الروبوتات زملاء عمل رائعون، قريباً

2 دقائق
جولي شاه؛ مختصة بالتعزيز الروبوتي. مصدر الصورة: كريستوفر تشرتشل

سوف ترى قريباً زملاء العمل الروبوتيين والمساعدات الرقمية في مكتب ما قربك، فقد قررت جولي شاه أن تتقبل تزايد حضور الروبوتات وتتعامل معه بإيجابية، بدلاً من أن تقلق بسببه.

تشغل شاه منصب بروفسورة مساعدة في "إم آي تي"، وهي أحد أفراد قائمتنا للمبدعين تحت سن 35 لعام 2014، وهي تعمل على إيجاد وسائل لتحويل البشر والآلات إلى زملاء عمل يتعاونون معاً بشكل آمن وفعال، وقد أدى بها عملها إلى زيارة المصانع والمستشفيات المزدحمة، حيث تدرس كيفية استغلال الأتمتة في زيادة إنتاجية البشر. وقد تحدثنا معها في جلسة ودية حول ما يمكن أن نتوقعه عندما نبدأ العمل جنباً إلى جنب مع الروبوتات، وهو ما يقوم به الكثير منا حالياً.

عملت شاه على تشغيل الروبوتات المتنقلة على خطوط التجميع المتحركة ضمن المصانع.
مصدر الصورة: تقدمة من بي إم دبليو

إيرين: برأيك، ما الفكرة الخاطئة الأكثر انتشاراً حول الروبوتات في مكان العمل؟

جولي: غالباً ما يعتقد الناس أن الذكاء الاصطناعي كيان واحد عام وهائل القدرة، يتنقل من مهمة إلى أخرى، غير أنه لا يعمل بهذه الطريقة حالياً، بل يجب علينا تصميم كل نظام ذكاء اصطناعي لتأدية مهمة محددة تماماً، وهو ما يتطلب الكثير من الجهد الهندسي. صحيح أن المهام تتوسع وتزداد عدداً، ولكننا لم نتمكن بعد من تصميم هذا "الذكاء الاصطناعي العام" الذي سيتولى تأدية نطاق واسع من المهام البشرية. ومع زيادة قدرات الذكاء الاصطناعي، سيصبح قادراً على تأدية الكثير من المهام الصغيرة في مجالات مختلفة.

إيرين: كيف يمكن أن تختلف الاحتمالات الممكنة لتشغيل الروبوتات بين المصنع والمستشفى مثلاً؟

جولي: عندما نتحدث عن تزايد انخراط الروبوتات في البيئات الخدمية والمستشفيات والمباني المكتبية، فيجب أن نضع في الاعتبار أن البيئة أقل تنظيماً، وبالتالي تحتاج الروبوتات إلى تعلم سياق العمل، مثل: التفضيلات الشخصية، متى تنشغل الأشياء، ما الوقت الحالي... وليس من السهل برمجة كل هذا.

لقد كنا نعمل على تطوير تقنيات لمشاهدة الخبراء وهم يعملون، حيث نشاهد الممرضات وهن يتخذن القرارات حول توزيع المرضى على الغرف، وبذلك يمكن تدريب الروبوتات عن طريق مشاهدة الخبراء من البشر.

يمكن للمستشفيات أن تستعين بهذا الروبوت للمساعدة في بعض المسائل، مثل: توزيع المهام على الممرضات، وتنفيذ الإجراءات، وتوزيع الغرف على المرضى.
مصدر الصورة: تقدمة من الباحثين - المساعدة الروبوتية في العناية بالمرضى

 

إيرين: هل لاحظت زيادة تقبل الناس للأتمتة في مختلف المجالات؟

جولي: لا يوجد تاريخ طويل للروبوتات في الرعاية الصحية يمكن أن يثير رفضها. أما في التصنيع، فإن هناك ثقافة تتحسَّس من استحواذ الروبوتات على الوظائف، وعادة ما نواجه المزيد من التشكيك بشكل عام، كما يوجد عبء أكبر في إثبات أن الروبوتات ستحسِّن العمل البشري ولن تتسبب في تسريح العمال.

وقد قمنا بدراسة الممرضات اللواتي يدرن العمل التمريضي في المستشفى، وتبيَّن لنا أنهن يتحكمن في بعض الأجزاء من جدول عمل غرفة العمليات، مثل: تحديد غرفة كل مريض، وتحديد الممرضات المشرفات على كل مريض. إنهن يؤدين عملاً يعدُّ -من الناحية الرياضية- أصعب من التحكم في حركة المرور الجوية، ولكنهن لا يمتلكن أياً من نفس الأدوات اللازمة للمساعدة على اتخاذ القرارات. لقد أضافت الممرضات شيئاً من القيمة إلى هذا العمل، فقد كُنَّ مدركات لصعوبة العمل، وعلى الرغم من أنهن الأفضل في هذا المجال، فقد كنَّ يعتقدن بوجود مجال للتحسين.

إيرين: برأيك، ما التغيير المطلوب في الحوار حول الذكاء الاصطناعي والعمل؟

جولي: أعتقد أن الشيء الغائب عن بعض الحوارات هو أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية خارجة عن سيطرتنا؛ فنحن من صممه، ويتغير إنتاجه بطريقة تأطيرنا للمشاكل.

المحتوى محمي