هل وصل الباحثون في جوجل إلى التفوق الكمومي فعلاً؟

2 دقائق
مصدر الصورة: جوجل | إريك لوكيرو

الخبر
وفقًا لتقرير نُشر في فاينانشيال تايمز، استطاع فريق من الباحثين في شركة جوجل بقيادة جون مارتينيس إثباتَ "السيادة الكمومية" للمرة الأولى؛ مما يعني قدرة الحاسوب الكمومي على أداء مهمة لا تستطيع أقوى الحواسيب الفائقة التقليدية إنجازها. وقد ظهر هذا الادعاء في ورقة بحثية نُشرت على موقع ناسا الإلكتروني، ولكن تم حذف المنشور بعد ذلك. ولم تستجب جوجل إلى طلبات إم آي تي تكنولوجي ريفيو للتعليق على الأمر.

لماذا تم نشرها على ناسا؟
في العام الماضي، أبرمت شركة جوجل اتفاقية مع ناسا، تتضمن استخدام جوجل للحواسيب العملاقة الموجودة لدى ناسا، وذلك كمقياس لتجارب أداء الحواسيب الكمومية. ووفقاً لتقرير فاينانشيال تايمز، قالت الصحيفة إن المعالج الكمي من جوجل كان قادراً على إنجاز عملية حسابية معينة مستغرقاً 3 دقائق و 20 ثانية. وفي المقابل، تحتاج أكثر الحواسيب الفائقة المتقدمة اليوم -والمعروف باسم سوميت- إلى حوالي 10,000 عام لمعالجة هذه العملية نفسها. وكما تقول الورقة البحثية نقلاً عن الباحثين، فإن هذه التجربة على حد علمهم "تمثل اول عملية حسابية لا يمكن إنجازها إلا على معالج كمومي".

الإسراع الكموميّ
تتميز الآلات الكمومية بقدرات هائلة، بسبب استخدامها البتات الكمومية أو الكيوبتات. على عكس البتات الكلاسيكية المؤلفة من قيم 1 أو 0، حيث يمكن للكيوبتات أن تمثّل كلتا القيمتين معاً؛ وذلك بفضل الظواهر الكمومية الأخرى الموضحة في شرحنا هنا، إذ يمكن للحواسيب الكمومية معالجة كميات كبيرة من البيانات بالتوازي، في حين أن الأجهزة التقليدية تعمل بشكل متسلسل. وقد عمل العلماء لسنين من أجل إثبات أن الآلات الكمومية يمكنها أن تتفوق على أداء الآلات التقليدية بشكل قاطع.

ما مدى أهمية هذا الحدث؟
هذا الحدث هام للغاية. وقد أقيمت جلسةٌ نقاشية حول الحوسبة الكمومية الأسبوع الماضي في مؤتمر إيمتيك الذي أقامته إم آي تي تكنولوجي ريفيو في كامبردج، ماساتشوستس، وذلك قبل صدور أخبار عن ورقة جوجل البحثية. وفي هذه الجلسة، قام ويل أوليفر، الأستاذ بجامعة إم آي تي وأخصائي الكمّ، بتشبيه أهمية هذا الحدث في عالم الحوسبة بأهمية رحلة الطيران الأولى للأخوين رايت في كيتي هاوك بالنسبة للطيران. وقال إن هذا الاكتشاف سيعطي دافعاً إضافياً للبحث في هذا المجال، مما سيساعد الآلات الكمومية على بدء العمل بسرعة أكبر؛ حيث يمكن لقدرتها الهائلة على المعالجة أن تساعد الباحثين والشركات على اكتشاف عقاقير ومواد جديدة، وإنشاء سلاسل توريد أكثر كفاءة، وتسريع تطور الذكاء الاصطناعي.

ولكن
لم تكن العملية التي أجراها جهاز جوجل الكمومي واضحة، لكن من المحتمل أن تكون محدودة جداً. وفي تعليق أُرسل بالبريد الإلكتروني إلى إم آي تي تكنولوجي ريفيو، يقول داريو جيل من شركة آي بي إم، الذي يعمل أيضاً في مجال الحواسيب الكمومية، إن التجربة التي تم اختبارها كانت تتمحور غالباً حول مشكلة محدودة في أخذ عينات كمومية، وهذا لا يعني سيادة الآلات الكمومية على الآلات التقليدية. يقول جيل: "في الواقع، لن تتحقق سيادة الحواسيب الكمومية على الحواسيب الكلاسيكية، بل إنها ستعمل بالتنسيق معها؛ حيث أن لكل منها نقاط قوتها المحددة". فبالنسبة للعديد من المشكلات، ستبقى الحواسيب الكلاسيكية وسيلة أفضل للاستخدام.

تحفظ آخر
ما زالت الحواسيب الكمومية غير جاهزة للاستخدام العادي؛ حيث تُعرف هذه الآلات بكثرة أخطائها، فإن حدوث أدنى تغير في درجة الحرارة، أو اهتزاز صغير، سيكون كفيلاً بتدمير الحالة الحساسة للكيوبتات. ويعمل الباحثون على تصنيع أجهزة تمتلك وسائل أسهل لبنائها وإدارتها وقياسها، كما تتوافر بعض هذه الأجهزة عبر الحوسبة السحابية. ولكن قد نحتاج إلى العديد من السنوات قبل أن تنتشر الحواسيب الكمومية التي يمكنها معالجة مجموعة واسعة من المشاكل على نطاق واسع.

المحتوى محمي