تعرّف على العالم الجزائري نور الدين مليكشي وإنجازاته البارزة في الفيزياء البصرية

2 دقائق
مصدر الصورة: موقع القنصلية العامة للجزائر بنيويورك

النشأة والدراسة الأكاديمية

وُلد نور الدين مليكشي عام 1958 في بلدة الثنية بولاية بومرداس في الجزائر، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الفيزياء من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في الجزائر العاصمة عام 1980، ثم سافر إلى المملكة المتحدة ليتابع دراسته في جامعة ساسيكس، حيث حصل منها على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفيزياء عامي 1982 و1987 على التوالي. بعد ذلك عاد إلى الجزائر وعمل أستاذاً مساعداً في جامعة العلوم والتكنولوجيا لمدة عامين. وفي عام 1990، سافر إلى الولايات المتحدة ليتابع دراسات ما بعد الدكتوراه متنقلاً بين عدة جامعات. وفي عام 1995 تم تعيينه أستاذاً مساعداً في الفيزياء لدى جامعة ديلاوير الحكومية، حيث تدرَّج في المناصب حتى أصبح عميداً لكلية الرياضيات والعلوم الطبيعية والتكنولوجيا في نفس الجامعة. وفي أكتوبر من العام 2016، تم تعيينه عميداً لكلية كينيدي للعلوم في جامعة ماساتشوستس لويل، ولا يزال يشغل هذا المنصب حتى اليوم.

الإسهامات والإنجازات البحثية

يُعتبر نور الدين مليكشي أحد أبرز الباحثين العرب في الولايات المتحدة بفضل إنجازاته وأبحاثه العلمية التي أجراها في مجالات الفيزياء الذرية والجزيئية والبصرية والتحليل الطيفي والبصريات غير الخطية والاستشعار البصري والقياسات عالية الدقة والضوئيات الحيوية؛ حيث أجرى خلال مرحلة ما بعد الدكتوراه مجموعة من الأبحاث حول مخططات الإثارة متعددة الفوتونات في الذرات والجزيئات، والتحليل الطيفي بالليزر النبضي الدقيق للأنظمة قليلة الإلكترونات، وتوليد الأشعة الليزرية الفراغية فوق البنفسجية، وتطوير نبضات ليزرية محدودة استناداً إلى تحويل فورييه.

وأثناء فترة عمله في جامعة ديلاوير، أسَّس مليكشي مركز العلوم البصرية للبحوث التطبيقية. وقاد مجموعة من الفرق البحثية التي استطاعت تأمين تمويل فدرالي بقيمة 25 مليون دولار، ما مكّنه في عام 2015 من افتتاح مختبر جديد مخصَّص للتعليم والأبحاث في مجال البصريات. كما أشرف على دراسة العديد من الطلاب الذين ينحدر معظمهم من مجموعات ضعيفة التمثيل في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

لمعَ اسم مليكشي بصفته عضواً في بعثة مختبر علوم المريخ، وهي أهم مهمة علمية لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على سطح المريخ حتى الآن؛ حيث حقق إسهامات هامة في تحليل البيانات الطيفية التي تم جمعها بواسطة أداة الكاميرا الكيميائية-المعروفة باسم شيم كام (ChemCam) الموجودة على متن العربة الجوالة كيوريوسيتي العاملة على سطح المريخ منذ أغسطس 2012. وعلاوة على ذلك، يعمل مليكشي حالياً على تطوير تقنيات التحليل الطيفي الليزري للكشف المبكر عن السرطان، وتطوير أساليب تجريبية ورياضية للتعرف على النظائر وتكميمها باستخدام التحليل الطيفي الليزري.

وبالإضافة إلى الإنجازات آنفة الذكر، هناك أكثر من 15 براءة اختراع مسجَّلة باسم مليكشي يتمحور معظمها حول ابتكارات لأجهزة وألياف بصرية متطورة تستخدم في مجالات التشخيص في الطب إضافة إلى اختراعات في مجال الهندسة المدنية وعلم المحيطات.

الانتسابات والجوائز

يعمل مليكشي عضواً في العديد من الهيئات الاستشارية؛ فهو عضو في جمعية أميركا الشمالية للتحليل الطيفي الناتج عن الليزر، وعضو في لجنة العلوم الدولية حول التحليل الطيفي للانهيار المُستحثّ بالليزر وعضو في المؤسسة الجزائرية الأميركية للثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا.

وتقديراً لإسهاماته الكبيرة، نال مليكشي عدداً كبيراً من الجوائز منها: جائزة التقدير من ولاية ديلاوير في عام 2011، وجائزة البحوث الأكاديمية من جمعية ديلاوير للعلوم الحيوية عام 2012، وجائزة مجموعة ناسا للعمل تقديراً لعمل فريقه على الكاميرا الكيميائية في عام 2013، وجائزة التميّز من الجمعية الأفريقية للإدارة الهندسية عام 2014، وجائزة مجلس الأعمال الأميركي الجزائري للعلوم الدولية. كما نال زمالة جمعية البصريات الأميركية في عام 2016، وحصل على شهادة رمزية من حاكم ولاية ديلاوير عيّنه بموجبها سفيراً للولاية إلى المريخ.

ورغم انشغالاته العلمية الكثيرة، إلا أن البروفيسور مليكشي يحافظ على اتصاله الوثيق ببلده الجزائر والمنطقة العربية، ويبذل جهوداً كبيرة لدعم وتشجيع الباحثين الشباب على النهوض والارتقاء ببلدانهم.

المحتوى محمي