في بعض الأحيان، من الضروري أن تفترض أن كلَّ ما تفعله في أثناء استخدامك الإنترنت مراقب من قِبل شخص أو كيان ما، وهي عادة صحية تُتيح لك أن تكون يقظاً دائماً وأن تطبق إجراءات الخصوصية للحفاظ على خصوصية بياناتك ومعلوماتك بعيداً عن الأعين. ومع ذلك نجد أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول مَن يمكنه رؤية سجل التصفح وسجل البحث الخاصين بك وما تفعله، والبيانات التي يمكن رؤيتها بالضبط.
ما هو الفرق بين سجل البحث وسجل التصفح؟
على الرغم من أن سجل البحث وسجل التصفح يُستخدمان في بعض الأحيان بالتبادل، فإن هناك اختلافات جوهرية بينهما هي:
- سجل البحث (Search History): يشير إلى سجل عمليات البحث التي تجريها باستخدام محرك البحث مثل جوجل أو بينغ.
- سجل التصفح (Browsing History): ويُطلق عليه أيضاً سجل الويب (Web History)، وهو يشير إلى مواقع الويب التي زرتها عبر متصفح الإنترنت مثل جوجل كروم أو سفاري أو مايكروسوفت إيدج.
اقرأ أيضاً: إن كنّا نستخدمها مجاناً غالباً: كيف تجني متصفحات الإنترنت المال إذاً؟
مَن يمكنه رؤية سجل البحث وسجل التصفح الخاص بك؟
على الرغم من أن سجلات البحث والتصفح ينبغي أن تكون خاصة، فإنه يمكن للعديد من الأطراف رؤية ما تبحث عنه وتتصفحه على الإنترنت حتى مع ضبط إعدادات الخصوصية، وبالتحديد ستة أطراف رئيسية:
1- مزودو خدمة الإنترنت
يمكن للشركة التي توفّر خدمة الإنترنت لك رؤية معلومات حول نشاطك عبر الإنترنت، حتى في حالة استخدام وضع التصفح المتخفي، ويشمل ذلك:
- المواقع التي تزورها عند استخدام محرك بحث.
- الصفحات المحددة على المواقع التي زرتها.
- المواقع التي زرتها ولكنك حذفتها من سجل المتصفح.
- سجل النشاط واستخدام البيانات عبر التطبيقات.
غالباً ما تُجمع هذه البيانات بغرض مشاركتها مع مواقع الويب التي تستخدمها لعرض إعلانات مستهدفة استناداً إلى عاداتك، أو للتأكد من أنك لا تنتهك شروط الخدمة أو اللوائح أو القوانين الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، قد تتمكن جهات إنفاذ القانون من إجبارها على تقديم سجل نشاطك عبر استخدام تقنية الفحص العميق للحزم (Deep Packet Inspection، اختصاراً دي بي أي DPI)، ويشمل ذلك الرسائل التي أرسلتها والملفات التي حمّلتها، واستعلامات البحث عندما تحتاج إلى عرض تفصيلي لبياناتك ومعلوماتك.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز خصوصيتك على جوجل كروم؟
2- محركات البحث
يمكن لمحرك البحث الذي تستخدمه رؤية كمية كبيرة من المعلومات حول نشاطك عبر الإنترنت، خاصة محركات البحث التابعة للشركات الكبرى مثل جوجل أو مايكروسوفت، بغرض إظهار الإعلانات المستهدفة وتخصيص توصيات البحث، أو تحسين نتائجها واختبار الميزات الجديدة. وعلى الرغم من وجود بعض محركات البحث التي تركّز على حماية الخصوصية، فإنها في بعض الأحيان تجمع البيانات المجهولة المصدر بالحد الأدنى لتحليل اتجاهات البحث العامة وتحسين خوارزميتها.
3- متصفحات الإنترنت
يمكن للمتصفحات الشائعة رؤية ما تبحث عنه أو تتصفحه عبر الإنترنت، ما يُتيح لها تعقب نشاطك وبصمتك الرقمية الفريدة، حيث تفعل ذلك للعديد من الأسباب منها:
- تحسين تجربة المستخدم: من خلال تذكر المواقع التي زرتها سابقاً واقتراح المواقع ذات الصلة بسرعة عند بدء كتابة عنوان URL، ما يجعل التنقل أسرع وأسهل.
- تحليل البيانات وتحسينها: من خلال فهم سلوك المستخدم وأنماطه، ما يسمح لها بتحسين خدماتها وخوارزمياتها وميزاتها.
ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن استخدام هذه البيانات لا يقتصر فقط على الشركة التي تطوّر المتصفح، بل يمكن مشاركتها أو بيعها لجهات خارجية لاستهدافك بالإعلانات بناءً على اهتماماتك.
علاوة على ذلك، إذا كنت تستخدم متصفحاً ومحرك بحث تابعين للشركة نفسها، مثل محرك البحث جوجل ومتصفح جوجل أو متصفح مايكروسوفت إيدج ومحرك البحث بينغ، ستكون أكثر استهدافاً بالإعلانات أو التوصيات بسبب ممارسات جمع البيانات المكثّفة التي تتبعها الشركتان، خاصة جوجل، التي تدمج البيانات التي تجمعها عبر خدماتها المختلفة.
اقرأ أيضاً: لماذا يصعب على شركات التكنولوجيا الاستغناء عن ملفات تعريف الارتباط حالياً؟
4- مسؤولو الشبكة
يمكن للشخص أو المؤسسة التي تمتلك شبكة الواي فاي أو تديرها رؤية ما تبحث عنه أو تتصفحه عند استخدام تلك الشبكة، حيث يمكن رؤية سجل التصفح والبحث إذا كانت لديهم إمكانية الوصول إلى أدوات مراقبة الشبكة وكان تصفحك غير مشفر، ويشمل ما يمكن الوصول إليه: البيانات التي يمكن جمعها من عناوين مواقع الويب التي تزورها، والبيانات التي تحمّلها، وأي معلومات غير مشفرة تُنقل عبر الشبكة.
5- مواقع الويب والتطبيقات
من خلال الموافقة على ملفات تعريف الارتباط، يمكن لمواقع الويب والتطبيقات التي تستخدمها يومياً رؤية ما تبحث عنه أو تتصفحه عبر الإنترنت، لعرض إعلانات مخصصة بناءً على اهتماماتك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطبيقات مراقبة سجل البحث والتصفح، خاصة إذا كنت توافق على الأذونات مثل تمكين الوصول إلى الموقع والسماح بالوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون والوصول إلى سجل التصفح.
بهذه الطريقة يمكن للتطبيقات جمع بيانات ومعلومات أكثر مما تحتاج إليه، ما يسمح لها بعرض المحتوى والإعلانات بناءً على سجلك. على سبيل المثال، تعرض تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام الإعلانات المستهدفة في أثناء التمرير عبر خلاصتك بناءً على الأشياء التي ربما تكون قد بحثت عنها مؤخراً أو تصفحتها عبر الإنترنت.
اقرأ أيضاً: ما الذي عليك معرفته عن الخصوصية بعد تخلص جوجل من ملفات تعريف الارتباط؟
6- مجرمو الإنترنت
قد يكون اختراق أي جانب من جوانب حياتك على الإنترنت أمراً خطيراً، ولكن وجود سجل البحث أو التصفح في أيدي مجرمي الإنترنت قد تكون له عواقب سيئة، حيث يمكنهم الكشف عن موقعك الجغرافي، بالإضافة إلى إمكانية وصولهم إلى حساباتك عبر الإنترنت، ما يسمح لهم بتنفيذ هجمات انتحال هوية.
ما الذي عليك فعله لإيقاف مشاهدة سجل التصفح والبحث الخاصين بك؟
إذا كنت منزعجاً من مقدار المعلومات التي تشاركها مع كيانات الجهات الخارجية في أثناء الاتصال بالإنترنت، يمكنك اتخاذ العديد من الخطوات لحفظ خصوصيتك، ويشمل ذلك:
- استخدام وضع التصفح الخاص والذي يعني أن متصفحك لن يحفظ سجل التصفح أو ملفات تعريف الارتباط وبيانات الموقع الأخرى محلياً على جهازك، ما يُبقي نشاطك عبر الإنترنت مخفياً بشكلٍ فعّال عن أي شخص آخر قد يصل إلى الجهاز مثل مجرمي الإنترنت. ومع ذلك، فإنه لا يمنع مواقع الويب أو مزود خدمة الإنترنت من تتبع نشاطك.
- استخدام شبكة خاصة افتراضية لتشفير حركة مرور البيانات، خاصة عند استخدام شبكات الواي فاي العامة، ما يجعل من الصعب على مزود خدمة الإنترنت أو من يدير الشبكة رؤية مواقع الويب التي تزورها.
- حظر ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية، مع ترك الملفات الضرورية فقط للحد من تتبع موقع الويب بناءً على عادات التصفح.
- استخدام محركات البحث التي تركّز على خصوصية المستخدم وتجمع بيانات أقل.
- الانتقائية بشأن منح أذونات التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى نشاطك على الإنترنت ومراجعتها بانتظام.
- الحرص بشأن ما تبحث عنه من خلال استخدام وضع التصفح الخاص، أو إجراء عمليات البحث دون تسجيل الدخول إلى حسابك، لتجنب استهدافك بالإعلانات المخصصة.
- تجنب تثبيت ملحقات المتصفح غير الموثوقة وتحديثها بانتظام.
- إيقاف تشغيل خدمات الموقع على متصفحك لمنع مواقع الويب من معرفة موقعك الفعلي.
- مراجعة إعدادات خصوصية المتصفح وتخصيصها للتحكم في جمع البيانات.
- حذف سجل التصفح بشكلٍ منتظم لإزالة آثار نشاطك عبر الإنترنت.