نظارات ذكية مدعومة بالواقع المعزز تسمح لضعاف السمع برؤية المحادثات

أطلقت شركة إكس راي غلاس (XRAI Glass) البريطانية نظارات ذكية مدعومة بتكنولوجيا الواقع المعزز، تسمح للصم برؤية المحادثات في الوقت الفعلي.

تعتبر هذه النظارات الأولى من نوعها، وقد بينت التجارب الأولية أنها تعمل بشكل جيد وتمكّن الصم من فهم المحادثات التي تجري حولهم بفضل قدرتها على تحويل الكلام إلى نص يظهر على عدسات النظارة أمام عين الشخص الذي يرتديها.

تقول الشركة إن إمكانات هذه النظارات عديدة ولا تقتصر فقط على تمكين الصم وضعاف السمع من رؤية المحادثات، بل يمكن تطويرها في المستقبل لتكون قادرة على ترجمة اللغات.

نشرت الشركة على يوتيوب مقطع فيديو لأول شخص يجرب النظارات الذكية، تظهر في الفيديو امرأتان إحداهما هي ديانا التي تعاني من الصمم. في بداية الفيديو، تحاول موظفة في الشركة التواصل مع ديانا بصعوبة مستخدمة لغة الإشارة، ثم تطلب منها ارتداء النظارات الذكية، فتصبح ديانا قادرة على رؤية الكلام الذي تقوله الموظفة وتعبّر عن ذهولها بذلك.

مصدر إلهام الفكرة

يقول الرئيس التنفيذي لشركة إكس راي غلاس دان سكارف، إن الفكرة بدأت في حفلة عيد ميلاد مع عائلته العام الماضي. في هذه الحفلة، كان جدّه البالغ من العمر 97 عاماً يعاني من ضعف السمع ويواجه صعوبة في التواصل مع بقية أفراد العائلة، هذا ما جعل دان سكارف يفكر في حل يجعل الأشخاص الصم وضعاف السمع قادرين على فهم محادثات الآخرين والاستجابة لها.

يقول سكارف في حديث مع قناة يورونيوز الإخبارية: "الأمر صعب للغاية حين يكون الكثير من الناس موجودين حولك وأنت تحاول فهم المحادثات المختلفة، لقد وصل الأمر بجدّي ليجلس وحده في صمت، لكن لحظة، إنه يشاهد التلفاز طوال الوقت ويقرأ الترجمة. لماذا لا يمكننا ترجمة العالم؟".

الآن، وبعد ستة أشهر فقط من حفلة عيد الميلاد، كشفت شركته بالتعاون مع شركة تصنيع نظارات الواقع المعزز إن ريل (Nreal) عن النظارات الذكية هذه.

تجربة النظارات

اعتباراً من يوم الجمعة، يتم اختبار النظارات من قبل 100 مستخدم يعاني من الصمم أو ضعف السمع، وتقوم الشركة بجمع البيانات منهم لتحسين النظارات وتوسيع قدرات ومزايا برنامج تحويل الكلام إلى نص. ويأمل سكارف أن تسير الأمور على ما يرام لتكون النظارات متاحة تجارياً بحلول شهر سبتمبر/أيلول هذا العام.

لاستخدام هذه النظارات، يتم توصيلها لاسلكياً مع الهاتف المحمول الذي يحتوي على تطبيق يتولى معالجة الكلام وتوليد النص.

يوجد في النظارات ميكروفون يلتقط الصوت ويرسله إلى الهاتف. تم وضع الميكروفون في النظارات حتى لا يضطر المستخدم لحمل هاتفه وتقريبه من المتحدث، وبذلك يمكن وضع الهاتف في الجيب أو على مسافة قريبة دون أي مشكلة.

بعد وصول الكلام إلى الهاتف، يقوم التطبيق بإرساله إلى خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقوم بتحويل هذا الكلام إلى نص وإعادتها للهاتف الذي يرسل النص إلى النظارات، ليقوم برنامج الواقع المعزز من شركة إن ريل بعرض النص على عدسة النظارات ويصبح المستخدم قادراً على قراءتها.

كل هذه العملية المعقدة تتم خلال أقل من ثانية واحدة، ما يمكّن الصم وضعاف السمع من رؤية المحادثات في الوقت الفعلي. يؤكد سكارف أن بيانات المحادثات يتم تخزينها فقط على هاتف المستخدم بدلاً من السحابة، ما يحمي خصوصيته ويضمن عدم التنصت على محادثاته.

يبلغ سعر هذه النظارات 483 دولاراً أميركياً. يمكنك زيارة موقع الشركة للحصول على المزيد من المعلومات عنها.

تكنولوجيا لا تخلو من التحديات

مع انتشار خبر إطلاق هذه النظارات، أبدى الكثيرون إعجابهم بها، وقالوا إنها ستغير حياة الملايين نحو الأفضل من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات السمع. كما يمكن استخدامها للترجمة في المستقبل وفهم محادثات الأجانب.

لكن على الرغم من ذلك، لا يبدو أن هذه التكنولوجيا الجديدة تخلو من التحديات، فحتى تعمل النظارات بشكلٍ جيد، ينبغي أن تكون البيئة المحيطة هادئة، وأن يكون الكلام واضحاً. وسيكون من الصعب التعامل مع محادثات متعددة في نفس الوقت.