ما تفاصيل عملية الإطلاق؟
تم إطلاق صاروخ سبيس إكس فالكون 9 الذي يحمل مركبة كرو دراجون في تمام الساعة 3:22 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة من مركز كينيدي الفضائي. وقد نجح فالكون 9 في إيصال المركبة ووضعها في المدار قبل العودة إلى الأرض والهبوط على منصة سبيس إكس المسيرة في المحيط الأطلسي. تحمل مركبة كرو دراجون على متنها رائدي الفضاء من ناسا روبرت بينكين ودوجلاس هيرلي، اللذين سيصلان إلى محطة الفضاء الدولية عند حوالي الساعة 10:29 من صباح يوم الأحد وفق توقيت شرق الولايات المتحدة.
For the first time in 9 years, we have now launched American astronauts on American rockets from American soil. I'm so proud of the @NASA and @SpaceX team for making this moment possible. #LaunchAmerica https://t.co/XiqPAj6Saa
— Jim Bridenstine (@JimBridenstine) May 30, 2020
وكان من المقرر أصلاً أن يتم إطلاق البعثة، المسماة ديمو-2، يوم الأربعاء قبل أن يُجبر الطقس السيئ المسؤولين على تأجيل عملية الإطلاق. ولحسن الحظ يوم السبت، كانت السماء أكثر وضوحاً والرياح أكثر سلاسة.
استغناء الولايات المتحدة عن خدمات روسيا
تعتبر بعثة ديمو-2 أول اختبار طيران مأهول لمركبة كرو دراجون، ومن شأن نجاح إطلاقها والتحامها بمحطة الفضاء الدولية أن يؤكد قدرة المركبة على القيام ببعثات منتظمة ومأهولة برواد فضاء ناسا في المستقبل.
ومنذ إغلاق برنامج مكوك الفضاء في عام 2011، دفعت وكالة ناسا مليارات الدولارات إلى روسيا مقابل نقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية. وبالتالي فإن نجاح كرو دراجون في مهمتها سيعني أن ناسا لديها الآن مركبة أميركية يمكنها استخدامها، ولم تعد في حاجة للاعتماد على روسيا لتلبية متطلبات رحلات الفضاء المأهولة.
Proud to yield the title of "The last commander of an American launched spacecraft" to @Astro_Doug who, with @AstroBehnken, has returned US to space from KSC after 3,252 days. Well done @Commercial_Crew and @SpaceX!
— Christopher Ferguson (@Astro_Ferg) May 30, 2020
خطوة كبيرة نحو صناعة الفضاء التجارية
تمثل ديمو-2 البعثة الأولى لسبيس إكس -في تاريخها الذي يعود إلى 18 سنة- التي تتمكن فيها من إرسال البشر إلى الفضاء. اعتمدت الشركة بشكل كبير على الهندسة المعمارية القابلة لإعادة الاستخدام كوسيلة لخفض تكلفة البعثات. كما أن الاعتماد على صاروخ ومركبة قابلين لإعادة الاستخدام في بعثة مأهولة سيفتح المزيد من الفرص لإرسال رواد فضاء ومواطنين عاديين إلى الفضاء مقابل أموال أقل.
وتمثل البعثة المرة الأولى أيضاً التي تتمكن فيها شركة خاصة من إطلاق رحلة مأهولة إلى المدار الأرضي الأدنى. وفي الماضي، قال مدير ناسا جيم برايدنستاين مراراً وتكراراً إن الوكالة ترغب في أن يصبح المدار الأرضي الأدنى متاحاً لرحلات الفضاء التجارية، وأن تسليم هذه العمليات إلى القطاع الخاص هو جزء أساسي من تلك الخطط. حيث يمكن للعملاء المهتمين مثل وكالة ناسا أن يلجؤوا الآن إلى سبيس إكس كخيار لإرسال الرحلات إلى المدار، وقد قال برايدنستاين للصحفيين بعد الإطلاق إن بعثة ديمو-2 تثبت "نجاح هذا النموذج في العمل".
أما سبيس إكس، فهي تتطلع إلى ما هو أبعد من الوصول إلى المدار الأرضي؛ حيث قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لسبيس إكس: "نأمل أن تكون هذه البعثة الخطوة الأولى في رحلتنا نحو وصول البشر إلى المريخ"، في إشارة إلى مركبة ستارشيب التي تعمل عليها الشركة. وأضاف ماسك: "تتزايد واقعية هذا الهدف بوتيرة متسارعة بعد نجاحنا اليوم".
ما الخطوة التالية؟
يمكن أن تدوم إقامة بينكين و هيرلي في محطة الفضاء الدولية بين 30 و119 يوماً، وستقرر ناسا مدة بقائهم بدقة في وقت لاحق. وفي نهاية مهمتهم، سيستقلان مركبة كرو دراجون عائدين إلى الأرض. وفي هذه الأثناء، ستباشر سبيس إكس العمل على بعثة جديدة بعد ديمو-2، وهي بعثة كرو-1 التي ستكون أول رحلة تشغيلية رسمية لمركبة كرو دراجون. وتتضمن البعثة الجديدة -التي من المتوقع أن تتم في أواخر أغسطس- نقل ثلاثة رواد فضاء من ناسا ورائد فضاء ياباني إلى محطة الفضاء الدولية.