5 طرق لتحسين مهاراتك في التواصل باستخدام الذكاء الاصطناعي

5 دقيقة
كيف تساعد بوتات الدردشة على جعل منصات التواصل الاجتماعي أقل سمية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Golden Sikorka

يُعدُّ اكتساب مهارات التواصل الفعّال حجر الزاوية في النجاح الشخصي والمهني ويمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تبادل المعلومات، إذ يعزّز التواصل الماهر العلاقات الشخصية والمهنية ويزرع الثقة، وعدم امتلاكه يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم عبر جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك البيئات المنزلية والأكاديمية والمهنية.

وفقاً للمراسل الصحفي والمؤلف وخبير الإنتاجية الحائز جائزة بوليتزر تشارلز دويج (Charles Duhigg)، فإن أحد الأسباب التي تجعل امتلاك مهارات تواصل فعّالة ضرورياً هو أنها لا تساعدنا على فهم الأشخاص الآخرين فحسب، بل تساعدنا أيضاً على فهم أنفسنا، ومع استمرار تطور مشهد أهمية التواصل في الوقت الحالي، يظهر الذكاء الاصطناعي أداة قوية وشخصية قادرة على تعزيز هذه المهارات الأساسية بشكلٍ كبير.

5 طرق لتحسين مهاراتك في التواصل باستخدام الذكاء الاصطناعي

سواء كنت تكتب رسالة بريد إلكتروني أو تقدّم عرضاً تقديمياً، يمكنك استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لصقل مهاراتك لتتواصل بفاعلية أكبر. وفيما يلي 5 طرق يمكنك من خلالها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لرفع مهاراتك في التواصل:

1- كتابة نصوص دقيقة وأكثر احترافية

تعمل الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي محررين مخصصين، ما يحسّن بشكلٍ كبير جودة النصوص المكتوبة، إذ تقدّم ملاحظات في الوقت الفعلي حول القواعد وعلامات الترقيم والوضوح والإيجاز والأسلوب العام.

وبعضها تقوم بما هو أبعد من اكتشاف الأخطاء الأساسية بما يساعدك على صياغة نصوص أكثر احترافية من خلال اقتراح مفردات بديلة وإعادة صياغة الجمل والمساعدة على تجنب إدراج المصطلحات المعقدة للغاية التي قد تعوق الفهم.

أبرز الأدوات التي يمكنك استخدامها:

  • أداة ProWritingAid: تجمع بين التدقيق النحوي وتحليل الأسلوب، كما توفّر ملاحظات مفصّلة حول تنوع الجمل وسهولة القراءة والكلمات المتكررة.
  • أداة QuillBot: تساعد على إعادة صياغة النصوص وكتابتها بنبرات وأنماط مختلفة مع الحفاظ على معناها الأصلي بالإضافة إلى التدقيق النحوي.
  • أداة Hemingway Editor: تعمل على تحسين قابلية قراءة النصوص من خلال تحديد مواضع الضعف في النص بالألوان واقتراح بدائل لها تتناسب مع النص.

اقرأ أيضاً: 3 استراتيجيات ترفع جودة مخرجات الأوامر التي تدخلها إلى نماذج الذكاء الاصطناعي

2- صقل مهارات التواصل اللفظي بكفاءة

توفّر أدوات التدريب الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لك ممارسة مهارات التواصل اللفظي وصقلها، من خلال تحليل جوانب مختلفة من التواصل اللفظي، بما في ذلك السرعة والوضوح ونبرة الصوت، بالإضافة إلى القدرة على تقديم ملاحظات حول لغة الجسد.

هذه الميزات من شأنها أن توفّر لك تحليلاً شاملاً عبر محاكاة مجموعة واسعة من السيناريوهات من مقابلات العمل إلى المناقشات الشخصية الصعبة، ما يمكّنك من الاستعداد لمواقف محددة في العالم الحقيقي وبناء الثقة في قدرتك على التواصل بفاعلية تحت الضغط.

أبرز الأدوات التي يمكنك استخدامها:

  • أداة VirtualSpeech: تقدّم تدريبات افتراضية لسيناريوهات مثل التحدث أمام الجمهور والمحادثات الصعبة وعروض المبيعات ومقابلات التوظيف، مع تقديم ملاحظات فورية حول أدائك.
  • أداة Speeko: تعمل مدرباً افتراضياً يتتبع أنماط الصوت والكلام في الوقت الفعلي، مع توفير تنبيهات وتعليقات مفصّلة حول السرعة والنبرة والبلاغة والمشاعر واختيار الكلمات.
  • أداة Poised: مدرب افتراضي للبيئات المهنية، خاصة عند تقديم العروض التقديمية، إذ تقدّم ملاحظات في الوقت الفعلي لسيناريوهات الاجتماعات والعروض التقديمية.

3- إتقان مهارات العروض التقديمية

تُعدُّ صياغة العروض التقديمية الفعّالة وتقديمها مهارة تواصل مطلوبة بشدة في العديد من البيئات المهنية والأكاديمية، إذ تعمل أدوات إنشاء العروض التقديمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تبسيط عملية الإنشاء عن طريق إنشاء مجموعات شرائح النصوص واقتراح أسلوب التخطيط الأفضل والتوصية بالصور ذات الصلة.

علاوة على ذلك، تقدّم بعض الأدوات محاكاة غامرة للواقع الافتراضي، ما يوفّر بيئة واقعية للمستخدم للممارسة والتجربة عند تقديم العروض التقديمية للمساعدة في التغلب على خوف الوقوف أمام الجماهير.

أبرز الأدوات التي يمكنك استخدامها:

  • أداة Beautiful.ai: مصممة لتبسيط إنشاء الشرائح من خلال استخدام قوالب ذكية وقواعد تصميم لترتيب المحتوى وتنسيقه تلقائياً، دون الحاجة إلى تعديلات يدوية.
  • أداة Tome: تعمل على إنشاء عروض تقديمية ديناميكية وتساعد على إنشاء شرائح منظمة وإدراج صور ذات صلة بسرعة من خلال المطالبات النصية.
  • أداة Gamma: تعمل على إنشاء شرائح تقديمية احترافية بسرعة من خلال مطالبات نصية أو محتوى نصي كامل، ما يُقلّل بشكلٍ كبير الوقت والجهد اللازمين لإنشاء المحتوى وتصميمه.

4- كسر الحواجز اللغوية في التفاعلات المهنية والشخصية

تُعدُّ القدرة على التواصل عبر لغات مختلفة أمراً بالغَ الأهمية، فهي تسهّل التواصل مع الأفراد الذين يتحدثون لغات مختلفة، وتقدّم أدوات ترجمة اللغات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ميزات خاصة للتغلب على هذه المشكلة؛ من خلال قدرتها على فهم السياق والتعبيرات الاصطلاحية والفروق الثقافية الدقيقة للغات المختلفة، ما يؤدي إلى ترجمات أكثر دقة وطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الأدوات تشغيل الترجمة الفورية في الوقت الفعلي في أثناء مكالمات الصوت والفيديو، ما يُتيح التواصل والتعاون السلس في بيئات متعددة اللغات ويساعدك بشكلٍ فعّال على سد فجوات التواصل اللفظي، ويعزّز فهماً أكبر للأشخاص من خلفيات لغوية متنوعة.

أبرز الأدوات التي يمكنك استخدامها:

  • أداة DeepL Voice: تقدّم ترجمات صوتية في الوقت الفعلي للاجتماعات الافتراضية والمحادثات الشخصية، وتتكامل مع بعض تطبيقات مؤتمرات الفيديو مثل مايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams).
  • أداة livevoice.io: توفّر ميزة ترجمة المحادثة المخصصة في الوقت الفعلي للحوار بطلاقة بين شخصين والمؤتمرات واجتماعات العمل والتجمعات.
  • أداة Talo: مصممة خصيصاً لمكالمات الفيديو وتتكامل مع معظم منصات مؤتمرات الفيديو للعمل على توفير ترجمة صوتية فورية في الوقت الفعلي والتعليقات التوضيحية في أثناء الاجتماعات الافتراضية.

اقرأ أيضاً: عزّز وجودك على لينكد إن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

5- التحضير للمحادثات الصعبة من خلال سيناريوهات الممارسة

تُعدُّ المحادثات الصعبة جزءاً لا مفر منه من الحياة الشخصية والمهنية، والتحضير الجيد يعتبر المفتاح للنجاح فيها، وتوفّر أدوات التدريب الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلولاً قيّمة للتدريب عليها من خلال لعبها دور الطرف الآخر في سيناريوهات التواصل الصعبة، مثل مقابلات التوظيف أو تقييم الأداء المهني.

إذ تقدّم هذه الأدوات التي تتقمص شخصيات افتراضية محاكاة مجموعة من ردود الفعل، ما يمكّنك من تلقي ملاحظات فورية حول مدى نجاح أدائك مثل جودة نبرة صوتك واختيار الكلمات، بالإضافة إلى ذلك يمكنها مساعدتك على تأسيس العقلية الصحيحة وتحديد نقاط الحديث الرئيسية قبل الانخراط في محادثة صعبة، ما يُعزّز ثقتك بنفسك واستعدادك النفسي والعقلي.

أبرز الأدوات التي يمكنك استخدامها:

  • أداة AMA Interview: أداة مقابلة وهمية متقدمة تحلّل إعلانات الوظائف والسير الذاتية على لينكدإن لتخصيص أسئلة المقابلة، وتتميز بمحاورين وهميين مع صور رمزية تدعم محاكاة واقعية.
  • أداة Himalayas Plus: تقدّم سيناريوهات مقابلات وهمية من خلال إنشاء أسئلة ذات صلة بناءً على ملفك الشخصي والوظيفة المستهدفة، مع توفير ملاحظات فورية عبر الصوت أو النص.
  • أداة Interviewsby.ai: تساعد على تعزيز الثقة من خلال تجربة ممارسة أسئلة المقابلة المصممة خصيصاً لوصف وظيفي محدد، مع تقديم ملاحظات واقتراحات فورية للتحسين.

اقرأ أيضاً: 7 أدوات ذكاء اصطناعي يستخدمها المدراء في تحليل أداء الفريق وتحسينه

نصائح لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراتك في التواصل

من المفيد تحديد أهداف تواصل محددة مثل مقابلة عمل أو تقديم عرض تقديمي، ثم تحديد أداة الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصاً لمعالجتها.

  • تُعدُّ الممارسة المتسقة والمنتظمة عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين مهارات التواصل أمراً بالغَ الأهمية لتحقيق تقدمات ملموسة بمرور الوقت.
  • يُعدُّ الانخراط بنشاط في التعليقات والملاحظات والاقتراحات التي تقدّمها الأداة التي تستخدمها والسعي لتنفيذها أمراً ضرورياً ومهماً للغاية لتحسين مهاراتك.
  • يجب التركيز على فهم المبادئ الأساسية للتواصل الفعّال بدلاً من مجرد إصلاح الأخطاء بشكلٍ سطحي بناءً على ملاحظات أداة الذكاء الاصطناعي، لتعزيز التعلم وتنمية المهارات على المدى الطويل.
  • أنشئ روتيناً منتظماً -قد لا يتجاوز 5 دقائق يومياً- لاستخدام الأداة لتحسين مهاراتك في التواصل، مثل استخدام أداة صياغة المحتوى لتحسين كتابتك أو أداة إنشاء العروض التقديمية لتعزيز مهاراتك في إنشاء الشرائح وتنسيقها.
  • تجنّب تقديم المعلومات الحساسة والشخصية لأدوات الذكاء الاصطناعي إلاّ إذا كنت متأكداً من أنها لا تجمع بياناتك أو الاحتفاظ بها.

اقرأ أيضاً: كيف يستفيد القادة من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات أفضل؟

في حين أن الذكاء الاصطناعي يوفّر إمكانات كبيرة لتعزيز مهارات التواصل، فمن الضروري أن تكون على دراية ببعض مخاطرها، إذ قد تفشل أدوات الذكاء الاصطناعي في فهم الفروق الدقيقة في المشاعر البشرية والإشارات السياقية المعقدة، ما قد يؤدي إلى سوء التواصل والفهم.

علاوة على ذلك، من الضروري أن تعمل على تنمية الذكاء العاطفي لديك عند التواصل مع الآخرين، إذ إن الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي في مهام التواصل يمكن أن يعوق تطوير مهارات التعامل مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، ما يبرز أهمية الحفاظ على التوازن بين مساعدة الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري المباشر.

المحتوى محمي