلفي البحثية في جامعة كارنيجي ميلون تعمل على تجميع واحدة من أضخم قواعد البيانات في العالم لتتبع أعراض كوفيد-19. والآن، أطلقت المجموعة تحدياً جديداً مع شركة فيسبوك وغيرها من الشركاء للاستعانة بالجماهير لتنفيذ مشاريع البيانات من أجل تحسين استجابة البلاد للوباء.

البيانات

تُعتبر مجموعة دلفي واحدة من أفضل فرق التنبؤ بالأنفلونزا في الولايات المتحدة، وكانت تستخدم فيسبوك لإجراء استبيان يدرس الأعراض عند مواطني الولايات المتحدة للمساهمة في جهود توقع الوباء التي تقودها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. تضمن آخر استبيان 36 سؤالاً حول ما إذا كان المشارك يعرف حالياً أو سابقاً أي شخص يحمل الأعراض، وتواتر احتكاك المشارك مع الآخرين، وما إذا كان المشارك مصاباً بأي مشاكل عقلية أو مادية، وغير ذلك. وفي كل يوم، يقوم فيسبوك عشوائياً باختيار مجموعة من المستخدمين وطرح الاستبيان على صفحاتهم الرئيسية. وبعد ذلك، تُرسَل الإجابات إلى دلفي من دون أن تراها الشركة.

وبدءاً من شهر مايو، انضمت جامعة ماريلاند إلى المشروع، وكانت تدير نسخة دولية من هذا الاستبيان. يتضمن هذا الاستبيان أسئلة مختلفة بعض الشيء؛ وذلك بسبب قوانين حماية خصوصية البيانات، والاحتياجات المتقلبة لمنظمة الصحة العالمية. سيتم إطلاق نسختين شاملتين من كلتا المجموعتين من أجل إطلاع المشاركين عليهما، كما يستطيع الباحثون تقديم طلب خاص للوصول إلى نسخ موزعة ومجهولة الهوية من البيانات إذا تطلب الأمر.

Interactive covid symptom map of the world

خريطة تظهر بيانات أعراض كوفيد-19 التي جُمعت عن طريق الاستبيان.

كنز من التحليلات

وفقاً لدلفي، فقد تمكن المشروع منذ بدئه من تجميع نحو 10 ملايين استجابة للاستبيان في الولايات المتحدة، و15 مليوناً في الخارج. كما أن أكثر من 85% من المشاركين الأميركيين ممن أجابوا عن سؤالين على الأقل قاموا بملء الاستبيان بالكامل، وهو معدل استكمال يتخطى التوقعات الأولية للباحثين بكثير. عقدت المجموعة البحثية شراكات مع أكثر من 10 منظمات لتحليل كنز البيانات التي حصلت عليه، ولأغراض مختلفة. ومن بين العديد من الأهداف، تأمل المجموعة البحثية في تطوير نماذج تنبؤية محلية للمستشفيات، ودراسة أثر إجراءات الحجر على الصحة العقلية.

يقول أليكس راينهارت، وهو أستاذ مساعد في دائرة الإحصاء وعلوم البيانات في كارنيجي ميلون، وأحد أفراد الفريق الذي يجري الاستبيان: "تحوي هذه البيانات الكثير، لدرجة أنه يستحيل أن نقوم بتحليلها واستخراج كل المعلومات الممكنة منها بمفردنا. ووفقاً لمعلوماتي، فإن هذا الاستبيان أحد أضخم الاستبيانات التي تم تنفيذها على الإطلاق، باستثناء الإحصاء السكاني. ونعتقد أن استبيانات الأعراض ستكون في ذروة فائدتها إذا تمكن الكثير من الباحثين الذين يدرسون الوباء من استخدامها".

أفكار جديدة

يأمل الفريق باجتذاب نطاق واسع من المشاركين، بدءاً من الباحثين وصولاً إلى الأشخاص العاديين، ممن يمكنهم المساهمة بأفكار جديدة لاستخدام البيانات. يقول راينهارت: "أنا مهتم بأي شيء جديد، ببساطة. وأبحث عن أية مقاربة تجعل من كل البيانات التي جمعناها ذات مغزى بالنسبة لمن يحاولون الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا يجب أن أفعل في إطار مجتمعي المحلي؟ كيف يمكن أن تساعد كل هذه المعلومات على اتخاذ قرار معين؟" ويضيف أن هذا قد يكون على شكل أساليب أفضل للتنبؤ، أو مقاييس بسيطة. 

تُقبل المشاركات حتى 29 سبتمبر. وما إن يتم اختيار المشاركين النهائيين، فسيتم العمل على وصلهم مع الأشخاص والجهات الشريكة ذات الصلة، سواء المنظمات أو مسؤولي الصحة العامة أو غير ذلك من الأطراف التي يمكن أن تكون مفيدة للأفكار المطروحة.

المحتوى محمي