للمرة الأولى على الإطلاق، تم ربط وفاة أحد المرضى مباشرة بهجوم إلكتروني. فقد شرعت الشرطة الألمانية في إجراء تحقيق في "جريمة قتل بسبب الإهمال"، بعدما عطَّل أحدُ برامج الفدية خدمات الرعاية الطارئة في مستشفى جامعة دوسلدورف بألمانيا.
الضحية
قال ممثلو الادعاء في مدينة كولونيا الألمانية إنه كان من المقرر أن تخضع مريضة من مدينة دوسلدورف للعلاج في قسم العناية المركزة بالمستشفى، يوم 9 سبتمبر الجاري، عندما تسبب هجوم في تعطيل الأنظمة. وعندما لم يعد المستشفى الواقع في دوسلدورف قادراً على توفير الرعاية للمريضة، تم نقلها إلى مستشفى آخر يقع على بعد 30 كيلومتراً. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الشرطة الألمانية قد تُلقِي مسؤولية الوفاة على القراصنة.
المأساة الأولى
قال الرئيس التنفيذي السابق للمركز القومي للأمن الإلكتروني بالمملكة المتحدة كياران مارتن، في خطاب ألقاه في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "إذا تم تأكيد وقوع هذه المأساة، فستكون أول حالة وفاة معروفة ترتبط ارتباطاً مباشراً بهجوم سيبراني". وأضاف: "على الرغم من أن الغرض من برامج الفدية هو جني المال، إلا أنها توقف الأنظمة عن العمل؛ لذلك إذا هاجمت مستشفى، فمن المحتمل أن تحدث أمور كهذه. وقد شهدنا هذا العام وقوع بضعة حوادث وشيكة في مختلف أنحاء أوروبا، وللأسف يبدو أن أسوأها قد وقع بالفعل".
التجارة المزدهرة
تمثل برامج الفدية صناعة إجرامية تقدر قيمتها بمليار دولار. وغالباً ما يستهدف القراصنة الشركات، فيوقفون التكنولوجيا عن العمل ويسرقون البيانات قبل المطالبة بما يصل إلى ملايين الدولارات من عمليات الابتزاز. وقد تعرضت المستشفيات للاستهداف كثيراً من قبل، ونظراً لنمو هذا الاقتصاد الإجرامي بسرعة خلال السنوات الأخيرة، فقد انتشرت مخاوف على نطاق واسع من أن يصبح وفاة أحد المرضى أمراً لا مفر منه.
سجل حافل
احتلت شركة تسلا عناوين الأخبار في شهر أغسطس الماضي، بعدما أبلغ أحد موظفيها السلطات عن مخطط بملايين الدولارات لاختراق الشركة والحصول على فدية. وقبل ذلك، عطل القراصنة شركة التكنولوجيا الأمريكية جارمين لعدة أسابيع، الأمر الذي أسفر بحسب التقارير عن دفع فدية قدرها 10 ملايين دولار.
مخاطر متصاعدة
ثمة فرق كبير بين اختراق أجهزة الكمبيوتر وتهديد حياة البشر. والآن بعدما لما يعد التهديد الذي يتعرض له الناس أمراً نظرياً، فقد تكون هناك حاجة ملحّة جديدة لإصلاح المشاكل الأساسية. وتقول السلطات الألمانية إن القراصنة استغلوا ثغرة أمنية في برمجيات شبكة سيتريكس (Citrix) الافتراضية الخاصة، وهي ثغرة كانت معروفة علناً منذ شهر يناير الماضي، لكن المستشفى أخفق في معالجتها.
وعلى الرغم من أن إصلاح الثغرات الأمنية أصعب بكثير مما يبدو عليه، خاصة بالنسبة لمؤسسة لا تتوقف عن العمل مثل المستشفى، إلا أنه مع تعرض أرواح البشر للخطر، بات من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الوضع الراهن ليس جيداً بالقدر الكافي.