كِمِّيرا باينتر يساعد على تعزيز الإبداع
ابتكر باحثون في شركة جوجل أداة ذكاء اصطناعي جديدة يمكنها تحويل الرسومات البدائية إلى وحوش خيالية، مشيرين إلى أن هذه الأداة التجريبية قد تستخدم في المستقبل لتعزيز العملية الإبداعية، من خلال تقليل الوقت اللازم لإنتاج فن عالي الجودة دون التضحية بالخيارات الفنية.
وأوضح الباحثون، في منشور بمدونة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، أن الأداة -التي تُسمى كِمِّيرا باينتر (Chimera Painter)- عبارة عن نموذج تعلم آلي يحول الرسومات التقريبية التي يرسمها المستخدمون إلى صور ثلاثية الأبعاد. وكِمِّيرا هي مخلوقة في الأساطير اليونانية لها رأس أسد وجسم شاه وذنب أفعى، وتستخدم الكلمة أحياناً لتدل على الوهم أو السراب.
وذكرت الشركة أن ابتكار الشخصيات الخيالية المستخدمة في ألعاب الفيديو الرقمية يتطلب درجة عالية من الإبداع الفني والمعرفة التقنية، وفي الوقت نفسه يتوجب على فناني الألعاب صنع أعداد كبيرة من هذه المخلوقات خلال أُطُر زمنية ضيقة في الغالب. لذا، فإن نموذج كِمِّيرا باينتر قد يُستخدم باعتباره مساعداً للفنانين أكثر من كونه مجرد أداة رسم عادية.
إذا كنت ترغب في صنع وحش أسطوري خاص بك، يمكنك أن تجرب هذه التقنية بنفسك من هنا.
تطوير نموذج التعلم الآلي
لتطوير نموذج التعلم الآلي هذا، صنع الباحثون نموذجاً أولياً للعبة رقمية تحارب فيها مخلوقات هجينة بعضها البعض (تشبه لعبة بطاقات بوكيمون التي كانت منتشرة قبل 15 عاماً). وفي هذه اللعبة، يحصل اللاعب في البداية على بطاقات تظهر عليها صور حيوانات حقيقية (مثل قنفذ البحر أو الحوت)، ويمكنه أن يجعلها أكثر قوة من خلال دمج هذه الحيوانات معاً (ليصبح لديه بطاقة لحيوان وهمي هو "قنفذ البحر الحوتي المخيف").
وقد وفرت هذه اللعبة بيئة إبداعية للبرهنة على القدرات التي يتمتع بها النموذج لتوليد الصور، إذ أن العدد الكبير من صور الحيوانات الوهمية (الكِمِّيرا) كان يستلزم إيجاد طريقة سريعة لتصميم أعداد كبيرة من المخلوقات ودمجها معاً بشكل طبيعي، بحيث تحتفظ بالخصائص البصرية للمخلوقات الأصلية.
وقام الباحثون بتدريب نموذج التعلم الآلي- الذي يستخدم تقنية الشبكات التوليدية التنافسية Generative Adversarial Networks (GANS)- على قاعدة بيانات تضم أكثر من 10 آلاف عينة من الوحوش، والتي تم إنشاؤها جزئياً باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد أصدرها محرك الألعاب الشهير أنريل إنجن (Unreal Engine). وتم إقران كل صورة بـ "خريطة تجزئة"، وهي خريطة تقسم الوحوش إلى أجزاء تشريحية مثل المخالب والأجنحة والأرجل. ويمكنك استخدام هذه الخريطة بنفسك على الموقع، لتعديل الأجزاء التي ترغب فيها في الوحش الأسطوري الخاص بك.
نماذج سابقة
لا تعتبر هذه التكنولوجيا جديدة تماماً في مجال التعلم الآلي، فقد استخدمتها شركة إنفيديا من قبل لرسم المناظر الطبيعية، كما استخدمتها جامعة إم آي تي وشركة آي بي إم لتعديل صور المباني. والآن جاء الدور على شركة جوجل التي استخدمتها لرسم صور ثلاثية الأبعاد للوحوش.
كما أطلقت جوجل نفسها، في ربيع عام 2017، أداة تُسمى "أوتو درو AutoDraw" والتي يمكن اعتبارها تطبيقاً مشابهاً لبرنامج الرسام من مايكروسوفت (Microsoft Paint)، ولكنه مزود بدماغ اصطناعي يمكنه توقع الصور الممكنة التي يعتقد أنك تحاول رسمها على الشاشة.