النشأة والدراسة
بدأت لينا كرم مشوارها الدراسي بالحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة الحاسوبية والكهربائية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1989. ومن ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لمتابعة تحصيلها العلمي، فحصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكهربائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا في عامي 1992 و1995 على التوالي. انضمت كرم بعد ذلك إلى جامعة أريزونا الحكومية، حيث ترقّت في مسيرتها حتى أصبحت أستاذة في الهندسة الحاسوبية والكهربائية، وشغلت منصب مديرة برنامج الهندسة الحاسوبية ومديرة مختبر الصورة والفيديو والاستخدام في الجامعة نفسها. وفي عام 2020، تولّت عمادة كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الأميركية في لبنان، لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصب عميد كلية هندسة في الشرق الأوسط.
القيمة العلمية والمساهمات البحثية
لَمَعَ اسم لينا كرم مبكراً أثناء دراسة الدكتوراه؛ فخلال عملها البحثي لدى مختبرات بيل في موراي هيل، وضعت نظريات وخوارزميات جديدة في مجال المرشِّحات الرقمية، وعلى وجه الخصوص مرشِّحات الاستجابة الرقمية ذات النبضة المنتهية (FIR)، التي كان لها تطبيقات كبيرة في مجالات معالجة الصور والفيديو ومعالجة الإشارة والاتصالات وتصميم الهوائيات وغيرها. حتى إن شركة ماث ووركس قامت بإدماج إحدى خوارزميات تصميم المرشحات الرقمية التي طورتها كرم ضمن مجموعة أدوات معالجة الإشارة في برنامج ماتلاب.
وخلال مسيرتها العلمية المذهلة، ألَّفت كرم أكثر من 220 ورقة بحثية، وأشرفت على حوالي 50 طالب ماجستير ودكتوراه. وبالإضافة إلى تصميم المرشحات الرقمية، كان لها مساهمات بارزة في معالجة الإشارة، وضغط وإرسال الوسائط المتعددة، والتعلم الآلي والتعلم العميق. وحازت على 7 براءات اختراع عن ابتكاراتها في مجالات معالجة الوسائط المتعددة والرؤية الحاسوبية وغيرها.
تميزت أبحاث كرم بتطبيقاتها العملية الهامة في العديد من المجالات؛ فقد أدت الأبحاث التي قادتها في مجال المعالجة البصرية والرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي إلى تطوير نظام مؤتمت لكشف العيوب في أنصاف النواقل، وتقوم شركة إنتل حالياً باستخدام النظام الجديد في تحديد هذه العيوب بشكل آلي في مراحل مبكرة من التجميع والاختبار. كما طوّرت خوارزميات مؤتمتة لتحليل الصور الطبية التي تساعد في تشخيص الإصابة بالسرطان وتساهم في تسريع جهود اكتشاف الأدوية. وقد تم استخدام هذه التكنولوجيا في العديد من المؤسسات، منها معهد الجينوم الانتقالي (TGEN)، وكلية الطب في نيويورك.
وتعاونت كرم أثناء مسيرتها الحافلة مع العديد من الشركات والوكالات مثل إنتل وكوالكوم وجوجل وموتورولا وجنرال داينمكس ووكالة ناسا. وفي عام 2018، أطلقت كرم مبادرتي تعاون ناجحتين بين جامعة أريزونا الحكومية والقطاع الصناعي؛ حيث أطلقت برنامج التدريب والزمالة بين جامعة أريزونا ووادي السيليكون لخريجي الجامعة في هندسة وعلوم الحاسوب والهندسة الكهربائية والصناعية. أما المشروع الآخر فهو عبارة عن مبادرة تعاونية مع شركة إنتل في مجال السيارات ذاتية القيادة.
وبالإضافة إلى ذلك، قادت كرم العديد من المبادرات متعددة الاختصاصات بين الجامعة والقطاع الصناعي والحكومي لصياغة مستقبل وسائل النقل ذاتية القيادة التي تتسم بالأمان والفعالية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والبرامج حول السيارات ذاتية القيادة والمدن الذكية.
المناصب والمؤسسات التي انتسبت إليها
تترأس كرم شركة بيكاريس للاستشارات في مجال معالجة الوسائط المتعددة، ونالت عضوية معهد الهندسة الكهربائية والإلكترونية (IEEE) لمساهماتها في مجال معالجة الصورة والفيديو والمرشحات الرقمية. كما شاركت -وتشارك- في العديد من لجان وهيئات تحرير منشورات المعهد منها: لجنة المعهد للتخطيط الإستراتيجي لخدمات النشر وإدارة المنتجات (IEEE PSPB)، وهيئة تحرير مجلة معالجة الإشارة (IEEE SP)، ومعالجة الصورة (IEEE TIP). كما كانت محررة ضيفة في مجلة الجمعية الأوروبية لمعالجة الصورة والفيديو (EURASIP)، وشاركت في تأسيس المؤتمر الدولي حول جودة الوسائط المتعددة (QoMEX). وفي يناير 2019، تم اختيارها من قِبل مجتمع معالجة الإشارة التابع لمعهد الهندسة الإلكترونية والكهربائية كرئيسة تحرير مجلة "مواضيع مختارة في معالجة الإشارة" (IEEE JSTP).
الجوائز والتكريمات
تلقَّت كرم الكثير من الجوائز تقديراً لجهودها القيّمة في مختلف محاور أبحاثها، منها: جائزة الهيئة الوطنية الأميركية للعلوم عن السيرة المهنية، وجائزة الابتكار التقني من وكالة ناسا لمساهمتها الكبيرة في تطوير معيار JPEG 2000 لضغط الصور باستخدام أساليب المعالجة البصرية الإدراكية. كما حصلت على جائزة الباحث المتميز من شركة إنتل وجائزة أفضل ورقة بحثية من مجلة جمعية معالجة الإشارة وجائزة الكليّة المتميزة وجائزة المنطقة السادسة من (IEEE).