منظمة الصحة العالمية: أوقفوا الجرعات المعززة لصالح تطعيم المزيد من الناس

2 دقائق
وصول اللقاح أهم من إعطاء جرعات معززة
أحد العاملين في المجال الصحي وهو يعطي لقاحاً في حي مدينا في داكار بالسنغال. في خضم الموجة الثالثة من جائحة كورونا، يتسابق مسؤولو الصحة في أفريقيا لإعطاء اللقاح للسكان الذين كانوا من قبل مترددين أو غير قادرين على الحصول على اللقاحات.

دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف إعطاء أي جرعات معززة حتى نهاية شهر سبتمبر كي يتمكن عدد أكبر من الناس في البلدان منخفضة الدخل من الحصول على اللقاح أولاً.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه قد تم حتى الآن إعطاء أكثر من 4 مليارات جرعة لقاح على مستوى العالم، لكن 80% منها ذهبت إلى البلدان الغنية.

وقال إنه في حين أن البلدان ذات الدخل المرتفع قد أعطت ما يقرب من 100 جرعة لكل 100 شخص، إلا أن البلدان الفقيرة لم تتمكن من إعطاء اللقاح إلا بمعدل 1.5 لكل 100 شخص.

وقال في مؤتمر صحفي: "إنني أتفهم اهتمام جميع الحكومات بحماية شعوبها من سلالة دلتا. لكن لا يمكننا قبول أن تقوم البلدان التي استخدمت بالفعل معظم الإمدادات العالمية من اللقاحات باستخدام المزيد منها حتى، بينما يظل الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم دون حماية".

وقال إن وقف إعطاء الجرعات المعززة حتى نهاية سبتمبر من شأنه أن يسمح لما لا يقل عن 10% من السكان في كل بلد بالحصول على اللقاح. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في 3 أغسطس عن ارتفاع حالات الإصابة والوفيات في أفريقيا حيث تنتشر سلالة دلتا دون وقاية؛ فقد ارتفعت الوفيات بنسبة 80% خلال الأسابيع الأربعة الماضية فقط، بينما تلقى أقل من 2% من سكان القارة اللقاح كاملاً.

يأتي تدخل منظمة الصحة العالمية الأخير مع بدء عدد من البلدان بطرح جرعات معززة أو تفكيرها القيام بذلك؛ فقد بدأت إحدى دول الشرق الأوسط في إعطاء جرعات ثالثة الشهر الماضي، وأعلنت كل من فرنسا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة عن خطط للبدء ببرنامج جرعات معززة. ولا تزال دول أخرى، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تفكر في ذلك. وقامت الولايات المتحدة بشراء جرعات إضافية من لقاح فايزر استعدداداً للأمر لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن ما إذا كانت ستبدأ بطرحها أم لا.

وما تزال الأدلة العلمية حول لزوم الجرعات المعززة غير مؤكدة؛ إذ قالت كيت أوبراين، مديرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية، للصحفيين في المؤتمر: "الأدلة تتطور وتتغير. ليس هناك مجموعة متكاملة من الأدلة حول ما إذا كان ذلك ضرورياً أم لا".

وكانت شركة فايزر قد قامت الشهر الماضي بإصدار بيانات تشير إلى أن الجرعة الثالثة تعطي حماية إضافية قوية ضد سلالة دلتا. لكن خطط اللقاحات الحالية أثبتت بأنها توفر حماية جيدة ضد جميع السلالات الرئيسية المثيرة للقلق.

ومع ذلك، ما تريده منظمة الصحة العالمية هو إعادة تركيز الانتباه على إعطاء اللقاح لنسبة أكبر من الناس في العالم قبل أن تفكر البلدان في أي جرعات إضافية. تهدف المنظمة إلى إعطاء اللقاح إلى 40% من سكان العالم بحلول نهاية العام وإلى 70% بحلول منتصف عام 2022.

وقال تيدروس، الذي حث الشركات المصنعة للقاحات على التركيز على التبرع لمبادرة كوفاكس، التي تم إنشاؤها لتوزيع اللقاحات على البلدان الفقيرة: "لا بد من حدوث تحوّل عاجل من الوضع المتمثل في وصول غالبية اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المرتفع إلى وصول غالبيتها إلى البلدان منخفضة الدخل". كما قال مؤخراً إن مبادرة كوفاكس تحتاج إلى ضخ أموال ضخمة لتحقق أهدافها.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، إن منظمة الصحة العالمية قد طرحت "خياراً خاطئاً"، وأبلغت وكالة أسوشييتد برس بأن الولايات المتحدة سيكون لديها ما يكفي من اللقاحات لتتبرع بها للبلدان الفقيرة مع قدرتها أيضاً على طرح جرعات معززة إذا لزم الأمر.

المحتوى محمي