أدنوك تحرز خطوات كبيرة نحو تطوير الجزر الاصطناعية

4 دقائق

نشرة خاصة من أدنوك

تحتل الجزر الاصطناعية مكانة بارزة في عالم اليوم من البيئات الطبيعية ذات المساحات المحدودة‎، وهي تلك الجزر التي يبنيها البشر دون الاعتماد على أي من العمليات الطبيعية؛ حيث يمكن تشييدها في أي مكان وبأي حجم. يتم إنشاء هذه الجزر بشكل عام لأغراض متعددة تتضمن التصنيع، والسياحة، وتوسيع البنية التحتية، والأعمال التجارية... إلخ.

يتم إنشاء الجزر الاصطناعية عن طريق توسيع الجزر الصغيرة الحالية، وتشييد أراضٍ يابسة على الشعاب المرجانية القائمة. استصلاح الأراضي هي العملية التي تتضمن إنشاء هذه الجزر، وهي أساساً عملية يتم فيها إنشاء يابسة جديدة من المحيطات، والأنهار والبحيرات.

الجزيرة الاصطناعية هي ابتكار جديد عرفته البشرية، ولكن تاريخ هذه التقنية يعود إلى حقبة زمنية قديمة، فقد تبين أن هذه الأنماط الإنشائية تعود إلى الحضارة المصرية القديمة. إذا صدقت المعلومات التاريخية، فقد كان هناك بِنَى عائمة في المياه الراكدة في مصر في القرن السابع عشر.

لماذا يتم بناء الجزر الاصطناعية؟
عندما أُنشئت هذه الجزر الاصطناعية لأول مرة، كانت تُستخدم بشكل عام كإنشاءات احتفالية. مع ذلك، ومع مرور السنين، فإن الأغراض والاحتياجات الكامنة وراء إنشاء الجزر الاصطناعية استمرت بالتطور. والآن، تُستخدم هذه الجزر في المقام الأول لحل مشكلة الاكتظاظ السكاني في المناطق الحضرية المأهولة.

لا يقتصر الأمر على الاكتظاظ السكاني فقط، فقد ازدادت الحاجة إلى بناء جزر اصطناعية في السنوات الأخيرة. ويعتمد ذلك على الاحتياجات البالغة للبلد المعني، التي تبلور الحاجة إلى الجزر الاصطناعية. ولنلقِ نظرة على الصناعات التي يتم استخدام الجزر الاصطناعية في غالبيتها:

  • محطات الطاقة الريحية في المحيطات والبحار
  • مدارج المطارات
  • حفر آبار النفط الخام والمشتقات النفطية
  • البنية التحتية السياحية والترفيهية مثل المنتجعات ومدن الملاهي
  • التعدين في أعماق البحار والمحيطات
  • البنية التحتية للموانئ والمطارات

صناعات النفط الخام والمشتقات النفطية تسخر إمكانات الجزر الاصطناعية
من البديهي أن صناعة النفط والغاز تتطلب بشكل عام منصات لحفر الآبار في وسط المحيط أو البحر لإجراء عمليات الحفر العميقة، وتمثل الجزر الاصطناعية بالتالي بدائل مثالية لسفن حفر آبار النفط الخام؛ حيث تعمل هذه الجزر الاصطناعية كمنصات مثالية للحفر.  

من الأهمية بمكان أن يتم فهم الحاجة السديدة للجزر الاصطناعية واستخدامها بصورة صحيحة في تنفيذ مشاريع ناجحة. هناك العديد من البلدان التي استخدمت مقاربة الجزر الاصطناعية حول العالم، وذلك لبناء منصات لحفر آبار النفط الخام والمشتقات النفطية، وتعتبر الإمارات العربية المتحدة واحدة من بين البلدان القليلة التي استفادت من الإمكانات الحقيقية لهذه الجزر الاصطناعية.

تجربة الإمارات العربية المتحدة مع الجزر الاصطناعية
على مر السنين، حصلت دولة الإمارات على الكثير من مشاريع الجزر الاصطناعية نظراً لمساهمتها في التكنولوجيا الرائجة وتوفر البنية التحتية التي تتسم بالكفاءة. تعتبر دولة الإمارات معقلاً لمشاريع الجزر الاصطناعية. ونذكر من بين المشاريع البارزة التي نالت تقديراً عالمياً جزيرة الريم، ميناء خليفة، جزيرة اللؤلؤ، جزر النخيل، واجهة دبي البحرية، ...إلخ، حيث تتم تسمية الجزر الاصطناعية على أسماء مواقع غوص اللؤلؤ في المنطقة، والتي تعبر عن التاريخ العريق لهذه البقعة من العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن برج العرب يعتبر جزيرة اصطناعية مشيدة على أسس متينة.

ريادة أدنوك في مقاربة الجزر الاصطناعية
كما ذكرنا آنفاً، فإن دولة الإمارات تستغل الفرصة بصورة سليمة وتقوم بتنفيذ مشاريع ضخمة لإنشاء الجزر الاصطناعية، فقد أرست شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عقداً تم بموجبه بناء جزر اصطناعية، كما أعلنت أدنوك عن ترسية عقد لبناء عدد من الجزر الاصطناعية يتضمن استصلاح الأراضي وبناء منصات حفر بحرية.

و أرست أدنوك عقداً بقيمة 5 مليارات درهم إماراتي (ما يعادل 1.36 مليار دولار) على شركة الجرافات البحرية الوطنية يتضمن إنشاء جزر اصطناعية في الخليج تُستخدم في توفير البنية التحتية اللازمة لعمليات التطوير والحفر والإنتاج.

ويتضمن العقد بشكل رئيسي إنشاء 10 جزر اصطناعية مع اثنين من الجسور التي تصلها باليابسة. كما تنص شروط العقد أيضاً على توسيع إحدى الجزر الحالية، (جزيرة القاف). ومن المتوقع أن يكتمل إنجاز المشروع في الوقت المحدد له، وسيتم توفير المزيد من البنية التحتية لتحسين وتطوير وحفر واستخراج الغاز الحامض من حقول امتياز غشا.

ويُعتبر العقد فرصة عظيمة ستسهم في تعزيز قيمة الأعمال داخل دولة الإمارات، ما يدعم في نهاية المطاف النمو الاقتصادي وغيره من الجوانب الإنمائية الهامة.

يعكس هذا العقد بشكل واضح وتيرة التقدم السريعة التي تحققها أدنوك في تنفيذ مشاريع ناجحة، ومساهمتها الكبيرة لتحقيق التنمية الشاملة في الدولة، وجهودها المستمرة التي تهدف لضمان الاستغلال الأمثل لموارد أبوظبي الهيدروكربونية و تعزيز مكانتها على الصعيد العالمي.

كما يمثل هذا العقد خطوة مثمرة نحو تطوير الاقتصاد الإماراتي إلى جانب صناعة النفط الخام والمشتقات النفطية. إن تنفيذ مشروع ضخم كهذا سوف يسهم في التطوير المستقبلي ودعم  القدرات في مجال بناء الجزر الاصطناعية. ولا شك أنه يمثل فرصة رائعة لاستغلال الموجة الحالية من بناء الجزر الاصطناعية التي تهدف إلى إيجاد حلول لبعض القضايا الرئيسية التي تقلق البشرية. هذا المشروع بحد ذاته، الذي منحته أدنوك لشركة الجرافات البحرية الوطنية يعد بمثابة الحل الأمثل لدخول ثورة الجزر الاصطناعية.

بالنظر إلى مشروع الجزر الاصطناعية الضخم الذي يتم تنفيذه لصالح أدنوك، فإنه يعتبر في المقام الأول تعزيزاً لقيمة البلاد على الصعيد العالمي. فمن بين جميع الدول الأخرى التي تتبنى فكرة الجزر الاصطناعية، تعد الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول التي تتمتع بإمكانات عالية يمكنها الاستفادة من الإمكانات الحقيقية لهذه الجزر الاصطناعية.

وعملت أدنوك بشكل وثيق مع هيئة البيئة، أبوظبي لضمان استدامة تطوير هذا المشروع من الناحية البيئية والمجتمعية. وشمل ذلك إجراءَ واحدٍ من أكبر المسوحات البيئية البحرية الأساسية في تاريخ دولة الإمارات بهدف تقييم الحياة البحرية في المنطقة، وفهم أي آثار محتملة، وضمان مساهمة خطط التطوير والإدارة بحماية تنوع النظم البيئية البحرية، والحد من أي تأثيرات محتملة على الموائل الحساسة والأنواع المهددة بالانقراض بما يعود بالنفع على المستويين البيئي والبشري. وسيؤدي استخدام الجزر الاصطناعية إلى الاستغناء عن هياكل المنصات المعدنية في أكثر من 100 موقع مخصص للآبار، وسيوفر موائل إضافية للأحياء البحرية مثل بقر البحر، والسلاحف البحرية والدلافين.

وستتيح المليارات الخمسة التي قدمتها أدنوك إمكانية تعزيز تطوير البنية التحتية وقطاع التكنولوجيا في البلاد. ويتطلع الجميع إلى هذا العقد باعتباره مبادرة عظيمة لدعم صناعة الغاز في دولة الإمارات، حتى أن الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها،  يتابع المشروع باعتباره فرصة هامة تسهم في تمكين دولة الإمارات من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدّرٍ له.

سيكون من المهم مشاهدة تقدم العمل في المشروع في كل مرحلة من مراحله، والتعرف على الإمكانات الحقيقية لشركة الجرافات البحرية الوطنية. ليس هناك أدنى شك في أن أدنوك تمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات في تطوير الجزر الاصطناعية كما أنها تعدّ رائدة في تعزيز القيمة المحلية المضافة التي تدعم نمو وتنوع الاقتصاد المحلي.

المحتوى محمي