المقرر المدرسي وحده لا يكفي: مهارات بارزة وتقنيات ينبغي تعليمها للطفل

4 دقيقة
المقرر المدرسي وحده لا يكفي: مهارات بارزة وتقنيات ينبغي تعليمها للطفل
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

مع التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الأطفال أكثر تعرضاً للأجهزة الإلكترونية المختلفة، سواء الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو حتى شاشات التلفاز الذكية والمساعدات الافتراضية وغيرها، وهذا ما يجعلهم يعيشون في عالم مختلف تماماً عما اختبره آباؤهم. لكن يجب أن تكون رحلتهم لتعلم استخدام التقنيات المختلفة تحت إشراف ومتابعة من الجميع سواء عبر رحلتهم التعليمية أو رحلتهم المعرفية.

أبرز المهارات والتقنيات التي ينبغي للأطفال تعلمها

مع تشابك الحياة الرقمية، فإن الخيط الرفيع بين إعداد طفل واستكشاف شغفه لتعلم تقنية محددة وبين المهارات التقنية الضرورية التي ينبغي تعلمها يجب أن يكون واضحاً للآباء. على سبيل المثال، قد ينجذب الطفل لمجال تقني معين مثل البرمجة أو التصميم، ولكن دون تعلم مهارات إضافية فقد يعاني صعوبات في تطوير شغفه وتنميته في هذا المجال.

اقرأ أيضاً: ما هي أبرز استخدامات التكنولوجيا الحديثة في التعليم؟

أولاً: مهارات ضرورية ينبغي للطفل تعلمها

تُعدّ المهارات التالية مهمة للغاية للطفل وليست مرتبطة بأي شيء، بل هي مهارات ضرورية ينبغي تعليمها له خارج الفصل الدراسي حتى يكون مستعداً للعالم التقني المتغير باستمرار، وتُزوّده بالمعرفة اللازمة للاستعداد لبيئة رقمية صحية وآمنة من واقع أن تعامله مع الأجهزة الإلكترونية وشبكة الإنترنت أمر واقع بغض النظر عن كل شيء.

1- السلامة عبر الإنترنت

يُعدّ تعليم الطفل حول السلامة عند استخدام الإنترنت أمراً بالغَ الأهمية لحمايته من المخاطر العديدة الموجودة في المشهد الرقمي، مع ضرورة تثقيفه بأن الإنترنت تحتوي على مجموعة واسعة من المحتوى، وتمكينه من التعرف إلى الأخبار الزائفة ومقاطع الفيديو غير المناسبة لعمره من أجل البقاء آمناً عبر الإنترنت.

2- استخدام محركات البحث بفاعلية

مع تزايد توفر المحتوى عبر الإنترنت، ينبغي للطفل أن يعرف ولو بالحد الأدنى كيفية البحث عبر محركات البحث بشكلٍ فعّال للعثور على مصادر عالية الجودة، مثل البحث عن المصادر لإعداد التقارير المدرسية والألعاب والتطبيقات والكتب ومقاطع الفيديو المناسبة لعمره.

3- مهارات تصميم العروض التقديمية

تُعدّ معرفة كيفية استخدام برامج العروض التقديمية للطفل أمراً مسلياً وتجعل رحلته التعليمية المدرسية أكثر متعة وجاذبية وإثارة للاهتمام، فمن خلال تعلم هذه المهارة يمكنه تطوير قدرته على التعبير عن أفكاره بشكلٍ فعّال، وبناء ثقته بنفسه واستعداده للمهام الأكاديمية والمهنية المستقبلية.

4- فهم المخاطر عند استخدام الإنترنت

من خلال غرس الوعي بالمخاطر عبر الإنترنت في وقتٍ مبكر يمكن للطفل أن يكون أكثر استعداداً للتعرّف إلى التهديدات، مثل التنمر الإلكتروني والاحتيال والمحتوى غير المناسب، وبناء سلوك مسؤول عند تصفح الإنترنت مثل عدم مشاركة المعلومات الشخصية، ما يساعده على التنقل في العالم الرقمي بأمان.

5- استخدام برامج معالجة النصوص

يُعدّ تعلم استخدام برامج معالجة النصوص مثل مايكروسوفت وورد أو مستندات جوجل مهارة أساسية ينبغي للطفل تعلمها وتطويرها بانتظام، حيث إن القدرة على إنشاء النصوص وتحريرها وحفظها ستفيده ليس فقط في البيئة المدرسية بل حتى بالاستعداد للحياة العملية.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم تشات جي بي تي لكتابة بحث علمي؟

ثانياً: تقنيات ينبغي تعليمها للأطفال لضمان مستقبل أفضل لهم

1- تحليل البيانات

نظراً إلى أن البيانات أصبحت محورية وأداة أساسية في اتخاذ القرارات في مختلف المجالات، فإن فهم علم تحليل البيانات أمر مفيد لمستقبل الطفل، حيث يمكنه أن يتعلم كيفية جمع البيانات وتفسيرها وتحليلها باستخدام أدوات مثل جداول البيانات أو لغات البرمجة البسيطة.

2- أساسيات الذكاء الاصطناعي

إن الإلمام بمفاهيم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من شأنه أن يعد الأطفال بشكلٍ أفضل للتنافس مستقبلاً في أسواق العمل الأكثر تنافسية، حيث يمكن أن يؤدي تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال في سن مبكرة إلى تحسين تركيزهم ومعرفتهم، بالإضافة إلى إزالة الغموض عنها، ما قد يؤدي إلى مواصلتهم دراستها بشكلٍ أكثر تقدماً مستقبلاً.

3- التصميم بفروعه المختلفة

عادة يميلُ الأطفال إلى التعلم بسرعة في المجالات الإبداعية، وأحياناً يكون لديهم خيال يجد الكبار صعوبة في فهمه، ومن ثَمَّ فإن تعلم أحد أنواع التصميم مثل تصميم مواقع الويب أو تطبيقات الهواتف الذكية، يُعدّ مجالاً ممتازاً للأطفال لاستخدام خيالهم للتوصل إلى حلول إبداعية، ما يساعدهم على فتح آفاق أفضل لمستقبلهم العملي.

4- تطوير الألعاب

يعززّ تعلم تطوير الألعاب الإبداع مع تعليم مفاهيم البرمجة بطريقة ممتعة، كما أنه يحسّن مهارات التفكير المنطقي والتفكير التصميمي، حيث يمكن للأطفال استخدام المنصات الخاصة المناسبة لأعمارهم لإنشاء ألعابهم الخاصة، ما يعزّز مهاراتهم في إنشاء الأكواد مع تعزيز الإبداع.

5- علم الروبوتات

يدمج علم الروبوتات التعلم العملي مع المفاهيم النظرية، ما يشجّع الطلاب على تطبيق حل المشكلات والتفكير النقدي والإبداع. فمن خلال تصميم الروبوتات وبنائها واستكشاف أخطائها وإصلاحها، يتعلم الطفل عمليات تكرارية تشبه تحديات الهندسة في العالم الحقيقي.

6- البرمجة

يرى الباحثون أن تعلم الأطفال لغات البرمجة في وقتٍ مبكر من شأنه أن يساعدهم على تطوير عقليتهم وتشجيع مهارات المرونة والقدرة على التكيُّف في مواجهة التحديات، علاوة على إعدادهم للدخول إلى سوق العمل بقوة من واقع أن وظائف البرمجة تُعدّ من أكثر الوظائف طلباً في سوق العمل.

جدير بالذكر أن هذه التكنولوجيات جميعها لديها تخصصات فرعية مختلفة تُلبي مختلف الصناعات وأساليب حل المشكلات، وكل منها يركّز على جوانب مختلفة. وتتطلب كلٌ من هذه التخصصات مجموعة فريدة من المهارات والأدوات التي يمكن أن يكتشفها الطفل بمرور الوقت والتعلم لاختيار أحد التخصصات بناءً على اهتمامه.

اقرأ أيضاً: كيف نعلّم أطفال اليوم الذين يتنقلون بين الكتب والأجهزة الإلكترونية؟

لماذا ينبغي للآباء تشجيع أطفالهم على تعلم أحدث المهارات التقنيات؟

يُعدّ تشجيع الأطفال على تعلم المهارات التقنية والعلوم المتعلقة بالتكنولوجيا ضرورة أساسية وليست مجرد رفاهية لعدة أسباب من ضمنها:

  • يُعدّ التعليم التكنولوجي للأطفال بمثابة بوابة للابتكار، حيث يمكن للأطفال تحويل أفكارهم الإبداعية إلى حلول ملموسة، ما يمهّد الطريق لهم لتطوير ابتكارات ربما لم يتوصل إليها أحد من قبل.
  • غالباً ما يتضمن تعليم التكنولوجيا التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث إن هذه المهارات لديها قيمة كبيرة ليس فقط في المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا، ولكن أيضاً في الحياة اليومية.
  • تتطلب بعض وظائف المستقبل معرفة أساسية بالتكنولوجيا، ومن ثَمَّ من خلال تعلم أحدث التقنيات يمكن إعداد الأطفال بشكل أفضل لسوق عمل تنافسية.
  • مع سرعة تطور التكنولوجيا، فإن تعلم أحدث التقنيات من شأنه أن يساعد الأطفال على التكيُّف المستمر، وهو أمر بالغ الأهمية لمستقبلهم المهني والشخصي.
  • يمكن أن يعزّز إتقان التقنيات الجديدة ثقة الطفل وشعوره بالاستقلال من خلال تعلمه القدرة على استكشاف الأخطاء وإصلاحها بنفسه.
  • يُعدّ تشجيع الأطفال على تعلم المهارات التكنولوجية فرصة للآباء للتواصل مع أطفالهم والتعلم معاً ومعرفة اهتماماتهم وأنشطتهم وتشجيعهم على تطويرها وتنميتها.
  • تتطور التكنولوجيا باستمرار ويتطلب البقاء على اطلاعٍ دائمٍ الالتزام بالتعلم مدى الحياة، ومن ثَمَّ فإن تعليم الأطفال المهارات التكنولوجية منذ الصغر يغرس عادة التعلم المستمر والتكيُّف، وهذا أمر ضروري لمستقبلهم المهني والشخصي.

المحتوى محمي