يمكن أن تسبب الهجمات السيبرانية عواقب كارثية، تهدف هذه الهجمات لتعطيل الأنظمة أو الحواسيب أو الخوادم، وفي حالات عديدة تم ربط بعضها بموت البشر.
الطريقة التي يمكن أن تقتل فيها الهجمات السيبرانية شخصاً ما قد تكون من خلال التأثير على الأجهزة الطبية أو أنظمة الرعاية الصحية، حيث يمكن تطوير فيروس لاستهداف نوع من الأجهزة الطبية ما يسبب خطأ في عمل الجهاز أو توقفه عن العمل، ويمكن أن تسبب الفيروسات تلف أو حذف البيانات الصحية للمرضى أو تغييرها، وقد يؤدي هذا إلى مخاطر كبيرة مثل إعطاء جرعة غير صحيحة من الدواء.
يمكن أيضاً استخدام الفيروسات لإلحاق الضرر بالأشخاص. على سبيل المثال، قد يتم تطوير فيروس لاستهداف أشخاص والتجسس عليهم وتتبع تحركاتهم، ثم مشاركة هذه المعلومات أو بيعها للمجرمين الذين يستخدمونها بطريقة قد تعرض الأشخاص لخطر الأذى الجسدي أو القتل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم تطوير فيروس بغرض تعطيل أو تخريب بعض الأنظمة التي تتحكم في مؤسسات حيوية، مثل محطات الطاقة النووية أو محطات تنقية المياه. إذا فشلت الأنظمة في مثل هذه المؤسسات بسبب هجوم فيروسي، يمكن أن تكون النتائج كارثية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن مكافحة الجرائم الإلكترونية والحد من انتشارها؟
كيف تقتل الهجمات السيبرانية البشر؟
هناك طريقتان يمكن أن تسبب فيها الهجمات السيبرانية موت الناس:
الطريقة المباشرة
مثل الهجمات التي تستهدف الأجهزة الطبية، كتلك الموجودة في غرف العناية المركزة، حيث يؤدي الهجوم إلى إيقاف تشغيل الأجهزة أو تغيير الجرعة، ما يسبب وفاة المريض.
قد تكون الهجمات المباشرة موجهة ضد البنية التحتية وتؤدي إلى فشلها، مثل هجوم على منشأة تنقية مياه يؤدي لزيادة كمية الكلور ووفاة الناس بعد شرب المياه الملوثة بالكلور.
الطريقة غير المباشرة
إذا أدى الهجوم السيبراني إلى توقف نظامٍ ما عن العمل، يتم تنفيذ العمليات يدوياً، وهذا بدوره يؤدي إلى أخطاء قد تسبب الموت.
الطريقة غير المباشرة للموت تشمل التأثير على الأشخاص الذين يقعون ضحية لهجوم سيبراني. على سبيل المثال، يمكن أن يتعرض الشخص الذي سُرق حسابه البنكي إلى نوبة قلبية تؤدي إلى وفاته.
اقرأ أيضاً: استخدم أدوات الأمن السيبراني هذه لحماية أجهزتك من الاختراق
حالات موثّقة أدت فيها الهجمات السيبرانية لموت البشر
فيما يلي بعض الحالات النادرة التي تم توثيقها لوفاة أشخاص نتيجة هجمات سيبرانية:
مقتل 154 شخصاً في تحطم طائرة
في 20 أغسطس/ آب 2008، تحطمت طائرة سبان إير (Spanair) في الرحلة رقم 5022، وأسفر التحطم عن مقتل 154 راكباً وكل أفراد الطاقم، كانت هذه واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الطيران الإسباني.
ذكر تقرير الحادث الذي يتكون من 12 ألف صفحة أن الحاسوب الذي يسجل الأعطال في الطائرة كان مصاباً بحصان طروادة، ما تسبب بفشله في الكشف عن ثلاث مشكلات فنية بالطائرة، والتي لو تم اكتشافها، ربما مُنعت الطائرة من الإقلاع وتم تجنب التحطم.
وفاة طفلة رضيعة
ربما أدى هجوم ببرمجية فدية على مستشفى في ولاية ألاباما الأميركية إلى وفاة طفلة في عام 2019، فقد وُلدت الطفلة والحبل السري ملفوف حول رقبتها ما أدى إلى تضييق مجرى الهواء وتلف شديد بالدماغ. ماتت الطفلة بعد تسعة أشهر من ولادتها.
عادةً ما يقوم أطباء التوليد بإجراء عملية قيصرية في مثل هذه الحالات عندما يعرفون أن معدل ضربات قلب الطفل بطيء.
لكن قبل ثمانية أيام من ولادة الطفلة، تعرضت المستشفى لهجوم ببرمجية فدية أدى إلى تعطل عدة حواسيب فيها. نتيجة هذا التعطل، لم تلحظ الممرضات تغير معدل ضربات قلب الطفلة.
مقتل امرأة مسنة بسبب الإهمال
في عام 2020، فتحت النيابة العامة في مدينة كولونيا الألمانية تحقيقاً في جريمة قتل بسبب الإهمال. القضية هي لامرأة تبلغ من العمر 78 عاماً كانت تعاني تمدد الأوعية الدموية الأبهرية، عندما اتصلوا بالمستشفى لطلب سيارة الإسعاف، قيل لهم إن قسم الطوارئ مغلق نتيجة هجوم فدية، وإن عليهم نقل المريضة إلى مستشفى آخر يقع على بعد 32 كيلومتراً. أدى ذلك إلى تأخير لمدة ساعة وتوفيت المريضة في الطريق قبل أن تصل للمستشفى الآخر.
في التحقيق، لم يتم تأكيد أن المريضة كانت ستبقى على قيد الحياة إذا وصلت إلى المستشفى القريبة، وبالتالي لا يمكن تأكيد أن الهجوم السيبراني هو المسؤول المباشر عن الوفاة.
اقرأ أيضاً: 3 نصائح بسيطة لتجنب الوقوع ضحية برمجيات الفدية
الهجمات السيبرانية تزيد معدل الوفيات في المستشفيات
وفقاً لتقرير تم إعداده عام 2021 من قبل شركة الأمن السيبراني سنسينيت (Censinet)، أكدت ربع المستشفيات التي تعرضت لهجوم فدية خلال العامين السابقين لإعداد التقرير زيادة معدل وفيات المرضى.
يضيف هذا التقرير مزيداً من الحقائق التي تؤكد أن الهجمات السيبرانية لا تسبب مشكلات مالية واضطرابات في سلاسل الإمداد فقط، بل يمكن أن تكون خطيرة جداً وتؤدي إلى موت الناس.
والمشكلة الرئيسية أن أكثر من نصف المستشفيات التي شملها هذا التقرير قالت إنها ليست واثقة من قدرتها على التعامل مع هجمات الفدية.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح لحماية المدارس والجامعات من الاختراق والهجمات السيبرانية
أهمية الوعي بمخاطر الهجمات السيبرانية
معظم الهجمات السيبرانية يتم تنفيذها بغرض إحداث ضرر بالأنظمة والأجهزة والمعلومات وليس بغرض إحداث ضرر جسدي أو القتل. للأسف، يعتقد أغلب الناس أن هذه الهجمات غير خطيرة ولا تسبب سوى إزعاج بسيط.
يجب عدم الاستهانة أبداً لأن ذلك قد يؤدي لعواقب وخيمة. وللحد من هذه المخاطر، من المهم أن تتخذ والمؤسسات والأفراد الاحتياطات اللازمة مثل تثبيت برامج مكافحة الفيروسات وتحديث الأنظمة والبرامج والأجهزة على الدوام.