هل تكون نظاراتنا هي حواسيب المستقبل؟

2 دقيقة
تقنية جديدة تجعل من النظارات العادية نظارات واقع افتراضي وواقع معزز
حقوق الصورة: shutterstock.com/Andrush

في فيديو بعنوان الحاسوب القادم؟ نظارتك (The Next Computer? Your Glasses) نُشِر على قناة تيد (Ted) على موقع يوتيوب، تحدث شهرام إيزادي عن فكرة ثورية قد تبدو للوهلة الأولى كأنها من عالم الخيال العلمي، لكنها أقرب مما نتصور للواقع.

إيزادي استعرض نظارات للواقع المعزز، وشرح كيف يمكنها تغيير طريقة تفاعلنا مع المعلومات، مشيراً إلى إمكانية أن تكون هذه النظارات بديلاً عن الكمبيوترات التقليدية، حيث يمكن من خلالها القيام بأي مهام يجريها الكمبيوتر، كما يمكنها عرض كمبيوترات افتراضية أمامنا مع إمكانية التفاعل معها والعمل عليها. الفكرة ليست مجرد تحسين لتجربة المستخدم، بل إعادة تعريف لما يعنيه "الكمبيوتر" في الأساس.

هذه الفيديو يفتح الباب لسؤال جوهري: هل ستكون نظاراتنا هي حواسيب المستقبل؟ وما هي التحديات والفرص التي ترافق هذا التحول؟

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل النظارات الذكية عملية ومفيدة؟

ما هي نظارات الواقع المعزز؟

الواقع المعزز (Augmented Reality) هو تكنولوجيا تسمح بدمج العناصر الافتراضية مثل النصوص أو الصور أو النماذج ثلاثية الأبعاد مع العالم الحقيقي من حولنا. وهو يختلف عن الواقع الافتراضي الذي ينقل المستخدم إلى بيئة افتراضية بالكامل، في حين يبقي الواقع المعزز المستخدم في بيئته الحقيقية لكنه يعززها بعناصر افتراضية مرئية يمكن التفاعل معها.

نظارات الواقع المعزز هي الأجهزة التي توفّر هذه الميزة، حيث تمكّن المستخدم من رؤية العناصر الافتراضية أمامه. تخيّل أن ترى شاشة حاسوب أمامك في أي مكان دون أن يكون حقيقياً. هذا بالضبط ما نقصده بالكمبيوترات الافتراضية التي ستكون محجوزة ضمن نظاراتنا.

من أبرز الأمثلة على هذه النظارات:

  • فيجن برو (Vision Pro) من شركة آبل: توفّر شاشات افتراضية عالية الدقة، ويمكن استخدامها فعلياً بديلاً عن الكمبيوترات الحقيقية في العمل أو الترفيه.
  • أوريون (Orion) من شركة ميتا: تمثّل توجهاً متقدماً لدمج الواقع المعزز مع الذكاء الاصطناعي، بهدف خلق تجربة أكثر دقة وذكاء.

هذه النظارات ليست مجرد أجهزة عرض، بل هي بوابة إلى تجربة حوسبة جديدة كُلياً، حيث يصبح الحاسوب شيئاً نراه ونتفاعل معه، لكن لا نلمسه.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم نظارة آبل فيجن برو؟ 

الحوسبة الافتراضية واستبدال الشاشات التقليدية

أحد أبرز الابتكارات التي توفّرها نظارات الواقع المعزز هو إمكانية عرض شاشات افتراضية في أي مكان. بدلاً من الاعتماد على شاشة كمبيوتر فعلية، يمكن للمستخدم أن يرى واجهات عمله ومتصفح الإنترنت أو برامج مختلفة على الشاشة الافتراضية.

ومن خلال تتبع حركة الرأس وحركة العين، تُتيح النظارات للمستخدم التحكم في هذه الشاشات الافتراضية بطريقة طبيعية وسلسة.

بدأ بعض المستخدمين بمشاركة تجاربهم في استبدال الشاشات التقليدية كُلياً. مثلاً، أظهرت فيديوهات نشرها مستخدمو نظارة فيجن برو على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي كيف يستخدمون الشاشات الافتراضية لتصفح الويب ومشاهدة الأفلام ولعب الألعاب، وقال بعضهم إن التجربة سهلة وأكثر مرونة، خاصة مع الإمكانية الفريدة التي تُتيح إضافة عدد غير محدود من الشاشات الافتراضية.

التحديات الحالية: ما الذي يمنع التبني الواسع؟

رغم الإمكانات الثورية التي تَعد بها نظارات الواقع المعزز، فإن هناك مجموعة من التحديات تعوق اعتمادها على نطاقٍ واسع:

  • عمر البطارية: كثير من هذه النظارات لا تعمل إلّا ساعات قليلة عند الاستخدام المكثف، ما يجعلها غير مناسبة للاستخدام طوال اليوم.
  • الراحة عند الاستخدام: ارتداء النظارات فترات طويلة قد يكون غير مريح، خصوصاً إذا كان وزنها كبيراً أو تسببت في ضغط على الأنف والرأس.
  • السعر المرتفع: النظارات المتقدمة ما زالت باهظة الثمن مقارنة بالشاشات التقليدية أو حتى الحواسيب المحمولة.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني هذه التكنولوجيا من قيود تقنية وبرمجية:

  • دعم التطبيقات ما زال محدوداً.
  • بعض النظارات تعتمد على أجهزة خارجية (مثل هاتف ذكي أو كمبيوتر) لتشغيل المحتوى.

اقرأ أيضاً: مراجعة شاملة لنظارة راي بان-ميتا الذكية: الميزات والعيوب

لكن مع تطور معالجات الذكاء الاصطناعي، أصبحت التصاميم الخفيفة أكثر دعماً، ويبدو أن هذه التحديات بدأت تتضاءل تدريجياً، ومَن يدري، ربما ستختفي الكمبيوترات التقليدية وحتى الهواتف الذكية في المستقبل، لتحل محلها كمبيوترات وهواتف افتراضية داخل نظارات خفيفة الوزن وسهلة الارتداء.

المحتوى محمي