بعد ما يقارب 3 أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجد، ومع توجُّه معظم الناس إلى الإنترنت بحثاً عن معلوماتٍ أكثر عن طرق انتقال العدوى وأساليب العلاج المتاحة، تعترض طريقهم الكثير من المعلومات التي قد تكون مضلِّلة، بل أحياناً خطيرة.
المقالات الأكثر قراءة ضمن تغطية فيروس كورونا المستجد:
- شهادة حية لطبيب مصاب: أعراض الإصابة بفيروس كورونا
- كيف يتمكن فيروس كورونا المستجد من فرض سيطرته على الجسم؟
- هل سيختفي فيروس كورونا مع قدوم فصل الصيف؟
- 6 اختلافات رئيسية بين الأنفلونزا وفيروس كورونا
- تحديث: فيروس كورونا قد يبقى على الأسطح حتى 17 يوماً
وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الشائعات والمعلومات الزائفة تنتشر بشكلٍ أسرع وعلى نطاقٍ أوسع من أي وقتٍ مضى، حتى أن سرعة انتشارها تفوق سرعة تفشي الفيروس نفسه.
إليك قائمة بأهم هذه المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا:
- تم بالفعل اكتشاف لقاح لفيروس كورونا:
ليس هناك أيّ لقاحٍ متاح حتى الآن للتصدي لفيروس كورونا. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها العلماء في مختبراتٍ كثيرة حول العالم، فإن تطوير لقاحٍ آمن وفعّال قد يستغرق 18 شهراً؛ حيث إن تطوير لقاح لأحد الفيروسات يتطلب أولاً دراسةً عميقة للفيروس ثم تصميمَ لقاح يقضي عليه وأخيراً عمليةً طويلة ودقيقة لاختبار سلامة إعطائه للبشر. - تم إنشاء فيروس كورونا بشكلٍ متعمَّد في أحد المختبرات:
كلما ظهر مرضٌ جديد، تبدأ نظريات المؤامرة بالانتشار كالنار في الهشيم. هذه المرة يدَّعي بعض الأشخاص أن فيروس كورونا المستجد هو سلاحٌ بيولوجي قد تمت هندسته في أحد المختبرات الصينية. كلا، هذا الفيروس لم يتم تصنيعه في أحد المختبرات. في الحقيقة، فإن الفيروسات بشكلٍ عام تتغير إثر طفراتٍ وراثية، ومن وقتٍ لآخر يحدث تفشي لإحداها عند انتقاله مثلاً من أحد الحيوانات إلى البشر، وهو ما يُرجَّح حدوثه في حالة فيروس كورونا المستجد كما أوردنا في مقالتنا حول نشوء هذا الفيروس. - الطرود القادمة من الصين تنقل العدوى بفيروس كورونا:
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن مدة حياة هذا الفيروس على أسطح الأشياء قصيرة؛ لذا فإن استلام طردٍ قادم من الصين -الذي ربما استغرق أياماً أو أسابيع قبل وصوله إليك- لن يعرضك لخطر الإصابة بالفيروس. في الواقع، إن أكثر طرق انتقال العدوى تحدث عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس فتتناثر من فمه أو أنفه قطراتٌ سائلة صغيرة قد تحتوي على الفيروس. - أقنعة الوجه (الكمامات) تحمي وحدها من الإصابة بفيروس كورونا المستجد:
كلا، فهي غير مُحكَمة ويمكن لقطيرات العدوى أن تتسلل إلى الأنف. وتنصح منظمة الصحة العالمية بارتدائها إذا كنت تسعل أو تعطس أو تتعامل مع شخصٍ مريض. وتشير المنظمة إلى أن القناع يكون مفيداً فقط إذا تم ارتداؤه بالشكل الصحيح وترافق مع الالتزام بنصائح الوقاية من الفيروس. - تناول الثوم يساعد في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد:
رغم أن الثوم مفيدٌ بشكلٍ عام ويتمتع ببعض الخصائص المضادة للميكروبات، لكن ليس هناك أي دليلٍ علمي يثبت أن تناوله يقي من الإصابة بالفيروس. - لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي تحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد:
لا توفر هذه اللقاحات وقايةً من الفيروس الجديد، فهو مختلفٌ ويحتاج إلى لقاحٍ خاص به يعمل الباحثون على تطويره. وعلى الرغم من عدم فعالية هذه اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، توصي منظمة الصحة العالمية بالتطعيم ضد الأمراض التنفسية للوقاية من الإصابة بها. - الأشخاص ذوو البشرة السمراء لا يصابون بفيروس كورونا:
انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقول إن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يتمتعون بمناعةٍ خاصة أو مقاومة تجاه فيروس كورونا. غير أنَّ المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها رفضت هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً وتقول على موقعها: "يمكن للأمراض أن تصيب أي إنسانٍ بغضّ النظر عن عرقه أو لون بشرته، كما أن الأشخاص من ذوي الأصول الآسيوية ليسوا أكثر عرضةً لالتقاط الفيروس من غيرهم". - تكنولوجيا الجيل الخامس 5G هي السبب وراء فيروس كورونا:
إنها أكثر المعلومات الخاطئة غرابةً بلا شك، حيث يدَّعي البعض أن هذا الفيروس مرتبطٌ بشكلٍ ما بنشر تكنولوجيا الجيل الخامس في مدينة ووهان بالصين، ويزعمون أن تكنولوجيا الجيل الخامس يمكن أن تُضعف الجهاز المناعي عند البشر وتمتص الأكسجين من الرئتين! بينما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك مُدَّعين بأن تكنولوجيا الجيل الخامس هي التي تسبب أعراض المرض وليس الفيروس. بالطبع ليس هناك أي أساسٍ علمي لهذه الادعاءات ولا يوجد أي دليل على علاقة تكنولوجيا الجيل الخامس بفيروس كورونا. - الأطفال محصَّنون ضد فيروس كورونا:
يمكن لهذا الفيروس أن يصيب جميع الأشخاص من كل الأعمار. لكن يبدو أن كبار السن والأشخاص المصابين بحالاٍت مرضية مثل الربو وأمراض القلب والسكري هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض. وتنصح منظمة الصحة العالمية الأشخاص من جميع الأعمار باتباع خطوات الحماية من الفيروس مثل غسل اليدين والالتزام بقواعد النظافة التنفسية الجيدة. - رش الجسم بالكحول أو الكلور أو زيت السمسم يقضي على فيروس كورونا المستجد:
لن تساعد هذه المواد في القضاء على الفيروس الذي دخل جسمك بالفعل. في الحقيقة، فإن استخدام هذه المواد الكيميائية على البشرة قد يسبب أذى كبيراً للجسم. ومع ذلك قد تساعد بعض المطهرات في قتل الفيروس على الأسطح والأشياء. - الحمام الساخن يقتل فيروس كورونا:
كلا، حيث تكون درجة حرارة الجسم الطبيعية بين 36.5 و37 درجة مئوية بغض النظر عن درجة حرارة مياه الاستحمام. وفي الواقع، فإن المياه الساخنة جداً قد تكون مؤذية؛ فقد تتسبب لك بالحروق. - المضادات الحيوية فعالة في علاج فيروس كورونا:
المضادات الحيوية تقضي على الجراثيم فقط، بينما فيروس كورونا -لكونه فيروس- فلن يتأثر بهذه المضادات؛ لذا يجب عدم تناول المضادات الحيوية كإجراء احترازي أو علاجي. لكن يمكن أن يلجأ الأطباء إلى استخدامها مع المصابين بالفيروس لاحتمال إصابتهم بعدوى جرثومية مصاحبة. - سبب فيروس كورونا هو فيروس يصيب الماشية:
ينتمي فيروس كورونا المستجد إلى عائلة الفيروسات التاجية المعروفة منذ سنوات، والتي تصيب البشر والحيوانات، وهناك لقاحات تعطى للأبقار للوقاية من أحد أنواعها. لكن فيروس كورونا المستجد لم يكتشف قبل نهاية عام 2019، وهو مختلف عن الفيروس المعروف الذي يصيب الأبقار. - شرب الماء كل 10 دقائق يقي من الفيروس:
يؤكد خبراء الصحة أن شرب الماء كل 10 دقائق أو ربع ساعة لا يفيد في تفادي الإصابة بالفيروس. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من أهمية شرب الماء لتفادي الإصابة بالجفاف، إلا أنه لا يساعد في الوقاية من التقاط عدوى الفيروس. - تناول المثلجات يقي من الإصابة بفيروس كورونا:
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً رسالة نُسبت إلى منظمة اليونيسيف مفادها أن تجنب تناول المثلجات يقي من الإصابة بالفيروس، مما اضطر المنظمة إلى نفي أي علاقة لها بهذا النوع من الرسائل على لسان نائبة المدير التنفيذي للمنظمة، التي نصحت الناس بضرورة أن يستقوا معلوماتهم حول الفيروس من المواقع والحسابات الرسمية لمصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.
في ظل هذا التفشي الكبير للمعلومات الكاذبة على الإنترنت وخصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، تسعى شركات التكنولوجيا إلى مضاعفة جهودها لمواجهة وباء المعلومات على منصاتها؛ حيث تعمل على تحديث سياساتها لمواجهة المعلومات الخاطئة ومنعها من الانتشار وتوفير مساحات إعلانية مجانية لوكالات الصحة الموثوقة. وربما يكون تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد أكثر سهولةً من اكتشاف لقاح لفيروس المعلومات الكاذبة.