هل تزيد المساعِدات الصوتية ذات الأصوات الأنثوية من الأفكار السلبية المتحيزة ضد النساء؟

1 دقيقة
صورة للمساعد الصوتي: جوجل هوم.

ترسيخ التحيّز

تأتي معظم المساعدات الصوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي بصوت أنثى شابة، ومعظمها يُستخدم للإجابة على الأسئلة أو القيام ببعض المهام مثل تفقُّد الأحوال الجوية، أو تشغيل الموسيقى أو إعداد التذكيرات. ووفق دراسة قامت بها الأمم المتحدة، فإن هذا يشير إلى أن النساء طيِّعات يسهلُ السيطرة عليهن، ومساعِدات يحرصن على إرضاء مستخدميهم دون أي اعتراض يُذكر، وأنهن دائماً طوع البنان في انتظار خدمة أسيادهن، الأمر الذي يعزِّز ويرسِّخ الصور النمطية المسيئة للجنس الأنثوي. ولهذا فإن الدراسة تدعو الشركات إلى التوقف عن جعل المساعدات الرقمية ذات أصوات أنثوية افتراضياً، وتحث الشركات المصنِّعة على استكشاف طرق جديدة لجعل أصوات المساعدات الرقمية "حيادية الجنس" أي "لا جندرية".

من هذا الجميلُ مضرَّج الخدين؟

عُنونت الدراسة بـ"لو كان لديَّ وجه، لتضرَّج خداي حُمرة"، وهو نفس الجواب الذي تقوله "سيري" عندما يقول لها المستخدم بالإنجليزية "مرحباً سيري، أنتِ عا***". وتضم الدراسة كذلك قِسماً كاملاً مخصَّصاً لإجابات المساعدات الرقمية على الأسئلة البذيئة والمتحيزة للنوع. فلو قلتَ عبارة "أنتِ جميلة" لجهاز "أمازون إيكو"، فسترد عليك برمجيتها المسماة "أليكسا" بقول "هذا لطفٌ منك، شكراً لك!"، في حين يرد مساعد جوجل الذكي (ذو الصوت الأنثوي) على نفس العبارة بالقول: "شكراً لك، غطائي البلاستيكي يبدو جيداً عليّ، أليس كذلك؟". وقد وجدت الدراسة أن المساعدات الصوتية لا تقدِّم مطلقاً أي إجابات سلبية، كما أنها لا تُصنِّف خطاب المستخدم على أنه "غير لائق"، مهما كان مستوى قسوته أو بذاءته.

مغزى الدراسة

تهدف الدراسة إلى الكشف عن التحيزات على أساس النوع، التي تُضمَّن برمجياً في المنتجات الرقمية التي تنتشر أكثر فأكثر وتؤدي دوراً تزداد دائرته اتساعاً يوماً إثر آخر في حياتنا المعاصرة. كما تقترح الدراسة أيضاً جملةً من الطرق والأساليب الرامية إلى سدّ فجوة المهارات بين الجنسين، التي تتسع وتنمو أكثر فأكثر في معظم أنحاء العالم؛ إذ وجدت الدراسة أن النساء أقل بنسبة 25% من الرجال فيما يتعلق بامتلاك المهارات الرقمية الأساسية، ولا يشكّلن إلا رُبع نظرائهن من الرجال فيما يتعلق بإتقان البرمجة وما شابه من المعارف التقنية المتقدمة. وبهذا الصدد تقول الدراسة "إن هذه التفاوتات ينبغي أن 'تضرِّج خدود' صنَّاع القرار والمعلمين والمواطنين العاديين 'خَجَلاً'؛ لأنها تُنذر بما لا تُحمد عواقبه".

المحتوى محمي