نشرت ناسا صوراً جديدة للمذنب نيووايز التقطها التلسكوب الفضائي هابل، وتحوي هذه الصور منظراً مقرباً لأكثر المذنبات سطوعاً على مدى عدة عقود، وذلك بعد أن أنهى رحلته حول الشمس هذا الصيف.
ماذا حدث بالضبط
التُقطت الصورة الجديدة في 8 أغسطس، وتركز بشكل أساسي على ذؤابة المذنب، وهي الغلاف الخارجي المؤلف من الغاز والغبار، والذي يطلقه المذنب عندما تسخنه الشمس. تُعتبر هذه الصورة واحدة من أفضل الصور التي التقطها هابل لأي مذنب على الإطلاق.
التُقطت الصور الجديدة بعد أن قطع نيووايز طريقه حول الشمس، ما يثبت وضوحاً أن المذنب تمكن من تحمل الحرارة والضغط الشديدين الذين يمكن أن يتسبب فيهما هذا العبور قرب الشمس. غالباً ما تُدمَّر المذنبات أثناء عبورها قرب الشمس، كما حدث للمذنب آيسون في 2013؛ ولهذا لم تكن نجاة نيووايز مضمونة على الإطلاق.
ماذا عن المذنب نفسه؟
يُعرف المذنب نيووايز رسمياً باسم C/2020 F3، وهو أكثر المذنبات التي رُصدت في النصف الشمالي للكرة الأرضية سطوعاً منذ مذنب هيل بوب في 1997. اكتُشف المذنب هذا العام في 27 مارس، وذلك من قِبل مجموعة من العلماء الذين كانوا يستخدمون تلسكوب مستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض المجال (اختصاراً: وايز WISE) الذي يتبع لناسا، وذلك في إطار برنامج نيووايز (وهو مصدر اسم المذنب). من المرجح أن قطر النواة الجليدية للمذنب لا يتجاوز 4.8 كيلومتر، على الرغم من أن الصور الجديدة من هابل تبين أن الذؤابة امتدت إلى حوالي 17,000 كيلومتر.
عندما اكتُشف المذنب، كان يقترب في مداره إلى المسار حول الشمس، وتمكن الراصدون من رؤيته بالعين المجردة في ليالي الصيف هذا العام. وصل نيووايز إلى أقرب نقطة من الشمس في 3 يوليو، على مسافة لم تتجاوز 43 مليون كيلومتر، في حين أنه وصل إلى أقرب نقطة من الأرض في 23 يوليو، على مسافة 103 مليون كيلومتر. يقول بعض العلماء إن نيووايز يستحق تصنيف "المذنب العظيم" نظراً لسطوعه الشديد.
ماذا بعد؟
سيمضي العلماء سنوات عديدة في تفكيك وتحليل كنز البيانات التي جُمعت خلال اقتراب نيووايز إلى هذه الدرجة من قلب النظام الشمسي. ويمكن أن تفسر النتائج كيفية تشكله، وكيف كانت الظروف في تلك الفترة في بدايات النظام الشمسي. حالياً، يتجه نيووايز عائداً إلى خارج النظام الشمسي، ولن نراه في هذه الأرجاء قبل مرور 6,800 سنة.