تحقيق رقم قياسي عالمي جديد في مجال سرعة شبكة الإنترنت

2 دقائق
الصور الأصلية: توماس جينسن وكريستوفر بيرنز عبر أنسبلاش | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

قد يكون هنالك بعض الآثار الجانبية المفيدة لظهور فيروس كورونا المستجد والأزمة الصحية العالمية التي تسبب فيها؛ حيث أدت الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار الفيروس إلى إجبار الشركات على تغيير أسلوب عملها واعتماد نمط العمل من المنزل، وهو ما أدى بدوره لزيادة الضغط والطلب على شبكة الإنترنت حول العالم بشكلٍ غير مسبوق. الأمر الإيجابيّ بهذا الخصوص هو العمل المستمر للعديد من الباحثين والمهندسين حول العالم من أجل تحسين أداء وسرعة شبكة الإنترنت بما يرفع من الوثوقية ويحسن من شروط العمل من المنزل. 

وضمن هذا السياق، كشف مجموعةٌ من الباحثين والمهندسين في جامعة كلية لندن (UCL) عن تحقيق رقمٍ قياسيّ جديد في مجال تبادل المعلومات عبر شبكة الإنترنت؛ حيث كشفوا عن تمكنهم من الوصول إلى سرعة تبادل قدرها 178 تيرابت بالثانية الواحدة، وهي أعلى من الرقم القياسيّ السابق الذي تم تسجيله عبر مجموعة من الباحثين في اليابان سنة 2018 الذي بلغ 150 تيرابت بالثانية الواحدة. 

من أجل وضع هذا الإنجاز ضمن إطارٍ عمليّ يتيح فهم أهميته، يوضح القائمون عليه أنه عند سرعة كهذه (أي 178 تيرابت بالثانية) سيكون بالإمكان تحميل كافة محتوى منصة نيتفليكس خلال أقل من ثانيةٍ واحدة. على الصعيد العلميّ، تقترب هذه السرعة من الحدود النظرية القصوى لسرعة تبادل البيانات، التي تنبأ بها عالم الرياضيات الأميركيّ كلود شانون في أربعينيات القرن الماضي، حيث يعد كلود شانون مؤسس نظرية المعلومات الحديثة.

من أجل تحقيق هذا الإنجاز الجديد، قام المهندسون بإجراء تعديلات على البنية التحتية المسؤولة عن تأمين تبادل البيانات، وتحديداً قاموا بالاعتماد على دمج عدة تقنيات تضخيم من أجل تعزيز استطاعة الإشارة المرسلة، وذلك بهدف السماح بتبادل البيانات عند مجالٍ أوسع للأطوال الموجية (أو الترددات)، وهو الأمر الذي يتطلب طاقةً أعلى. تمت الإشارة في البحث إلى أن البنى التحتية الحالية الخاصة بشبكة الإنترنت تعتمد على أطوال موجية ذات مجال حزمة قدره 4.5 تيراهرتز، ومن المتوقع البدء باستخدام البنى التحتية ذات مجال حزمة قدره 9 تيراهرتز، في حين أنهم اعتمدوا على بنية تحتية جديدة تدعم تبادل المعلومات عند مجال حزمة قدره 16.8 تيراهرتز.

أشار الإعلان الرسميّ عن الإنجاز إلى أنه منذ بدء جائحة فيروس كورونا حول العالم تزايد تدفق المعلومات عبر شبكة الإنترنت بحوالي 60% قياساً بالفترة التي سبقت انتشار الفيروس، وهو الأمر الذي يفرض تحدياتٍ كبيرة على الشركات والدول من أجل ضمان جودة اتصال عالية، لا سيما أن ظروف التباعد الاجتماعي والعمل عن بعد قد تبقى لفترةٍ طويلة قبل أن يتم الإعلان عن انتهاء الجائحة بشكلٍ رسميّ حول العالم. ضمن هذا السياق، تبرز إحدى النقاط الإيجابية التي كشف عنها القائمون عن الإنجاز الجديد، وهو أنه يمكن استخدام التقنية التي قاموا بتطويرها مع البنى التحتية الموجودة حالياً دون الحاجة لإجراء تغييراتٍ جذرية عليها، وبالتحديد، أشار القائمون إلى أنه يمكن "ترقية Upgrade" البنى التحتية الحالية كي تدعم سرعة التبادل التي تمكنوا من التوصل إليها.

تم نشر تفاصيل الإنجاز الجديد عبر ورقةٍ بحثية في دورية آي تربل إي إكسبلور (IEEE Xplore).

المحتوى محمي