قامت ناسا بتفعيل الساعة الذرية للفضاء العميق التي تدور حالياً حول الأرض. ويمكن أن تكون هذه الأداة الجديدة هامة للغاية لمساعدة رواد الفضاء في الوصول إلى المريخ وما بعده في المستقبل.
ما هذه الساعة؟
الساعات الذرية هامة للغاية من أجل قياس الوقت المطلوب لانتشار الإشارة الراديوية بين نقطتين بدقة، مما يساعدنا على قياس المسافة بينهما. وفي السفر الفضائي، فإن ضياع جزء من الثانية قد يعني الفرق بين الوصول إلى وجهتك والابتعاد عنها آلاف الكيلومترات.
غير أن معظم الساعات الذرية غير قادرة على تحمل مصاعب السفر الفضائي، فهي ضخمة للغاية بحيث لا يمكن إرسالها إلى الفضاء (أقرب إلى حجم البراد)، كما أن التقلبات في درجة الحرارة وغيرها من ظروف البيئة المحيطة يمكن أن تؤثر إلى حد بعيد على سلوك الذرات حيادية الشحنة التي تعتمد عليها الساعة.
وقد أطلقت ناسا الساعة الذرية للفضاء العميق إلى مدار الأرض في يونيو على متن البعثة الثالثة لفالكون هيفي لشركة سبيس إكس، وهي أكثر استقراراً حتى من أدق ساعات الملاحة المستخدمة حالياً بخمسين مرة. ووفقاً لمواصفاتها، فهي لا تخطئ بأكثر من ثانية واحدة كل عشر ملايين سنة. إضافة إلى ذلك، فإن إطلاقها إلى الفضاء سهل للغاية؛ حيث إن وزنها أقل من 18 كيلوجراماً بقليل، كما أن طولها حوالي 30 سنتمتراً.
ما أهميتها؟
إذا نجحت الاختبارات التي ستستغرق سنة كاملة، سيصبح لدى ناسا وغيرها من المؤسسات الفضائية معيارٌ جديد لتوجيه المركبات الفضائية نحو العوالم البعيدة. ولا يقتصر هذا على إيصال رواد الفضاء إلى المريخ بشكل أكثر أماناً ووثوقية، بل سيمتد أثره إلى البعثات المستقبلية لاستكشاف العوالم ضمن نظامنا الشمسي وخارجه.