تعرف على سر الحصول على طاقة نووية بتكلفة معقولة

2 دقائق
مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

قد تكون الطاقة النووية مفتاح الحل لتنظيف قطاع الكهرباء؛ وذلك لأنها خالية من الكربون وتوفر كميات ثابتة من الطاقة على مدار الساعة، لكن لا أحد يريد بناء مفاعلات نووية في هذه الأيام.

يقول تقرير جديد صادر عن مبادرة الطاقة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) لتقييم مستقبل الطاقة النووية: "المشكلة الأساسية هي التكلفة"، ففي الوقت الذي يستمر فيه انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة الأخرى، يشير التقرير إلى أن "محطات الطاقة النووية الجديدة أصبحت أكثر تكلفة".

فقد يبلغ متوسط تكاليف الطاقة -على مدى العمر التشغيلي للمحطات النووية- ما يزيد على ضِعفي تكاليف الطاقة التي تولدها منشآت الغاز الطبيعي ذات الدورة المركبة، أو مزارع الطاقة الريحية، أو مزارع الطاقة الشمسية.

وإذا نظرنا إلى هذا الجانب بالإضافة إلى الإخفاقات البارزة مثل المشروعين فوجتل وفيرجيل سي سومر في أميركا الجنوبية -حيث أدى ارتفاع التكاليف وكثرة التأجيلات إلى إفلاس أعمال توشيبا النووية- فسيعني هذا أن عدداً قليلاً من الشركات والمستثمرين سيرغبون في الانتقال إلى العمل في مجال بناء المحطات النووية هذه الأيام.

وتتمثل المشكلة الرئيسية في تكلفة رأس المال الأوَّلي لإنشاء المحطة، والتي قد تشكِّل في نهاية المطاف أكثر من 80% من كُلفة الطاقة النووية.

كما يستكشف مؤلفو معهد إم آي تي مجموعةً متنوعة من الطرق التي يمكنهم بها خفض التكاليف، ويشيرون إلى أن إحدى هذه الإستراتيجيات يمكنها أن تحقق الكثير؛ وهي اعتماد ممارسات إدارة المشاريع التي أثبتت جدواها، بما في ذلك إتمام التصاميم قبل البدء في عمليات الإنشاء، وإنشاء سلسلة توريد موثوقة، وتعيين مدير واحد للعقود، وبناء قوة عاملة ماهرة لديها خبرة في تصميم المفاعلات على وجه الخصوص.

ويشير التقرير إلى أن النقطة الأخيرة قد تكون حاسمة؛ حيث إن تكلفة المحطة الأولى -مهما كان نوعها- عادة ما تفوق تكلفة أي من المحطات التي تليها في الإنشاء بنسبة 30%، وفي أيامنا هذه قد يتطلب بناء تكنولوجيا جديدة للمفاعلات النووية تكلفة تتراوح من 10 مليارات إلى 15 مليار دولار، ومدة تتراوح من 20 إلى 30 عاماً.

ويضيف المؤلفون: أن أكثر المحطات فعالية -من حيث التكلفة- ضمت مفاعلات متعددة لها نفس التصميم ومشيدة على موقع واحد، وذلك بالاعتماد على نفس العاملين والموردين.

ولا شك في أن هناك مشكلة تتعلق بمثل هذا الحل؛ حيث سيكون من الصعب للغاية -وفقاً لكافة التقارير- بناء الخبرة اللازمة للتعامل مع أي تصميم كان، في وقتٍ لا يشهد إلا عدداً قليلاً من المفاعلات التي تُحرز تقدماً، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن هناك عدداً قليلاً من المستثمرين المستعدين لدفع فاتورة بمليارات الدولارات.

وفي الواقع قامت مجموعة من العلماء والمهندسين البارزين مؤخراً -بمن فيهم م. جرانجر مورغان، الذي يدرس سياسات الطاقة في جامعة كارنيجي ميلون- بنشر تقرير قاتم للغاية في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم حول آفاق الطاقة النووية.

وقد خلص مؤلفو الورقة البحثية -في معرض إشارتهم إلى التحديات التي يفرضها الغاز الطبيعي منخفض التكاليف، والمعارضة العامة، وتجاوزات تكلفة المشاريع الجديدة، والتطور البطيء للتكنولوجيات المتقدمة- إلى أنه: "ما لم تطرأ بعض التغيرات الهائلة على السياسات، فمن غير المرجح أن تتمكن الطاقة النووية من الإسهام في إزالة الكربون من الانبعاثات في الولايات المتحدة، ناهيك عن إحداث فجوة جديدة تفصلنا عن نزع الكربون من الانبعاثات الغازية في النطاق الزمني الحرج للعقود العديدة القادمة. وقد ينطبق الأمر نفسه على باقي دول العالم، باستثناء عدد قليل من الدول الأخرى، بما في ذلك الصين".

المحتوى محمي