انتشر على منصات التواصل الاجتماعي في اليومين السابقين بشكل كبير تطبيق FaceApp لتعديل الصور، وهو تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوقُّع شكل الشخص في مرحلة عمرية معينة -كبيراً كان أو صغيراً- أو في جنس مختلف عن جنسه. وبالرغم من أن التطبيق متاح منذ عام 2016، إلا أنه انتشر فجأة على منصات التواصل الاجتماعي، حتى وصل عدد مستخدميه -بحسب الموقع الرسمي- إلى أكثر من 80 مليون شخص على مستوى العالم.
وكان التطبيق قد حصل في 2017 على جائزة أفضل تطبيق في كلٍّ من متجر آبل وجوجل بلاي، بالإضافة إلى أنه كان في نفس السنة من ضمن 25 تطبيقاً تم تصنيفهم على أنهم الأسرع انتشاراً في العالم بحسب إحصائية لشركة Fast Company.
آلية العمل
ويعمل التطبيق بعد تنزيله -سواء كان على نظام تشغيل أندرويد أو IOS- عن طريق تصوير صورة جديدة به مباشرة، أو تحميل صورة قديمة من المعرض إلى التطبيق. ومن ثم تُعرض عدة مرشحات (فلترات) مختلفة، مثل تكبير السن أو تصغيره عن تطريق زيادة التجاعيد أو إزالتها، وتغيير لون الوجه أو العينين أو وضع مكياج، وإضافة لحية أو تغيير لون الشعر أو طوله... وغير ذلك. ومن ثم يسمح لك التطبيق بتحميل صورتك ومشاركتها مع أصدقائك.
مصير المعلومات المشاركة
بالرغم من الانتشار الكبير لهذا التطبيق، إلا أنه قد يسبب مخاطر عديدة لمستخدميه. فالشركة المطوِّرة له تُدعى Wireless Lab، وهي شركة روسية مقرها في مدينة سانت بطرسبرغ، ولا يوجد الكثير من المعلومات المتاحة عنها على الإنترنت، فليس هناك موقع إلكتروني لها وبالتالي لا توجد معلومات حول هيكلها الإداري. لكن من المعروف أن مؤسسها ورئيسها التنفيذي هو ياروسلاف غونشاروف الروسي، الذي سبق له العمل بصفته مطوراً تقنياً في كلٍّ من ياندكس ومايكروسوفت.
ولكن الأمر لا يقتصر على كون الشركة روسية، وأن روسيا متهمة بالتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية فحسب، بل يصل الأمر إلى عدم وضوح سياسة الشركة فيما يخص البيانات الشخصية التي تجمعها عن مستخدمي التطبيق؛ حيث تقول في سياستها للخصوصية إنها تجمع البيانات الشخصية "بالإضافة إلى المعلومات التي تساعد في تحسين التطبيق"، وهي عبارةٌ مطاطية تسمح لها بجمع أي معلومات تريدها عن المستخدمين.
وبعيداً عن أنها تسمح بمشاركة هذه البيانات مع الشركات المُعلِنة على التطبيق بالإضافة إلى الجهات القضائية، فهي أيضاً تسمح بمشاركتها مع جهات خارجية مثل الشركات الأخرى المالكة للتطبيق أو "التي تعد -قانونياً- واحدةً من مجموعة الشركات التي يعد FaceApp جزءاً منها" بحسب تعبير الشركة.
كما تنص الشركة في سياستها تلك على أنه في حال بيع التطبيق، "فقد تكون بيانات المستخدمين من ضمن ما سيتم بيعه". ولكن الأخطر من كل هذا هو إمكانية "تغيير هذه البنود أو تعديلها في أي وقت دون الرجوع للمستخدم"، وأن "على المستخدم قراءة البنود من حين لآخر لمتابعة التعديلات"، ولك أن تتخيل الجهة التي لا تريدها أن تمتلك أية معلومات عنك، ومن ثم تخيل أنها اشترت التطبيق وعدَّلت في سياسته، وأنت لا تعلم.
آراء الخبراء الرقميين في التطبيق
انتقدت مجموعة من الخبراء الرقميين بحسب موقع أي بي سي الأسترالي سياسات الخصوصية لهذا التطبيق لكونها فضفاضة و"لا توفر لك الحماية إطلاقاً"، كما أنها تترك مساحة كبيرة للشركة حتى تتحرك فيها هرباً من أي تصيُّد قانوني لنشاطها. وبالإضافة إلى هذا فإن التطبيق يجمع معلومات عن مستخدميه بشكل أكبر بكثير مما يحتاج إليه فعلاً من أجل تقديم الخدمة، ومن ثم يمكن للشركة التي طوَّرته -نظرياً- أن تشارك هذه البيانات مع أي شخص تقريباً.