تعرف على العالم الجزائري نضال قسوم وإنجازاته في مجال الفيزياء الفلكية

3 دقائق
نضال قسوم
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

قدم نضال قسوم مساهمات علمية عديدة في مجال الفيزياء والعلم والدين، وساهم بتطوير مجتمع الفيزياء الفلكية في العالم العربي.

نشأته ودراسته الأكاديمية

ولد عام 1960 لأسرة جزائرية، ودرس مرحلة الثانوية بالجزائر العاصمة، ثم التحق بـ "جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا" بالجزائر، ليحصل منها على درجة البكالوريوس في الفيزياء النظرية عام 1982، ثم غادر البلاد متجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراساته العليا، وحصل هناك على الماجستير عام 1986 والدكتوراه في الفيزياء الفلكية عام 1988 من "جامعة كاليفورنيا في سان دييغو"، عن أطروحته التي تضمنت إعادة حساب معدل التفاعلات الأساسية الكامنة وراء معدل إنتاج الطاقة في قلب الشمس، ومعدل إنتاج النترونات ومعدلات إنتاج أشعة غاما (أشعة كهرومغناطيسية تحدث نتيجة التفاعلات النووية في الفضاء) في بيئات فضائية مختلفة، مثل الأقراص المحيطة بالثقوب السوداء والنجوم النيترونية. 

مسيرته المهنية

تابع نضال دراسته لما بعد الدكتوراه برتبة باحث لدى "مركز غودارد لرحلات الفضاء" التابع لوكالة "ناسا" بين عامي 1988 و1990، وشارك في عدة أبحاث حول إفناء البوزيترون (جسيم مضاد يُنتج بواسطة عمليات نووية)، وهو موضوع قدم فيه بعضاً من أفضل مساهماته. 

عاد فيما بعد للجزائر، وخلال فترة وجوده هناك عمل أستاذاً مساعداً ومن ثم أستاذاً مشاركاً في "جامعة البليدة" بالجزائر بين 1990 و1994، إلا أن ظروفاً اجتماعية وإدارية مختلفة منعته من الاستمرار في التعاون مع زملائه بالولايات المتحدة، لكن عند انتقاله إلى الكويت ليعمل أستاذاً بكلية الدراسات التكنولوجية بين عامي 1994 و2000، استأنف تعاونه البحثي مع "ناسا"، وأصبح عالماً زائراً في "معهد الدراسات الفلكية" و"مركز دراسات الإشعاعات الكونية" بفرنسا، حيث أمضى فيها 8 أشهر وشارك في إنتاج حوالي عشرين بحثاً.

عام 2000، انضم قسوم إلى قسم الفيزياء بكلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، ليعمل أستاذاً مساعداً للفيزياء بين 2000 و2002، ورئيساً للقسم بين 2001 و2004، وأستاذاً مشاركاً بين 2002 و2008، ليصبح بعدها أستاذاً متفرغاً وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حتى الوقت الحالي (2021)، كما تولى رئاسة القسم بين 2011 و2013، وشغل منصب عميد مشارك لكلية الآداب والعلوم بين 2012 و2014.

اقرأ أيضاً: مستقبل الإلكترونيات: اكتشاف إلكترونات عديمة الكتلة في المواد متغيرة الطور

اهتمامه البحثي

تتركز اهتمامات قسوم البحثية بالفيزياء الفلكية وأشعة غاما، وتفاعلات البوزيترون والإلكترون، وخطوط أشعة غاما النووية، وانفجارات أشعة جاما، إضافة لاهتمامه برؤية الهلال والتقويم الإسلامي، فهو لطالما اهتم بالأسئلة المتعلقة بالتفاعل بين العلم والدين بشكل عام، والعلم والإسلام بشكل خاص، لذا عمل في بحثه على تقسيم هذه القضايا إلى ثلاثة مجالات فرعية، أولها العلاقة التاريخية بين العلم والإسلام، بما في ذلك المدى الذي ساعد فيه العلماء المسلمون على دخول عصر النهضة الأوروبية، وثانيها المشكلات العملية في الحياة الإسلامية حيث يلعب العلم فيها دوراً مهماً، مثل تحديد بداية الأشهر والمناسبات المقدسة وتحديد أوقات الصلاة والصيام في الأماكن المرتفعة، وثالثها الأسئلة المفاهيمية التي يثيرها العلم الحديث تجاه النظرة الإسلامية للعالم.

إنتاج علمي غزير

قدم مساهمات علمية عديدة في مجال اهتمامه، وألف أكثر من 100 ورقة بحثية علمية، ونشر مجموعة من الكتب حظيت باهتمام خاص من قبل المتخصصين أو الجمهور العام، منها كتاب "إثبات الشهور الهلالية ومشكلة التوقيت الإسلامي" عام 1997، وكتاب "قصة الكون" الذي صدر عام 2004، وكتاب "أسئلة الإسلام والعلم المزعجة: الكون، التطور، الإعجاز" الصادر عام 2017، والذي يتناول النظريات والحقائق التي أتى بها العلم الحديث والتي تمثل إشكالات بالنسبة لكثير من المسلمين، خاصة فيما يتعلق بمفهوم الخلق (للكون، للأرض، للحياة، وللإنسان)، ويناقش مسألة الصُنع في الطبيعة ومكانة الإنسان في الكون، ويناقش من جهة أخرى طروحات شعبية مثل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم  والسنة النبوية الشريفة، ويبيّن في الأخير جوانب الخطأ المختلفة فيها. ويعرض تصوراً ومقترحاً بنّاءً لكيفية التوفيق بين الإسلام والعلم الحديث، وكل ذلك بأسلوب مبسّط وتربوي ليصل الى أوسع شريحة من القراء، خاصة الطلبة والشباب.

اقرأ أيضاً: هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يتنبأ بالأولويات العلمية لعشر سنوات مقبلة؟

مكانته العلمية 

قسوم عضو في العديد من المنظمات والجمعيات العلمية مثل "الاتحاد العالمي لعلم الفلك"، و"الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء"، و"الجمعية العالمية للعلم والدين"، وشارك في العديد من المؤتمرات بجميع أنحاء العالم، ونشر أبحاثه في مجموعة من كبرى المجلات العلمية الدولية، ودُعي لإلقاء المحاضرات من قبل عدة جامعات عالمية المستوى منها جامعة كامبريدج، وأكسفورد، وكورنيل، وويسكنسون، وغيرها من كبرى الجامعات عبر العالم.

صُنف ضمن قائمة أفضل قادة الفكر العربي لعام 2018 من قبل "معهد جوتليب دوتويلر" السويسري، واختير واحداً من أعضاء لجنة حكام جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعامي 2019 و2020، وواحداً من أفضل 100 شخصية مؤثرة في استكشاف الفضاء لعام 2021، وفقاً للناشر الرقمي الدولي "ريش توبيا" (RichTopia).

يحظى بحضور رقمي بارز على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعه 120 ألف متابع على تويتر، وأكثر من 100 ألف على فيسبوك، وأكثر من 400 ألف مشترك في قناته على اليوتيوب، حيث يقدم برنامجه "تأمّل معي" ويطرح فيه عدة مواضيع علمية.

المحتوى محمي