في أثناء حضوري إحدى الفعاليات العلمية في جامعة الشارقة مؤخراً، لفتت نظري مداخلة لأستاذة جامعية قالت فيها إن قيمتنا كمدرسين في عصر الذكاء الاصطناعي تتوقف على القيمة المضافة التي نقدّمها في الصف الدراسي والتي تمثّل علامة فارقة يُضفيها العنصر البشري.
اعترافٌ ضمني بأن الذكاء الاصطناعي قد يشكّل بديلاً محتملاً للمدرسين ما لم يلقوا بالاً لـ "القيمة المضافة"، ويسري الأمر نفسه على مختلف المهن التي يهددها الذكاء الاصطناعي. فعلياً، هناك الكثير من المهن التي خفّضت الأتمتة والذكاء الاصطناعي عدد العاملين فيها، كالتوضيب في المستودعات. المُسلَّم به حالياً أن الذكاء الاصطناعي سيطول المهن جميعها، وليس بالضرورة أن يستبدلها، بل يمكنها أن تحقق أفضل الاستفادة منه. ولكن لا تزال هناك مهن أجورها قد تكون مرتفعة، ستصمد أمام الذكاء الاصطناعي. فإذا كنت تتساءل عن المهارات التي يجب أن تتعلمها لتصبح عصياً على الاستبدال في عصر الذكاء الاصطناعي، فأنت في المكان الصحيح.
مهن ستبقى مطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي
ستحظى بعض المهن بمناعة ضد استبدالها بالذكاء الاصطناعي، ويعود السبب بشكلٍ أساسي إلى ضرورة تحلي العاملين فيها بالتعاطف والعمق البشري، والإبداع البشري ومستوى من التفاعل البشري لا يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي تأمينه.
الخدمات الاجتماعية
يتطلب العمل الاجتماعي الفهم والتعاطف للتواصل مع الأشخاص على المستوى العاطفي، لكن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى القدرة على الشعور والاستجابة بتعاطف حقيقي. إذ يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة البيانات واتباع الخوارزميات، لكنه غير قادر على التنقل بين التعقيدات الأخلاقية التي يحتاج العديد من العاملين الاجتماعيين إلى التعامل معها. لا تقل رواتب العاملين الاجتماعيين في مختلف المجالات (من الصحة النفسية إلى علاج مشكلات التعاطي وغيرها) عن 44,800 دولار سنوياً، وهي أعلى من متوسط الدخل السنوي للفرد في الولايات المتحدة بقليل، لكنه يبقى أجراً مقبولاً.
مثلاً، إذا كان العامل الاجتماعي أمام حالة انفصال والدين وكان يشرف على الصحة النفسية لأحد الأطراف، عليه أن يلتزم السرية تجاه الموضوع، بالإضافة إلى التعاطف مع أطراف القصة ومعرفة اللحظة التي يتوجب عليه فيها الإبلاغ عن أي خلل. لا تمتلك نماذج الذكاء الاصطناعي هذا المستوى من المعالجة متعددة المستويات.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي وشبح تهديد الوظائف: كيف تتأقلم الحكومات؟
الفنون المسرحية والسينما
في حين أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العروض أو المساعدة على إنشاء تجارب فنية جديدة، فإن إمكانية استبداله بالعناصر الأساسية للفنون المسرحية غير واقعية. وفقاً لإحصائية من مايو/أيار 2022، حصل الممثلون في صناعة السينما الأميركية على أجر وسطي قدره 16.70 دولاراً في الساعة، بينما حصل الكُتّاب والمؤلفون على أكثر من ثلاثة أضعاف ذلك، بمتوسط أجر قدره 62.38 دولاراً في الساعة. وعموماً، هذه الصناعة معروف أنها تُدِّر الكثير لأصحابها والعاملين فيها.
قد يزعم البعض بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التزييف العميق والنمذجة ثلاثية الأبعاد، يمكن أن تغيّر صناعة السينما. ولكن على الرغم من التقدم في هذه التقنيات -مثل الشباب الدائم للممثلين أو إظهار ممثلين لم يعودوا على قيد الحياة- يظل الممثلون والكُتّاب والمخرجون ضروريين لكتابة السيناريوهات والتمثيل والإخراج. تضمن خبرتهم التعبير العاطفي والحركة الأصيلة.
الرعاية الصحية
يعمل الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية، كما يتضح من تقدمات في مجالات مثل تشخيص السرطان والأمراض المختلفة، ما يُتيح الوقت للتدخل الوقائي. لكن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع أن يحل محل الحكم الدقيق والدعم العاطفي الذي يقدّمه الأطباء والعاملون في مجال الرعاية الصحية. فقد وجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، أن 60% من المشاركين سوف يشعرون بعدم الارتياح إذا اعتمد مقدم الرعاية الصحية على الذكاء الاصطناعي في رعايتهم الطبية. ومن غير الواقعي أن نتوقع من المرضى أن يثقوا في الروبوت أو الخوارزمية في اتخاذ قرارات صحية قد تؤثّر في صحتهم، مثل اتخاذ قرار تناول مسكن للألم أو بدء خطة علاج لمرض ما.
حتى في المهام التي تتفوق فيها الآلات، مثل أخذ عينات الدم، فإن الأطباء البشر ضروريون لتقديم تشخيصات حاسمة، وتوجيه العلاج وتقديم الدعم العاطفي. ولا تستطيع الخوارزميات ببساطة أن تحل محل هذه اللمسة الإنسانية. يختلف الدخل الشهري للعاملين في مجال الصحة باختلاف أدوارهم، لكنه يبلغ وسطياً 75 ألف دولار سنوياً في الولايات المتحدة.
الأدوار القيادية في المؤسسات
تتطلب الأدوار القيادية صُنع قرار ومهارات اتصال معقدة لا يمكن اختزالها في كود بسيط أو خوارزمية.
وفقاً لبحث أجرته بوتنشال بروجيكت Potential Project، يشكك معظم الناس في قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم السلوك البشري في العمل مثلما يفعل القادة البشر، حيث تفتقر 57% من النماذج إلى الثقة وتعاني 22% من حياديتها. ومن بين أكثر من 600 موظف شملهم الاستطلاع، كان 45% منفتحين على ردود الفعل الإيجابية للأداء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يشير هذا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل القيادة البشرية.
كما سلّط التقرير نفسه الضوء على أن الموظفين يفضّلون باستمرار مديراً بشرياً على الذكاء الاصطناعي. وفيما يخصُّ الأجور، فقد يصل راتب الرئيس التنفيذي في الولايات المتحدة إلى مليون و360 ألف دولار سنوياً، وفي حالات أخرى أكثر من ذلك.
في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع المهام الروتينية، ما يمنح القادة المزيد من الوقت للخطط الاستراتيجية والمشاركة الشخصية، إلّا أنه لا يمكنه استبدالهم. فالرؤى التي يتحلى القادة بها والتفكير الاستراتيجي ومهارات تحفيز الفريق والأصالة، هي خصائص لا تستطيع حتى نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة جيداً تقديمها.
اقرأ أيضاً: ما هي الدروس التاريخية التي يُذكّرنا بها شبح استحواذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟
السياسيون
على الرغم من أن السياسي هو شخص يصل إلى مفترق طريقين فيمشي فيهما ما يضفي صفة التلاعب على هذا المجال، وهو أمر قد يشبه هلوسات الذكاء الاصطناعي في النماذج التي تسعى إلى نيل رضا المستخدمين، فإن السياسة تتضمن عادةً اتخاذ قرارات معقدة والتفاوض ومهارات القيادة المتعاطفة التي تتجاوز تحليل البيانات والأتمتة. يصنّف موقع Will Robots Take My Job، الذي يُقيّم ضعف أي وظيفة أمام الأتمتة والروبوتات، وظيفة السياسي على أنها منخفضة المخاطر بنسبة 25%. في الولايات المتحدة، يتجاوز دخل معظم السياسيين السنوي متوسط الأجور والرواتب في البلاد بمقدار 97%.
ومع ذلك، ظهرت قصص المرشحين السياسيين الذين يحاولون تقاسم المهام مع بوتات الدردشة الذكية. على سبيل المثال، حاول فيكتور ميلر، وكان مرشحاً لمنصب عمدة في شايان بولاية وايومنغ، استخدام بوت الدردشة المخصص له والمسمى Virtual Integrated Citizen، الذي أطلق عليه اسم Vic في أثناء عرض حملته في المكتبة المحلية، ادّعى ميلر أن فيك سيستخدم بوت الدردشة لاتخاذ القرارات السياسية والمساعدة على حكم المدينة.
أغلقت أوبن أيه آي لاحقاً حساب ميلر، لأن استخدام تشات جي بي تي للحملات السياسية أو الضغط ينتهك سياساتها، حيث تشرح أوبن أيه آي على موقعها على الإنترنت أنها تقيّد الأنشطة المتعلقة بالحملات السياسية أو الضغط، بما في ذلك إنشاء مواد الحملات المصممة خصيصاً أو الموجّهة إلى فئات سكانية محددة. فعلى الرغم من أن بوتات الدردشة قد تقدّم مساعدة كبيرة في العمليات الإدارية، فإنها في اتخاذ القرارات قد تؤدي إلى غياب العدالة والمساواة بسبب مشكلات التحيز والهلوسة.
المهن اليدوية
مثل السباكين والكهربائيين والحرفيين، تشكّل تحدياً للذكاء الاصطناعي لاستبدالها لأنها تتطلب مهارة يدوية، والقدرة على التكيُّف مع المواقف غير المتوقعة ومهارات حل المشكلات. على سبيل المثال، يتنقل السباكون في أنظمة السباكة المعقدة، وغالباً ما يزحفون داخل الأماكن الضيقة ويتخذون قرارات في الوقت الفعلي بناءً على المتطلبات المحددة لكل حالة. لا يمكن للذكاء الاصطناعي ببساطة أن يضاهي هذا المستوى من المرونة البدنية والتفكير النقدي. وتتراوح أجورهم في الولايات المتحدة بين 80 - 117 ألف دولار سنوياً.
علاوة على ذلك، تتضمن العديد من المهن تفاعلاً بشرياً كبيراً وذكاءً عاطفياً ومهارات شخصية. على سبيل المثال، يجب ألّا يصلَح الكهربائي مشكلات الأسلاك فحسب، بل يجب عليه أيضاً طمأنة أصحاب المنازل بشأن مخاوف السلامة، الأمر الذي ينطوي على مستوى من التعاطف والفهم لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقديمه. لكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزّز هذه المهن من خلال توفير الصيانة التنبؤية. في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من بيانات درجة الحرارة والضغط والمستشعرات المختلفة للكشف عن المشكلات المحتملة قبل حدوثها.
اقرأ أيضاً: ما هي الوظائف الجديدة التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي؟
المعلمون
وفقاً لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل التعلم، من المتوقع أن يكمل الذكاء الاصطناعي التدريس بدلاً من استبدال المعلمين. ويرجع هذا بشكلٍ أساسي إلى أن دور المعلمين يمتدُّ إلى ما هو أبعد من توصيل المعلومات. فهم موجّهون ومثل أعلى للعديد من الطلاب. وفي حين يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التعليم بشكلٍ كبير من خلال التعلم الشخصي والتدريب والتصنيف الآلي، فإن التدريس الفعّال يتجاوز ذلك لأنه ينطوي على بناء علاقات مع الطلاب خلال سنوات تكوينهم، والمساعدة على تحسين قدراتهم المعرفية، وفهم احتياجاتهم الفريدة، وتقديم الإرشاد والتوجيه. هذه هي السمات البشرية التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي ببساطة التنافس معها. لا يقل دخل المدرسين في الولايات المتحدة عن 70 ألف دولار سنوياً.
اقرأ أيضاً: كيف تشجّع شركات التكنولوجيا المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي؟
الأدوار الروحية
الترابط الإنساني والشعور بالآخرين عنصر أساسي من عناصر الديانات العالمية الرئيسية. لذا، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي مرشداً دينياً أو روحياً، سيقوّض هذه القيم من أساسها، كما لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينصح الناس على الصعيد الروحي أو يوفّر الراحة في لحظات المرض والموت، وهي خدمات شخصية قائمة على الإيمان. قد لا يكون أجر هذه المهنة مرتفعاً، لكنها بالتأكيد ستصمد أمام الذكاء الاصطناعي، كما لا تعكس الأرقام أهمية هذا الدور، إذا تُقدّر قيمته بانعكاسه في المجتمع.
المهن التي تندرج تحت مسمى المهن التكنولوجية والتي سيزداد الطلب عليها في عصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي تتدرج من علماء البيانات ومهندسي الأنظمة وحتى العمل في مختلف القطاعات التكنولوجية التي تتطلب مهارات نوعية، كالعاملين في قطاعات التكنولوجيا الزراعية، أو في قطاع النفط والغاز، وأجور العاملين في قطاع التكنولوجيا تكون مرتفعة غالباً.
مهن ستختفي بسبب الذكاء الاصطناعي
مع حلول عصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي، أصبح اختفاء هذه المهن شبه مؤكد:
1- موظف خدمات البريد
سيُستبدل موظف خدمات البريد بأنظمة فرز البريد المؤتمتة، وقد تستمر في رؤية ساعي البريد يوصل الرسائل إلى باب منزلك، إلى أن تتسلم طائرات الدرونز المهمة. لكن غالباً فرز البريد سيتم عبر عمليات الأتمتة.
2- مدخلو البيانات
قد يواجهون مصير موظفي خدمات البريد، حيث ستؤتمت أدوات الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات عملية جمع البيانات وإدخالها وتحليلها.
3- أمناء صناديق البنوك
يجري حالياً استبدالهم تدريجياً بإجراء عمليات البنوك عبر الإنترنت، أو عبر تطبيقات الهاتف المحمول التي تسمح للناس بإجراء عمليات سحب الأموال أو نقلها دون الحاجة إلى الدخول إلى البنك. وحتى إذا دخلت إلى البنك، ستشاهد الكثير من ماكينات الصراف الآلي التي يُديرها مدير صندوق واحد في معظم الأوقات، أي أن كل عمليات التحويل والصرف، تجري بإدارة شخص واحد فقط يمكنه التعامل مع المشكلات كلّها الناجمة عن ذلك أيضاً.
4- المحاسبون وموظفو التذاكر
غالبا سيُستبدل المحاسبون وموظفو التذاكر بأنظمة الدفع الذاتي وآلات قطع التذاكر المؤتمتة.
5- المساعدون الإداريون والسكرتارية
ستحل محلهم الجداول المبرمجة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، وبرامج الإنتاجية.
اقرأ أيضاً: يان لوكون مسؤول الذكاء الاصطناعي في ميتا: الذكاء الاصطناعي لن يدمر الوظائف
تغيرات ستشهدها سوق العمل في السنوات الخمس القادمة وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي
وفقاً للتقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2024، من المتوقع أن تشكّل التغيرات التكنولوجية والانقسامات الجيواقتصادية، وعدم اليقين الاقتصادي والتحولات الديموغرافية والتحول الأخضر، مجتمعة أو منفردة، العوامل الرئيسية التي ستحوّل سوق العمل العالمية بحلول عام 2030 وتعيد تشكيلها.
- توسيع الوصول الرقمي: وهو أكثر الاتجاهات المتوقعة في سوق العمل، تقوده عمليات التطور التكنولوجي المتنامية، حيث يتوقع 60% من أصحاب العمل أن يغيّروا أعمالهم بحلول 2030 بتأثير تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (86%)، والروبوتات (58%)، والطاقة (41%).
- تباطؤ الاقتصاد العالمي: من المتوقع أن يؤثّر تباطؤ الاقتصاد العام في 42% من الشركات، مع توقع تأثير التضخم أيضاً في خلق الوظائف حتى 2030. ومن المتوقع أن يؤدي النمو البطيء إلى فقدان 1.6 مليون وظيفة عالمياً. هذه التحديات ستعزّز الطلب على مهارات التفكير الإبداعي والمرونة والقدرة على التكيُّف.
- التخفيف من آثار التغيّر المناخي: يُعتبر التخفيف من آثار تغيّر المناخ ثالث أبرز الاتجاهات في سوق العمل، حيث يتوقع 47% من أصحاب العمل أن تؤثّر في أعمالهم خلال خمس سنوات، كما يتوقع 41% تأثير التكيُّف مع تغيّر المناخ. هذا يدفع الطلب على وظائف مثل مهندسي الطاقة المتجددة والبيئة والمتخصصين في المركبات الكهربائية، كما أُدرِج الاهتمام بالاستدامة البيئية ضمن أسرع 10 مهارات نمواً.
- تحولات ديموغرافية: تشهد الاقتصادات العالمية تحولات ديموغرافية تتمثل في شيخوخة السكان وانخفاض عدد السكان في سن العمل في الدول ذات الدخل المرتفع وزيادة عدد السكان في سن العمل في الدول ذات الدخل المنخفض. هذه التحولات تعزّز الطلب على مهارات إدارة المواهب والتعليم والتحفيز، كما تؤدي شيخوخة السكان إلى زيادة الطلب على الوظائف في الرعاية الصحية، بينما تعزّز زيادة عدد السكان في سن العمل النمو في الوظائف التعليمية، مثل معلمي التعليم العالي.
من المتوقع أن تنمو وظائف الصفوف الأمامية مثل عمال المزارع وسائقي التوصيل بشكلٍ كبير، بينما ستشهد وظائف مثل الموظفين الإداريين انخفاضاً ملحوظاً. ستظل المهارات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، الأسرع نمواً، ويتوقع 39% من العمال أن تصبح مهاراتهم غير ملائمة بحلول 2030، مع زيادة في الطلب على التدريب والتأهيل. يعتبر التفكير التحليلي المهارة الأكثر طلباً، تليه المرونة والقيادة. يخطط 85% من أصحاب العمل لتركيز جهودهم على تطوير مهارات القوى العاملة، مع زيادة في مبادرات التنوع والشمول. ويتوقع 52% من أصحاب العمل زيادة نسبة الإيرادات المخصصة للأجور بحلول 2030.
هذه التوقعات ليست ثابتة، لكن ذلك لا يمنع من القول إن الفرصة كبيرة أمام مَن يحملون المهارات الأساسية.