20 وظيفة جديدة ستظهر بسبب الذكاء الاصطناعي وستطلبها غالبية الشركات في العالم

15 دقيقة
20 وظيفة جديدة ستظهر بسبب الذكاء الاصطناعي وستطلبها غالبية الشركات في العالم
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: أسامة حرح.

بدلاً من أن ترهق نفسك بالسؤال: هل ستختفي وظيفتي بسبب الذكاء الاصطناعي؟ ما هو رأيك بأن تحوّل تفكيرك إلى الوظائف التي سيخلقها هذا الذكاء، وتبحث عن الأقرب إلى اختصاصك الحالي وتتدرب على مهاراتها المستقبلية في ظل الذكاء الاصطناعي!

بحسب الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان، فإن هندسة الأوامر هي أول وظيفة ابتكرها الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تكن موجودة من قبل. لكن عليك أن تتوقع الكثير من الوظائف الجديدة تماماً، لأن ما يحدث من تغييرات في سوق العمل بحسب خبراء شركة ماكنزي للاستشارات ليس تطوراً تكنولوجياً بل تحولاً استراتيجياً في نماذج الأعمال.

ووفقاً لتقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يُتوقع بحلول عام 2030 خلق 170 مليون وظيفة جديدة عالمياً، مقابل اختفاء 92 مليون وظيفة، أي بإضافة صافية تصل إلى 78 مليون وظيفة جديدة، بنمو نسبته 7% من إجمالي الوظائف الحالية.

ستظهر هذه التطورات في عالم الوظائف بسبب عدة تطورات، وهي: التطور التكنولوجي والتحول البيئي الأخضر والتغييرات الجيوسياسية والتغييرات الديموغرافية التي سترتفع فيها شيخوخة السكان في الدول المتقدمة وتزداد تكاليف الحياة الاقتصادية.

ومن هذه التحولات، يتصدر الذكاء الاصطناعي باعتباره المحرك الأقوى لخلق الوظائف، إذ من المتوقع أن تُحدِث هذه التكنولوجيا وحدها 11 مليون وظيفة جديدة رغم إزاحتها 9 ملايين وظيفة حالية. فبعد إطلاق بوت الدردشة تشات جي بي تي عام 2022، شهد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي نمواً بمعدل ثمانية أضعاف، وارتفع الاهتمام العربي بهذه التكنولوجيا بدرجة ملحوظة، وتتوقع 86% من الشركات أن تغيّر هذه التكنولوجيات نماذج أعمالها من الآن وحتى 2030 بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.

وقد عملت إم آي تكنولوجي ريفيو العربية على تقديم لائحة من 20 وظيفة ستظهر بسبب الذكاء الاصطناعي في مختلف الشركات على المديين المتوسط والبعيد. لكن ماذا يعني ذلك؟

لك أن تتخيل، إن كنت معاصراً لولادة الإنترنت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، أن الوظائف التي استحدثتها الإنترنت في الشركات كان عددها أكبر من الوظائف التي أزاحتها، كما أن بعض تلك الوظائف ظهرت بسبب الإنترنت مباشرة، وبعضها ظهر بعد 3-5 سنوات، وبعضها ظهر على المدى البعيد، ولم يكن أحد يحلم بها أو يتخيلها. 

واليوم، يحاول خبراء استشراف المستقبل توقع بعض الوظائف على المديين المتوسط والبعيد، لكنهم بالتأكيد لن يتمكنوا من التنبؤ بالوظائف التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد كلّها. 

لنقل إن وظيفة مهندس الأوامر هي الوظيفة التي ظهرت في المدى القصير، لكن فلننتقل إلى هذه القائمة التي ستذكر الوظائف التي ستولد خلال السنوات العشر القادمة، بعضها على المدى المتوسط، وبعضها الآخر على المدى البعيد.

وظائف سيُحدثها الذكاء الاصطناعي على المدى المتوسط (3-5 سنوات)

هذه الوظائف ستظهر في مختلف أنواع الشركات والمؤسسات منذ الآن وضمن نطاق "3-5 سنوات" أو "المدى المتوسط":

  1. مدير عمليات الذكاء الاصطناعي (AI Operations Manager): يُشرف على دمج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية.
  2. الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي (Chief AI Officer - CAIO): يضع الاستراتيجيات الشاملة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المؤسسة.
  3. مدير منتج ذكاء اصطناعي (AI Product Manager): يضمن تطوير منتجات فعالة قائمة على الذكاء الاصطناعي تلبي احتياجات العملاء.
  4. مسؤول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Officer): يضمن الاستخدام الأخلاقي وغير المتحيز للذكاء الاصطناعي.
  5. مدير امتثال الذكاء الاصطناعي (AI Compliance Manager): يتابع توافق الذكاء الاصطناعي مع القوانين.
  6. مراجع محتوى الذكاء الاصطناعي (AI Content Reviewer): يصحح المحتوى الذي تولّده أنظمة الذكاء الاصطناعي.
  7. مصمم محادثات ذكاء اصطناعي (Conversational AI Designer): يبتكر حوارات طبيعية يتواصل بها المساعدون الآليون مع العملاء.
  8. مدرب نماذج ذكاء اصطناعي (AI Model Trainer): يعمل على تحسين أداء النماذج عبر البيانات.
  9. مدرب أساسيات الذكاء الاصطناعي "محو الأمية" (AI Literacy Educator): يُدرب الموظفين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
  10. مهندس بيانات اصطناعية (Synthetic Data Engineer): يُولّد بيانات اصطناعية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
  11. متخصص تصميم توليدي (Generative Design Specialist): يستخدم هذه التكنولوجيا لابتكار حلول تصميمية متطورة.
  12. متخصص دمج الذكاء الاصطناعي (AI Integration Specialist): يدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الحالية ويُدرب الفرق لضمان انتقالها بين الأدوات والأنظمة بسلاسة.
  13. خبير التخصيص (Personalization Expert: يصمم تجارب مخصصة للعملاء باستخدام تحليلات الذكاء الاصطناعي والسلوك الفردي.
  14. محلل مشاعر العملاء (Customer Sentiment Analyst): يحلل مشاعر العملاء لتحسين الخدمة وتعزيز رضاهم وولائهم.

 

وظائف سيُحدثها الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل (5-10 سنوات)

من المتوقع ظهور مجموعة وظائف في مختلف أنواع الشركات والمؤسسات خلال 5-10 سنوات أو "المدى الأبعد"، وهي:

  1. مدير تنسيق الموارد البشرية مع الذكاء الاصطناعي (Human-AI Teaming Manager): يضمن التعاون بين الموظفين والتقنيات الذكية.
  2. مصمم شخصية الذكاء الاصطناعي (AI Personality Designer): يُنشئ هوية أدوات المساعد الرقمي الذكي.
  3. محلل تشريحي لخوارزميات الذكاء الاصطناعي (Algorithm Forensics Analyst): يحقق في القرارات المعقدة للخوارزميات.
  4. خبير استراتيجي في تجربة العملاء بالذكاء الاصطناعي (AI Customer Experience Strategist): يطوّر تجربة العملاء بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
  5. مراقب تحيّز الخوارزميات (Bias Auditor): يحلل نتائج الذكاء الاصطناعي لكشف التحيزات ومعالجتها.
  6. مطوّر حملات التسويق الغامر (Immersive Marketing Developer): يستخدم تكنولوجيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي AR/VR لإنشاء حملات تسويقية تفاعلية وجذابة.
  7. مشرف روبوتات ذكية (Smart Robotics Supervisor): يُدير أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشركات والمصانع والمتاجر

 

 

وظائف للمستقبل

يشير تقرير "مستقبل الوظائف" إلى أن بعض الوظائف تشهد نمواً سريعاً نتيجة التقدم التكنولوجي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، مثل متخصصي البيانات الضخمة، ومهندسي التكنولوجيا المالية، وخبراء الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. لكن عند النظر إلى الوظائف عموماً، يتصدر العاملون في الزراعة قائمة أكثر الوظائف نمواً، إذ يُتوقع أن يُضاف نحو 34 مليون وظيفة زراعية بحلول عام 2030 إلى جانب 200 مليون مزارع حالياً في العالم، مدفوعة بجهود التحول الأخضر وتقليل الانبعاثات والتكيف مع أزمة المناخ.

كما يبرز سائقو التوصيل ومطورو البرمجيات وعمال البناء وبائعو المتاجر بين أكثر الوظائف طلباً، ويُتوقع أيضاً نمو وظائف تجهيز الأغذية إلى جانب وظائف الرعاية مثل التمريض والعمل الاجتماعي والإرشاد النفسي، وذلك نتيجة التغيرات الديموغرافية لا سيما شيخوخة السكان في سن العمل.

الدول العربية واضطراب المهارات

تواجه المنطقة العربية نسبة عالية في مقياس "اضطراب المهارات" بحسب تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025. ويعني اضطراب المهارات تغيّر نسبة كبيرة من المهارات المطلوبة في سوق العمل، وحصول خلل بين مهارات القوى العاملة الحالية والمهارات التي تطلبها الشركات، إذ تحتل مصر المركز الأعلى عربياً وعالمياً في هذا المقياس بنسبة 48%، تليها البحرين (44%)، والإمارات (41%)، والسعودية (40%)، ثم المغرب (38%) وتونس (36%).

 ويدل تزايد نسبة اضطراب المهارات على أن سوق العمل في تلك الدولة تمر بتحولات سريعة تتطلب تغييراً جذرياً في المهارات. وهذا ليس سلبياً دائماً، لكنه يشير إلى فجوات في المهارات بين العرض والطلب، وحاجة ملحة لتحديث برامج التعليم والتدريب المهني، إضافة إلى أهمية الاستثمار في "إعادة التأهيل المهني" (reskilling) و"تطوير المهارات المستمر" (upskilling) في القوى العاملة.

في المقابل، فإن الدول ذات الاضطراب المنخفض قد تعاني "ركود المهارات" إذا لم تواكب متطلبات الاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الرقمية.

وتسعى بعض الدول العربية للتحرك في هذا المجال على صعيد القرارات الحكومية والشركات؛ ففي السعودية، تخطط الشركات لأتمتة 45% من المهام بحلول 2030، وتبحث عن أصحاب المهارات في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني، كما أن 38% منها تتجه نحو الاستغناء عن شرط الشهادة الجامعية في التوظيف بسبب استهدافها للمهارات المحددة.

أما في الإمارات، فتتوقع المؤسسات استخدام الأتمتة الكاملة في 43% من المهام بحلول 2030، وتركّز 87% من المؤسسات على تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي.

وفي مصر، على الرغم من ارتفاع الاضطراب في المهارات، تتفاءل 55% من الشركات بتحسن توفر المهارات. وفي المغرب، تركز الشركات بنسبة 86% على دمج الشباب، إلّا أنها لا تزال متأخرة في تنويع مصادر المواهب وتحتاج إلى تعزيز المهارات التكنولوجية والقيادية.

أمّا تونس، فتواجه فجوة واسعة في المهارات تعتبر التحدي الأبرز، إذ تؤكد 80% من الشركات الحاجة المُلحّة إلى تأهيل الموظفين في البرمجة والقيادة والذكاء الاصطناعي.

المهارات الجديدة هي رأسمالك المستقبلي 

لن يكون امتلاك شهادة جامعية كافياً لضمان مكانك في سوق العمل الجديدة، حيث ستصبح 39% من المهارات الحالية غير ملائمة بحلول 2030. وأكثر المهارات طلباً عالمياً تشمل التفكير التحليلي (70%)، والذكاء الاصطناعي والمرونة الذهنية والأمن السيبراني، والفضول والتعلم المستمر بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.

ومّا تواجهه الشركات والأفراد على السواء هو الخيار الذي سيتخذونه الآن؛ فإمّا أن يواكبوا الركب وإما يفوتهم القطار. وفي عالم الأعمال، أصبحت عبارة "لحظة كوداك" ترمز إلى نقطة التحول التي تتجاهل فيها الشركات التكنولوجيا الجديدة، ما يؤدي إلى خسارتها موقعها في السوق وربما اختفائها كُلياً؛ فقد كانت شركة كوداك، عملاق التصوير الفوتوغرافي لعقود طويلة، مثالاً واضحاً على الشركة التي فشلت في مواكبة الثورة الرقمية والتصوير الرقمي فانهارت وأعلنت إفلاسها.

واليوم، يمر العالم بمرحلة أشبه بلحظة كوداك جديدة مع التقدم المتسارع في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. وبحسب تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025، هناك عدة قطاعات ووظائف محددة أصبحت مهددة أكثر من غيرها، ويجب عليها الانتباه فوراً لتجنب مواجهة مصير مشابه لمصير شركة كوداك. ومن أبرز هذه القطاعات المهددة: الوظائف المكتبية والإدارية، مثل موظفي إدخال البيانات وأمناء السر والمساعدين الإداريين، والعاملين في البنوك مثل الصرافين، وموظفي خدمة العملاء، والعاملين في المبيعات التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى تهديد كبير يتوعد قطاعات مثل القانون والتصميم الغرافيكي بسبب القدرات المتنامية لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي بدأت بالفعل تأخذ حيزاً من الأعمال التي كانت مقتصرة على البشر سابقاً.

وبحسب تحليلات خبراء حديثة، هناك قطاعات باتت معرّضة لتهديد كبير ويجب عليها الانتباه سريعاً لتجنب مصير شركة كوداك، ومن أبرزها قطاعات التصنيع والتجزئة والنقل والخدمات اللوجستية وخدمة العملاء والقطاع المالي والتأمين والخدمات القانونية والإعلام والنشر والتسويق والإعلان والسفر والسياحة، بالإضافة إلى الموارد البشرية والتوظيف. هذه القطاعات كلّها بحاجة ماسة إلى التحرك سريعاً لتبني تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتكيف معها، وإلّا فقد تجد نفسها خارج المنافسة قريباً.

إن هذه التحولات تعني ضرورة التكيّف العاجل وإعادة تدريب الموظفين وتأهيلهم لمهارات المستقبل، وإلّا ستبقى الشركات التي تعجز عن التأقلم مع هذه الثورة الرقمية خلف الركب.

اضغط هنا لتنزيل ملف pdf للمقال.

المحتوى محمي