النماذج الافتراضية الأولية تساعد في تقييم المنتجات الجديدة وتحسينها

4 دقائق
النماذج الافتراضية الأولية تساعد في تقييم المنتجات الجديدة وتحسينها
حقوق الصورة: ماريوس هوغنمولر

حين تقوم شركة ما بإطلاق منتج جديد، فإنها تحتاج إلى تقييمه وتحسينه والتعديل عليه. يتم هذا التقييم عادةً من قبل عدد محدود من الأشخاص الذين يحصلون على نموذج أوليّ للمنتج ويجربونه لفترة من الزمن. لكن ماذا ستفعل الشركات الصغيرة أو المطورون الأفراد الذين لا يملكون ميزانية كافية لتوفير نماذج أولية حقيقية وتجربتها؟ في هذه الحالة، قد تكون النماذج الافتراضية هي الحل.

نقدم في هذه المقالة ملخصاً لورقة بحثية تم قبولها في المؤتمر الأسترالي الثاني والثلاثين للتفاعل بين الإنسان والحاسوب، الورقة بعنوان "زيادة المقابلات عن بُعد من خلال نماذج التجربة الافتراضية"، والتي حصلت على جائزة ستيف هوارد كأفضل ورقة طلابية.

عُقد المؤتمر في الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، وتم نشر الورقة في مكتبة ACM الرقمية، ويمكن قراءة النص الكامل هنا.

اقرأ أيضاً: سبيس إكس تحلق بنموذج أولي لمركبة ستارشيب للمرة الأولى

أجرى الدراسة كلٌّ من المهند الباستاكي وماريوس هوغنمولر ولوك هيسبانهول من معمل التصميم في كلية الهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط بجامعة سيدني، وفريدريك أنتوني روبنسون من مختبر الروبوتات الإبداعية بجامعة نيو ساوث ويلز.

تناقش الورقة فوائد إنشاء نماذج افتراضية للمنتجات الجديدة وتقديمها للجمهور عبر الإنترنت من أجل تجربتها وإبداء الرأي فيها. وقد بينت النتائج أن فوائد النماذج الافتراضية لا تقل أهمية عن النماذج الحقيقية، وهي غير مكلفة ويمكن توفيرها لعدد كبير من المشاركين.

النماذج الافتراضية الأولية ليست مفيدة للشركات فقط، وإنما مفيدة للمصممين والمخترعين وأي شخص أو مجموعة أشخاص يرغبون في تقديم ابتكار أو اختراع جديد.

مفهوم بحث المستخدم عن بُعد

مع انتشار شبكة الإنترنت في كل مكان، أصبح "بحث المستخدم عن بُعد" (Remote User Research) طريقة شائعة يمكن استخدامها للحصول على تعليقات الجمهور حول المنتجات أو الاختراعات أو الابتكارات الجديدة، هذه الطريقة تجعل أي شخص من أي مكان في العالم قادراً على المشاركة بعملية الاختبار والتطوير وإبداء الرأي، ما يساعد في تحسين المنتج وتقليل مدة التطوير، وفي نفس الوقت تقليل التكاليف.

معظم بحوث المستخدم عن بُعد تكون على شكل استطلاعات للرأي، يقدم فيها المشاركون آراءهم وانطباعاتهم عن المنتج أو الابتكار الجديد، وبناءً على هذه التعليقات والآراء، يقوم المطورون بالتعديل عليه.

من أجل توفير التكاليف وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المشاركين، قام الباحثون باختبار النماذج الافتراضية الأولية وعرضها على الجمهور في بيئة افتراضية تفاعلية تحاكي تجربة المنتج في العالم الحقيقي.

يؤكد الباحثون أن التقييمات التي حصلوا عليها في تجربتهم ذات قيمة كبيرة، ويمكن أن تساعد المطورين على إدراك بعض الأمور التي غابت عنهم في النموذج الأوليّ. هذا مفيد للغاية بالنسبة للمطورين الذين لا يستطيعون إنشاء نسخ حقيقية من المنتج.

اقرأ أيضاً: نموذج تعلم آلي من جوجل يحول رسوماتك إلى وحوش خيالية

تصميم النموذج الأوليّ وإجراء البحث

في التجربة، قام الباحثون بتقييم جدوى إنشاء نموذج افتراضي أوليّ لروبوت، تم تصميم هذا النموذج بواسطة محرك الألعاب الشهير يونيتي ثري دي (Unity 3D)، وتم اختيار هذا البرنامج لأنه مخصص لتصميم الألعاب، ما يجعلهم قادرين على منح الجمهور القدرة على التحكم والتفاعل مع النموذج.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد الروبوتات المجهرية على تعلم السباحة والحركة داخل أجسامنا

قبل ذلك، كان الباحثون قد أنشوا نموذجاً حقيقياً لنفس الروبوت المسمى وودي (Woodie) وعرضه على الجمهور للحصول على تقييماتهم وتعليقاتهم.

وودي هو روبوت بطيء الحركة مصمم للرسم على الأرض باستخدام الطباشير، إنه قادر على رسم أشكال مختلفة محددة مسبقاً.

تصميم النموذج الأوليّ وإجراء البحث
حقوق الصورة: ماريوس هوغنمولر

النموذج الافتراضي للروبوت تم وضعه في طريق ليلي، مع بعض أضواء النيون المنتشرة في كل أنحاء المشهد. بدا النموذج ثلاثي الأبعاد للروبوت بنفس أبعاد وحجم الروبوت الحقيقي. وهو مجهز بـ 64 مصباحاً من نوع ليد (LED). بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء بعض الأصوات غير اللغوية التي تعبّر عن الحالات العاطفية للروبوت.

يستطيع المشاركون في الاختبار استخدام أزرار لوحة المفاتيح "WASD" للتنقل بالكاميرا، ويمكن تغيير اتجاه الكاميرا باستخدام الماوس. وبمجرد الانتهاء من التطوير، تم التوزيع على شكل لعبة يستطيع المشاركون تنزيلها وتشغيلها على حواسيبهم الخاصة.

للحصول على تعليقات المشاركين وتقييماتهم، تم استخدام برنامج مؤتمرات الفيديو زووم (Zoom).

اقرأ أيضاً: تعرفوا على ميزة غرف الدردشة في فصول “زووم” الدراسية

النتائج المفيدة

الدافع لهذه الدراسة هو التحقق من جدوى استخدام النماذج الافتراضية الأولية لتحسين عملية التصميم والتطوير.

وجد الباحثون أن انطباعات المشاركين عن الروبوت الافتراضي تتطابق بشكل عام مع الانطباعات التي حصلوا عليها من مشاركين آخرين جربوا الروبوت الحقيقي.

  • يشير هذا إلى أن النماذج الافتراضية الأولية يمكن استخدامها كأداة إضافية غير مكلفة لجمع البيانات المهمة والمفيدة التي تساعد في تطوير المنتج وتحسينه.
  • يتطلب إنشاء النماذج الأولية الافتراضية جهداً أقل من إنشاء نموذج حقيقي، إذ تتوفر العديد من البرامج المجانية لهذا الغرض، من بينها برنامج يونيتي ثري دي (Unity 3D) الذي استخدم في هذا البحث، وبرامج أخرى مثل بليندر (Blender).
  • يمكن تعلم إنشاء النماذج باستخدام هذه البرامج مجاناً، حيث تتوفر على الإنترنت موارد تعليم متنوعة بجميع اللغات.
  • يمكن تعديل النموذج الافتراضي بشكل أسهل من النموذج الحقيقي، ويمكن وضعه في بيئات عديدة ومتنوعة.
  • النموذج الافتراضي يمكن توفيره لأي شخص يرغب في تجربته، على عكس النموذج الحقيقي الذي يتوفر بأعداد محدودة.
  • من الممكن نقل النموذج الافتراضي عبر الإنترنت، ما يُتيح الفرصة للمشاركين من أي مكان في العالم تجربته.

اقرأ أيضاً: باحثو «ديب مايند» يطورون نموذج ذكاء اصطناعي يحاكي تفكير الأطفال

وجد الباحثون أن العديد من المشاركين حاولوا اكتشاف القيود التقنية في البيئة الافتراضية أو كانوا يركزون على أشياء لا علاقة لها بالدراسة. للتخفيف من هذه المشكلة، يوصي الباحثون بتصميم بيئة بسيطة غير معقدة ومغلقة تماماً، بالإضافة إلى تقليل العناصر المستخدمة لأغراض جمالية.

كان المشاركون يدركون أنهم يتفاعلون مع روبوت افتراضي وليس حقيقياً، وأبلغوا عن ذلك كنقطة سلبية. ففي تجربة الروبوت الحقيقي، كان المشاركون يحاولون لمس الروبوت، وغالباً ما يحاول الأطفال معانقته. في حين لم يكن النموذج الافتراضي قادراً على توفير هذا الإحساس، ولم يتمكن الباحثون من توفير هذا النوع من التفاعل باستخدام الماوس أو لوحة المفاتيح.

المحتوى محمي