إليكم نتائج تجربتي لنظارات الواقع الافتراضي الجديدة من شركة سناب

5 دقيقة
إليكم نتائج تجربتي لنظارات الواقع الافتراضي الجديدة من شركة سناب
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Maxx-Studio

ملخص: أطلقت شركة سناب مؤخراً نظارات جديدة للواقع المعزز من الجيل الخامس، فقرر رئيس تحرير إم آي تي تكنولوجي ريفيو تجربتها بنفسه ليتحدث عنها. يمكن للنظارة عرض المعلومات المرئية والتطبيقات مباشرة على عدساتها الشفافة، ما يجعل الأجسام تبدو كأنها موجودة في العالم الحقيقي، وتعتمد الواجهة التخاطبية على نظام التشغيل الجديد من الشركة، سناب أو إس. تضمنت التجربة التفاعل مع عدة عناصر افتراضية في إطار العالم الحقيقي، إضافة إلى التفاعل مع بوت الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. تتميز النظارة بخفة وزنها، وبتكنولوجيات عديدة مثل حجرات التبريد وأجهزة الإسقاط، ونظام تحكم يعمل بالصوت وإيماءات اليدين. تعمل الشركة على تطوير النظارة بالتعاون مع شركة أوبن أيه آي للاستفادة من قدراتها في مجال النماذج ذات الوسائط المتعددة. عموماً، قدمت النظارة أداء جيداً، وإن كان لا يخلو من بعض الأخطاء البسيطة، وقد تمثل بداية جيل جديد من النظارات التي تتيح تفاعلاً سلساً مع العالم الافتراضي دون التأثير على التفاعل الفعلي مع العالم الحقيقي ومع الآخرين.

قبل أن أتحدث عن هذه النظارات الجديدة من شركة سناب (Snap)، يجب أن أعترف لكم بشيء: لديّ تاريخ طويل وحافل من التجارب التي أضع فيها أشياء جديدة ذات مظهر مضحك على وجهي، وأعجب بها. ففي 2011، جربت النظارات الثلاثية الأبعاد المحمولة على الرأس من شركة سوني (Sony)، وقد بدا لي أنني استمتعت بها، إلى حد ما. وفي بداية عام 2013، أُعجبت بمشروع على منصة كيك ستارتر (Kickstarter) رأيته في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، ويحمل هذا المشروع اسم "أوكيولوس ريفت" (Oculus Rift). بعدها، أمضيت معظم العام مرتدياً نظارة جوجل السخيفة على وجهي، وظننت أنها تمثل المستقبل. أما نظارة هولولينز (Hololens) من مايكروسوفت، فقد أحببتها. وفيما يخص نظارة جوجل كاردبورد (Google Cardboard)، فقد بدا لي أن مظهرها طبيعي دون أي شك. أما نظارة آبل فيجن برو (Apple Vision Pro)، فقد كانت إنجازاً رائعاً وغير مسبوق.

نظارة جديدة من شركة سناب للواقع المعزز

على أي حال، أعلنت شركة سناب مؤخراً عن إطلاق إصدار جديد من نظاراتها. من الممكن أن تمثل نظارات الواقع المعزز هذه، أخيراً، التجسيد العملي للوعود التي كانت تحملها أجهزة مثل ماجيك ليب (Magic Leap) أو هولولينز أو حتى نظارة جوجل منذ سنوات عديدة. تسنت لي فرصة تجربتها منذ عدة أسابيع. إنها رائعة للغاية! (لكن أيضاً: راجع المكتوب أعلاه).

تستطيع هذه النظارات الجديدة من الجيل الخامس عرض المعلومات المرئية والتطبيقات مباشرة على عدساتها الشفافة، ما يجعل الأجسام تبدو كأنها موجودة في العالم الحقيقي. تعتمد الواجهة التخاطبية على نظام التشغيل الجديد من الشركة، سناب أو إس (Snap OS). وعلى عكس النظارات أو أجهزة الحوسبة المكانية التقليدية المخصصة للواقع الافتراضي، فإن هذه العدسات المخصصة للواقع المعزز (AR) لا تعوق رؤيتك وتعيد إنشاء العالم المحيط بك من خلال استخدام الكاميرات. ولا توجد شاشات تغطي حقلك البصري، وإنما بدلاً من ذلك، تظهر الصور كأنها تطفو مجسدة بأشكال ثلاثية الأبعاد في العالم المحيط بك، محلقة في الهواء أو مرتكزة على الطاولات أو الأرضيات.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة تجعل من النظارات العادية نظارات واقع افتراضي وواقع معزز

قال الرئيس التنفيدي للتكنولوجيا في شركة سناب، بوبي مورفي، لمجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو إن هدف الشركة "نشر أدوات الحوسبة فوق العناصر الظاهرة من العالم الحقيقي بحيث تحسن تجاربنا مع الأشخاص الحاضرين في الأماكن المحيطة بنا، بدلاً من عزلنا أو إخراجنا من نطاق هذه التجارب".

مزايا جديدة لنظارة سناب

خلال تجربتي، تمكنت من تكديس قطع الليغو التركيبية على طاولة، ورمي كرة واقع معزز إلى فتحة في الجهة الأخرى من الغرفة (محرزاً 3 نقاط على الأقل)، ورسم الأزهار والنباتات على الأسقف والجدران مستخدماً يدي، وتوجيه الأسئلة حول الأشياء التي كنت أنظر إليها، متلقياً الإجابات من بوت الدردشة الافتراضي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي من سناب. كان هناك حتى مخلوق افتراضي أرجواني صغير يشبه الكلب من شركة نيانتيك (Niantic)، يحمل اسم "بيريدوت" (Peridot)، وكان يتبعني في أرجاء الغرفة، وعندما كنت أخرج إلى الشرفة.

لكن عندما ترفع نظرك عن قطع الليغو سترى غرفة عادية، وكرة الغولف مرمية على الأرض، لا على ملعب غولف افتراضي. أما بيريدوت، فهو رابض على درابزين الشرفة الحقيقي. هذا أمر مهم للغاية، فهو يعني أنه من الممكن لك أن تحافظ على تواصلك مع الأشخاص المحيطين بك في الغرفة، بما في ذلك التواصل البصري المباشر.

لتحقيق هذا كله، وضعت شركة سناب تكنولوجيات عديدة في إطار النظارة، فهناك معالجان مدمجان في النظارة، بحيث تجري كل عمليات الحوسبة ضمن النظارة نفسها. أما حجيرات التبريد الجانبية فقد أدت عملها في تبديد الحرارة في أثناء تجربتي بصورة فعالة. وتعمل 4 كاميرات على تصوير العالم المحيط بك، إضافة إلى حركات يديك، من أجل تتبع إيماءاتهما. يجري عرض الصور عبر أنظمة إسقاط في غاية الصغر، مماثلة لتلك الموجودة في أجهزة الإسقاط المحمولة الصغيرة، حيث تقدم أداء ممتازاً في عرض هذه الصور الثلاثية الأبعاد أمام عينيك مباشرة دون الحاجة إلى الكثير من الإعدادات الأولية. ينشئ هذا النظام حقلاً بصرياً طويلاً وعميقاً –تزعم سناب أنه مماثل لمشاهدة شاشة بمقاس 100 بوصة عن مسافة 3 أمتار- ضمن جهاز صغير نسبياً وخفيف الوزن (يبلغ وزن النظارة 226 غراماً). إضافة إلى ذلك، يعمل النظام على إعتام الصورة تلقائياً عند الانتقال إلى الخارج، بحيث تعمل على نحو جيد في العالم الخارجي أيضاً، لا داخل المنزل وحسب.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى لايت 01: الجهاز الذي يُتيح التحكم بالحاسوب عن طريق الأوامر الصوتية

نظام تحكم يعتمد على الأوامر الصوتية وإيماءات اليد

يمكن التحكم في هذا كله من خلال نظام تحكم يعتمد على تركيبة من الأوامر الصوتية وإيماءات اليد، وقد تعاملت مع معظم هذه الأوامر المختلطة بسلاسة طبيعية. على سبيل المثال، يمكنك أن تختار مجموعة من الأغراض على الشاشة من خلال استخدام اثنين من الأصابع لرسم إطار يحيط بها، وسحبها إلى مكان آخر. يستطيع بوت الدردشة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي أن يجيب عن الأسئلة المطروحة باللغة الطبيعية (مثل "ما تلك السفينة التي أراها من بعيد؟" [what’s that ship I see in the distance?]). يتطلب بعض التفاعلات استخدام هاتف، إلا أن هذه النظارات تمثل جهازاً مستقلاً في معظم الأحيان.

لكن سعرها باهظ. لا تبيع سناب النظارات مباشرة إلى المستهلكين، بل تفرض الموافقة على الاشتراك مدة عام واحد على الأقل لقاء الحصول على حساب في برنامج مطوري النظارات (Spectacles Developer Program) بتكلفة 99 دولاراً شهرياً، ما يتيح لك الوصول إليها. وقد أكدت لي الشركة أنها متساهلة إلى أبعد حد من حيث معاييرها في تحديد الأشخاص الذين يستطيعون تطوير المنصة. أيضاً، أعلنت سناب عن شراكة جديدة مع أوبن آيه آي (OpenAI) للاستفادة من إمكاناتها في مجال النماذج ذات الوسائط المتعددة، التي تقول إنها ستساعد المطورين على إنشاء تجارب ذات سياق حقيقي حول الأشياء التي يراها المستخدمون أو يسمعونها (أو يقولونها).

بعد كل ما قلته، يجب أن أذكر أن النظارة قدمت أداء مثيراً للإعجاب، فقد بقيت الأجسام الثلاثية الأبعاد في الأماكن التي جرى وضعها فيها طوال الوقت، ما يعني أن المستخدم يستطيع أن يتحرك بحرية مع بقاء هذه الأجسام في أماكنها، بالإضافة إلى أن المساعد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي تمكّن من تحديد كل شيء سألته عنه بصورة صحيحة. لم تخلُ التجربة من بعض الأخطاء البرمجية البسيطة هنا وهناك، مثل انهيار قطع الليغو بعضها فوق بعض على سبيل المثال، غير أن هذا الجهاز الصغير قدم أداء مستقراً ومتسقاً معظم الوقت.

لكن هذا الجهاز ليس صغير الحجم، ولن يخطئ أحد في اعتبارها زوجاً عادياً من النظارات الطبية أو النظارات الشمسية. وقد وصف أحد زملائي هذا الجهاز بأنه أقرب إلى نظارة ضخمة لمشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد، وكان وصفه صحيحاً إلى حد ما. ليست هذه النظارة أسخف كمبيوتر وضعته على وجهي، لكنها لم تجعلني أشعر بأن مظهري جذاب أيضاً. هذه صورة لي وأنا أجربها، ولك أن تستنتج ما تشاء!