أحرزت شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية بعض الخطوات الواعدة جداً في تطوير واختبار لقاحها المخصص لفيروس كورونا. وقد أعلنت الشركة للتو عن أنها كانت تعمل مع المعاهد الوطنية الأميركية للصحة من أجل البدء بإحدى أكبر تجارب لقاحات فيروس كورونا، وهي دراسة من المرحلة الثالثة وتضم عشرات آلاف المتطوعين الأميركيين لتقييم قدرة اللقاح على توفير حماية حقيقية للأشخاص من العدوى. إليك ما يجب عليك معرفته.
ما آلية عمل اللقاح؟
يعمل لقاح شركة مودرنا عن طريق إدخال حمض نووي مرسال فيروسي إلى الجسم لتستقبله الخلايا البشرية، التي تستخدم الحمض النووي الريبي المرسال لإنشاء جزء من فيروس كورونا، الذي لا يفترض أن يتسبب في الإصابة بالعدوى، ولكنه يعدّ كافياً لأن يتعرف عليه جهاز المناعة على أنه مستضد غريب. يدرك الجهاز المناعي كيفية التعرف على الجزء الفيروسي والاستجابة له، حتى إذا دخل الفيروس الحقيقي إلى الجسم، فإن الجهاز المناعي يمكنه الاستجابة له قبل حدوث العدوى بشكل كامل.
إلى أي مدى يعدّ هذا اللقاح واعداً؟
لم يسبق أن تم إنتاج لقاح ناجح من الحمض النووي الريبي المرسال، وإذا نجح هذا اللقاح، فسيكون الأول من نوعه. لا تعتبر هذه الأخبار مشجعة تماماً، ولكن من الناحية الإيجابية، فقد أظهر اللقاح نتائج واعدة في التجارب السابقة؛ حيث أدى إلى إنتاج قوي للأجسام المضادة مع آثار جانبية مقبولة. ولكن في حين أن تجارب المرحلتين الأولى والثانية مخصصتان للتحقق مما إذا كان اللقاح آمناً، فإن تجارب المرحلة الثالثة هي التي تُعنى بدراسة مدى فعالية اللقاح في الوقاية من العدوى.
تجربة المرحلة الثالثة
ستشمل الدراسة ما يصل إلى 30 ألف مشارك من 89 منطقة في أنحاء الولايات المتحدة. سيتلقى نصف هؤلاء المشاركين جرعتين من اللقاح يفصل بينهما 28 يوماً، بينما سيتلقى النصف الآخر جرعتين من لقاح وهمي يحتوي على الماء المالح. وستكون الدراسة مزدوجة التعمية، أي أن المشاركين والكادر الطبي الذي يقوم بإعطاء الحقن لن يعرفوا من سيحصل على اللقاح ومن سيحصل على الدواء الوهمي. ولا يهم الباحثين أن يروا مدى فعالية اللقاح في الوقاية من العدوى فحسب، ولكن أيضاً ما إذا كان يمكنه الحد من شدة المرض عند حدوث العدوى.
تساؤلات حول المناعة ضد فيروس كورونا
لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن آلية عمل المناعة ضد فيروس كورونا ومدة استمرارها، وستلعب هذه التساؤلات دوراً كبيراً في مدى اعتمادنا على اللقاح لوضع حدٍّ للوباء. وستكون تجربة المرحلة الثالثة حاسمة في تسليط الضوء على هذه التساؤلات.
إذا كان اللقاح فعالاً، فما الذي يمكننا توقُّعُه؟
قالت شركة مودرنا إنه إذا أثبت اللقاح فعاليته، فسيكون قادراً على تقديم ما يتراوح بين 500 مليون جرعة سنوياً، وقد يصل هذا العدد إلى مليار جرعة سنوياً بدءاً من عام 2021. وقالت الشركة إنها ستسعى لبيع اللقاح من أجل الربح.
ما اللقاحات الأخرى في هذه المرحلة؟
وفقاً لأداة تتبع اللقاح الخاصة بصحيفة نيويورك تايمز، هناك أربعة لقاحات أخرى تخضع لتجارب المرحلة الثالثة، يشرف على أحدها باحثون من جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا (الذي يشمل اختبار أشخاص من عدة دول في أكبر تجربة في العالم)، بالإضافة إلى ثلاثة لقاحات من مجموعات في الصين. وتعمل شركة فايزر وشركة ألمانية تسمى بيو إن تك (BioNTech) أيضاً على لقاح يعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال، الذي من المتوقع أن يبدأ تجربة المرحلة الثالثة بحلول نهاية يوليو.