الساعة الذكية مثل الهاتف الذكي، فهي عبارة عن كمبيوتر صغير يمكن ارتداؤه على شكل ساعة. لكنها لا تعطيك معلومات عن الوقت فقط، بل يمكنك إنجاز الكثير بالاعتماد عليها.
قد تكون على دراية باستخداماتها الشائعة في تتبع اللياقة البدنية أو تلقي الإشعارات، لكن هذه ليست سوى بعض الاستخدامات. إليك بعض الاستخدامات غير الشائعة للساعات الذكية التي لم تسمع عنها من قبل:
اقرأ أيضاً: كيف تسهم الساعات الذكية في إنقاذ الأرواح؟
1. رفيق التنقل والسفر
أصبحت الساعات الذكية أداة قوية تساعد على تسهيل التنقل والسفر، حيث توفّر ميزات تساعد مرتديها على التنقل بسهولة في أثناء السفر أو القيادة؛ وذلك بفضل تطبيقات الخرائط المدمجة مثل خرائط جوجل (Google Maps) أو خرائط آبل (Apple Maps).
على سبيل المثال، عندما تكون في مدينة جديدة، يمكنك إدخال وجهتك في تطبيق الخرائط على هاتفك، وستعرض الساعة الذكية الاتجاهات خطوة بخطوة على شاشتها، كما يمكن ضبطها لترسل إشعارات صوتية أو اهتزازية عند اقترابك من منعطف أو عند الحاجة إلى تغيير الاتجاه.
عند القيادة، يمكن للساعات الذكية أن تكون أداة فعّالة لتلقي التوجيهات؛ فهي تُتيح لك إبقاء عينيك على الطريق بينما تتلقى إشعارات صوتية تخبرك بالتحركات القادمة، مثل "انعطف يميناً بعد 500 متر".
إضافة إلى ذلك، تساعد الساعات الذكية على تحديد موقعك بسهولة عند استخدام وسائل النقل العامة. فإذا كنت في قطار أو حافلة، تنبهك الساعة عند اقترابك من محطة النزول، ما يزيل القلق من احتمال تفويت وجهتك.
2. تتبع طفلك الصغير
تدعم معظم الساعات الذكية تقنية التتبع عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تسمح بتحديد الموقع بدقة، هذا يعني أن ارتداء الطفل الساعة الذكية يمكّن الأهل من تتبع تحركاته عن طريق تطبيقات التتبع المتوافقة مع الهواتف الذكية.
بالإضافة إلى ذلك، توفّر الساعات الذكية المخصصة للأطفال ميزات مثل إمكانية إجراء المكالمات أو إرسال الرسائل النصية بين الطفل والوالدين، هذا يسهّل التواصل في حالات الطوارئ أو عند الحاجة، كما تحتوي بعض الساعات الذكية على أزرار للطوارئ يمكن للطفل الضغط عليها في حال حدوث مشكلة، عندها ترسل الساعة إشعاراً فورياً إلى الوالدين.
كما تدعم بعض الساعات الذكية المخصصة للأطفال مزايا مثل مراقبة النشاط البدني والنوم بشكلٍ مستمر، كما يمكن استخدامها لضبط "مناطق آمنة" للطفل، وفي حال غادر الطفل هذه المناطق، ترسل إشعاراً فورياً إلى الوالدين. بذلك، تقدّم الساعات الذكية وسيلة فعّالة وسهلة لضمان أمان الأطفال والتواصل معهم في أي وقت.
3. العثور على هاتفك
هل سبق لك أن واجهت صعوبة في العثور على هاتفك بسبب نسيان المكان الذي وضعته فيه أو لأن أطفالك وضعوه في مكان غير مناسب؟ يمكن أن يكون هذا الأمر مزعجاً للغاية، خاصةً عندما تضطر إلى البحث عنه وقتاً طويلاً. لحسن الحظ، تدعم العديد من الساعات الذكية ميزة "العثور على هاتفي" التي تساعدك على حل هذه المشكلة بسرعة.
إذا كان هاتفك بعيداً عنك أو في مكانٍ غير مرئي، يمكن من خلال ساعتك الذكية إرسال إشعار إلى الهاتف، عندها سيصدر الهاتف صوتاً عالياً حتى وإن كان في الوضع الصامت أو وضع عدم الإزعاج. هذه الميزة توفّر وقتك وتمكنك من تحديد مكان هاتفك خلال ثوانٍ.
اقرأ أيضاً: أول مكنسة روبوتية مزودة بذراع: ابتكار جديد يُغيّر قواعد التنظيف المنزلي
4. مساعدة الطلاب
تعتبر الساعة الذكية أداة فعّالة لتحسين تجربة الدراسة والاستعداد للامتحانات. فهي تُتيح للطلاب تنظيم أوقاتهم بفضل التنبيهات والإشعارات التي تذكّرهم بمهامهم وجدولهم الدراسي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام ميزات التذكير لتقسيم فترات الدراسة إلى جلسات قصيرة تُعزّز التركيز، والأهم من ذلك كلّه أن الساعات الذكية تُتيح للطلاب مراقبة صحتهم العامة، مثل مستويات النشاط وجودة النوم ومعدل ضغط الدم، لضمان تحقيق التوازن بين الدراسة والراحة.
5. تعزيز الشعور بالأمان
يعزّز ارتداء الساعة الذكية الشعور بالأمان بفضل ميزاتها المتقدمة التي تساعد في حالات الطوارئ. فمعظم الساعات الذكية تدعم التتبع عبر نظام تحديد المواقع العالمي الذي يُتيح تتبع موقع مرتديها بدقة، ما يجعل من السهل العثور عليه في حال ضياعه. على سبيل المثال، إذا فُقد أحد الأطفال في أثناء وجوده في مكان مزدحم، يستطيع الأهل استخدام تطبيق مرتبط بالساعة لتحديد موقعه بسرعة. كذلك، تدعم بعض الساعات خاصية إرسال إشعارات طارئة أو رسائل طوارئ بضغطة زر، حيث ترسل موقع مرتديها الفعلي إلى جهات الاتصال الموثوقة.
وفي حالات الاختطاف، يمكن للساعة الذكية أن تكون وسيلة سرية للتواصل، إذ يمكنها تشغيل تسجيل الأصوات المحيطة أو إرسال رسائل استغاثة دون أن يُلاحظ الخاطف ذلك. كما تستطيع الشرطة مراقبة تحركات مرتديها في الوقت الحقيقي، ما يسرّع عملية الإنقاذ.
وفي حال التعرض لحادث، مثل السقوط في منطقة جبلية نائية أو التعرض لحادث سيارة في مكان منعزل، يمكن استخدام الساعة الذكية لتنبيه فرق الإنقاذ. هذا يجعل الساعة الذكية أداة لا تُقدّر بثمن في تعزيز الأمان الشخصية.
6. التنافس مع الأصدقاء
تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة البدنية مع الأصدقاء يمكن أن تكون نشاطاً ممتعاً ويعطي نتائج أفضل بفضل الدعم والتحفيز المتبادل. ويمكن للساعات الذكية أن تعزّز ذلك من خلال استخدامها للتنافس مع الأصدقاء والسعي للتغلب عليهم.
وبفضل ميزات جمع البيانات المتعلقة باللياقة البدنية، مثل معدل ضربات القلب والمسافة التي قطعتها وعدد الخطوات. يمكن مشاركة هذه المعلومات مع الأصدقاء والتنافس ضدهم بشكلٍ ودي.
من الأمثلة على ذلك تحدي "من يحقق أكبر عدد من الخطوات؟"، حيث يقارن الأصدقاء بين عدد خطواتهم يومياً باستخدام تطبيقات مثل آبل فيتنس (Apple Fitness) أو سامسونج هيلث (Samsung Health).
بالإضافة إلى ذلك، توفّر بعض الساعات الذكية ميزات مثل الإشعارات عندما يتفوق أحد الأصدقاء عليك أو عندما تحقق تقدماً ملحوظاً، ما يعزّز روح التنافس. على سبيل المثال، إذا قطع صديقك 5 كيلومترات خلال الجري، تتلقى تنبيهاً يشجّعك على محاولة التفوق عليه.
ميزة أخرى هي تخصيص شارات أو مكافآت افتراضية تُمنح عند تحقيق إنجازات جديدة، مثل حرق عدد معين من السعرات الحرارية أو ممارسة التمارين عدة أيام متتالية دون انقطاع.
هذه طريقة رائعة لتعزيز التنافس، ويمكن أن تكون واحدة من أفضل الطرق لتعزيز فقدان الوزن واتباع أسلوب الحياة الصحي. فكل الساعات الذكية تتضمن "ميزة مشاركة النشاط" التي يمكن استخدامها لإظهار إنجازاتك مع الأصدقاء والعائلة وأعضاء النادي الرياضي.
باختصار، التنافس باستخدام الساعات الذكية يحول التمارين الرياضية إلى تجربة اجتماعية ممتعة تحفّز الأصدقاء على دعم بعضهم بعضاً والوصول إلى أهدافهم الصحية معاً.
اقرأ أيضاً: ما الذي تحتاج إليه السيارات الذاتية القيادة لتكسب ثقة الركاب والمارة؟
7. لعب الألعاب
لست بحاجة إلى جهاز بلاي ستيشن أو هاتف ذكي من أجل لعب الألعاب، لأنه يمكنك لعب الألعاب مباشرة على ساعتك الذكية. فهناك الكثير من الألعاب المتاحة والمصممة خصيصاً للساعات الذكية.
صحيح أنك لن تتمكن من لعب الألعاب الشهيرة مثل فورتنايت أو ببجي، لأن الشاشة صغيرة جداً. لكن عند البحث في متجر جوجل بلاي (Google Play) أو متجر آب ستور (App Store) ستجد عدداً كبيراً من الألعاب المخصصة للساعات الذكية، وهذا يمكنك من الاستفادة من ساعتك الذكية عندما تشعر بالملل أو تريد بعض التسلية في أثناء انتظار الحافلة أو رحلتك الجوية.
8. الحصول على الإشعارات بصمت
توفّر الساعات الذكية بفضل الوضع الصامت ووضع عدم الإزعاج إمكانية استقبال الإشعارات بصمت، وهي ميزة مفيدة للحصول على الإشعارات بطريقة غير مزعجة في البيئات التي تتطلب الهدوء أو الخصوصية.
عند تفعيل الوضع الصامت، تُعرض الإشعارات مباشرة على شاشة الساعة دون إصدار صوت، مع تنبيه بصري بسيط أو اهتزاز تشعر به في معصمك، يؤدي ذلك دوراً في الحفاظ على هدوء الأماكن العامة، كدور السينما أو الاجتماعات، التي تكون الإشعارات الصوتية غير مناسبة فيها وقد تسبب إحراجاً أو إزعاجاً.
علاوة على ذلك، يساعد الوضع الصامت على تلقي الإشعارات المهمة دون التأثير في تركيزك، ما يجعله مثالياً في أثناء القراءة أو القيام بمهمات تتطلب انتباهاً دقيقاً.
9. التحكم في المنزل الذكي
طُوِّرت تقنيات المنزل الذكي الحديثة بالتزامن مع الساعات الذكية، ما أسهم في حدوث توافق مثالي بين التقنيتين منذ البداية. هذا التوافق جعلنا قادرين على التحكم في أجهزة المنزل الذكي بسهولة وسلاسة عن طريق الساعات الذكية؛ أي دون الحاجة إلى هاتف ذكي أو جهاز الكمبيوتر.
على سبيل المثال، إذا كنت جالساً في غرفة المعيشة وتشعر بأن الجو بارد قليلاً، يمكنك ببساطة استخدام ساعتك الذكية لرفع درجة حرارة التكييف. أو إذا كنت ترغب في إضاءة خافتة في أثناء مشاهدة فيلم، يمكنك خفض إضاءة الغرفة أو تشغيل نظام الصوت المنزلي مباشرة من ساعتك.
إن التكامل بين الساعات الذكية وأجهزة المنزل الذكي يجعل حياتتنا مريحة للغاية، حيث يمكن التحكم في مجموعة واسعة من الأجهزة مثل الأقفال الذكية والكاميرات الأمنية وأجهزة التدفئة والتبريد وحتى الستائر الإلكترونية، باختصار، يمكنك استخدام ساعتك الذكية كمركز تحكم بالأجهزة المنزلية كلّها عن بُعد.
10. التقاط الصور
أصبحت الساعات الذكية أداة مثالية لالتقاط صور جيدة باستخدام الهاتف الذكي، حيث يمكن استخدامها كجهاز تحكم عن بُعد في كاميرا الهاتف. فقط ضع هاتفك في المكان المثالي، ثم استخدم ساعتك لالتقاط الصورة بضغطة زر بسيطة.
على سبيل المثال، إذا كنت بمفردك وتريد التقاط صورة شخصية مع منظر طبيعي في الخلفية، لم تعد بحاجة إلى الاعتماد على مؤقت الكاميرا أو التقاط صور سيلفي بزوايا محدودة. بدلاً من ذلك، يمكنك تثبيت هاتفك على حامل أو وضعه في مكان مناسب، والتحكم بالكاميرا عن بُعد باستخدام ساعتك الذكية، هذا يمنحك الوقت الكافي للاستعداد ولتضمن أن الصورة ملتقطة بشكلٍ مثالي.
هذا لا يقتصر على الصور الشخصية فقط، بل يمتد إلى التقاط الصور الجماعية، تخيل أنك في رحلة مع الأصدقاء وترغبون في توثيق اللحظة بصورة جماعية. يمكنك تثبيت الهاتف على حامل أو وضعه في مكانٍ مناسب. وعندما يصبح الجميع مستعدين، اضغط على زر التقاط الصورة في ساعتك دون الحاجة إلى أن يخرج أحدكم من المجموعة لضغط الزر يدوياً. هذه الميزة تضفي راحة كبيرة وتُتيح التقاط صور جماعية مثالية، خاصة في الأماكن التي يصعب فيها العثور على شخص غريب يساعدكم على التصوير.
هذه الاستخدامات الرائعة التي لا يعرفها معظم الناس تثبت أن الساعات الذكية هي أكثر من مجرد إكسسوار رقمي أو جهاز باهظ الثمن لمعرفة الوقت، بل هي أداة متكاملة تسهّل العديد من جوانب الحياة اليومية؛ من تتبع موقع الأطفال إلى تحسين طريقة التعلّم إلى التحكم في الأجهزة المنزلية وغيرها من الاستخدامات المفيدة، ومع استمرار تطور هذه الأجهزة وتكاملها مع التكنولوجيا الحديثة، لا شك أن دورها سيزداد أهمية في المستقبل.