انتشر فيروس كورونا في كافة أنحاء العالم، وتضرّرت نتيجةً لذلك الكثيرُ من الدول. وبما أن هذا الفيروس لا يزال جديداً ولم تشهده البشرية من قبل، فقد انتشرت حوله الكثير من المفاهيم والمعلومات المغلوطة، سواءً عن علاجات مزعومة أو إجراءات وقائية من شأنها أن تمنع الإصابة بالمرض.
وعلى الرغم من تخصيص الهيئات الصحية الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، جزءاً من منشوراتها التوعوية لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة، ما زال بعض الناس يتناقلونها، ومن بينها الادّعاءات عن انتقال الفيروس عن طريق الأطعمة والوجبات السريعة، مثل الشاورما والفلافل، التي تعدّ خاطئة تماماً، وسنتطرّق في هذا المقال لذلك بشكل أوسع.
كيف ينتقل فيروس كورونا؟
يصيب فيروس كورونا الجهازَ التنفسي ويسبّب المرض فيه، وينتقل بشكل رئيسي من شخص لآخر من خلال المخالطة المباشرة والتعرّض للرذاذ الصادر عن الشخص المصاب أو للأشياء الملوثة بالفيروس.
عندما يقوم شخص مصاب بالفيروس بالعطاس أو السعال، ينجم عنه رذاذ يمكنه أن يؤدي إلى إصابة شخص سليم إذا وصل إلى عينه أو أنفه أو فمه. وبما أن القطيرات الناجمة تكون ثقيلة ولا يمكنها أن تبقى عالقة في الهواء لفترة طويلة، فإنها تسقط على أشياء أو أسطح، ويمكن للشخص الذي يلمسها ثم يلمس عينه أو فمه أو أنفه أن يتعرّض للإصابة.
هل يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل عن طريق الطعام؟
تقول منظمة الصحة العالمية إنه من المستبعد جداً أن ينتقل فيروس كورونا عن طريق الطعام أو الوجبات السريعة، وإنه لا يوجد أي دليل حتى الآن يؤكّد انتقال الفيروسات التنفسية من خلال هذه الطريق. وتضيف بأن فيروس كورونا لا يمكنه التكاثر في الطعام بكافة أنواعه، بل يحتاج إلى حيوان أو إنسان مضيف حتى يتمكّن من التكاثر. وتؤكّد ذلك أيضاً المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قائلةً إن احتمال الانتقال ضئيل للغاية.
ماذا عن المطاعم والأطعمة السريعة؟
منذ بداية جائحة كورونا، حدث تحوّل في نمط تقديم الخدمات والقيام بالأنشطة في العديد من المجالات لتصبح عن بُعد بدلاً من نمطها التقليدي، وذلك للحفاظ على التباعد الاجتماعي والوقاية من الإصابة بالعدوى. إلا أن مجال الأطعمة والمطاعم لا يتيح إمكانية العمل من المنزل ولا بدّ للعاملين فيه من ارتياد أماكن عملهم لتقديم الخدمات.
تؤكّد المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على أن الأطعمة المعدّة في المطاعم بجميع أنواعها تتماثل مع الأطعمة المعدّة في المنزل من حيث خطر نقلها للفيروس دون وجود أي دليل على ذلك حتى الآن، ولكن يمكن أن تتعرّض أسطح المواد أو العبوات التي توضع فيها الأطعمة للتلوّث بالفيروس، وهو ما قد يشكّل خطراً لانتقال العدوى. وبالتالي، يجب على عمّال المطاعم تطبيق إجراءات النظافة الشخصية واستخدام وسائل الوقاية، مثل الكفوف والكمامات، التي من شأنها أن تحدّ من انتشار الفيروسات والأمراض عند استخدامها بشكل صحيح.
لا أزال قلقاً من تناول الأطعمة السريعة، فما الذي عليّ فعله؟
تؤكّد منظمة الصحة العالمية على أن تناول الأطعمة المحضّرة بشكل نظيف والمطهوّة بشكل جيد لا يشكّل خطراً للإصابة بفيروس كورونا. وإذا كنت لا تزال تشعر بالقلق، فعليك اتّباع الإجراءات العامة لسلامة الغذاء: قم بغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية بعد استلام عبوات الأطعمة الجاهزة، ثم انقل الوجبة إلى صحن نظيف باستخدام أدوات نظيفة، واغسل يديك مرة أخرى بنفس الطريقة قبل تناول الطعام. وبعد التخلّص من أغلفة الأطعمة وعبوات الوجبات، قم بتنظيف وتطهير الأسطح التي لامستها.
ولا بدّ من التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتغذية الصحية للجسم، التي تساعد في التعامل مع التوتّر والضغوطات الناجمة عن الجائحة، وكذلك في الاستجابة للأمراض؛ إذ يجب تناول كمية كافية من الخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة السريعة غير الصحية، التي من شأنها أن تزيد من عوامل خطر حدوث المضاعفات عند الإصابة بفيروس كورونا، مثل البدانة.
يتوقّع بعض الخبراء حدوث موجة ثانية من الفيروس في الشتاء القادم، ولا بدّ من الحفاظ على صحة الجسم وتغذيته الصحية قدر الإمكان كجزء من الاستعداد لمواجهة المرض.