من دبي “صحراء السيليكون”: صفقة 3.1 مليار دولار التي ستحدث تغيراً تقنياً جذرياً في المنطقة

2 دقائق

"تسريع الشرق الأوسط" كان عنوان البريد الإلكتروني الذي أرسله دارا خوسروشاهي، الرئيس التنفيذي لأوبر، إلى كافة موظفي الشركة قُبيل الإعلان الرسمي عن استحواذ الشركة على كريم. يضيف: "بعد بضع دقائق، سنعلن قيامنا بالاستحواذ على كريم" ويشرح سبب وأهمية القرار للشركتين وللمنطقة من خلاله. وينهيه بـ: "إنه يوم رائع للشرق الأوسط، ولازدهار القطاع التقني في المنطقة، ولكريم، ولأوبر".

كان 26 مارس رائعاً بالفعل، بل وتاريخي، مع إعلان خبر الاستحواذ الذي انتشر كالنار في الهشيم، خاصة لمن يعيش في العالم العربي، وفي دولة الإمارات على وجه الخصوص- فهذه الشركة التي بيعت لتوّها بـ 3.1 مليار دولار، بدأت من هنا، منذ 7 سنوات فقط، من دبي، وعاش مؤسسوها وموظفوها ظروفاً نعرفها ونألفها في بلد نحكي لغته.

عندما غرّدنا حول القصة في تويتر، تفاعل الناس مع الخبر بشكل كبير. وكانت التعليقات بين مؤيدة ومشجعة لهذا الاندماج الذي سيصب في مصلحة المستخدم واحتياجاته، وكإثبات عن جهود كريم التي أوصلتها إلى العالمية، وبين معارضة ومتذمّرة والتي تصف هذا الاستحواذ بمحاولة لسيطرة شركات أجنبية على شركاتنا، وقتل المنافسة، واحتكار الخدمة بدل إعطاء المستخدم خيارات متعددة. فماذا يعني حقاً هذا الاستحواذ؟

بداية كريم

بدأت كريم مشوراها في دبي برأس مال قدره 100 ألف دولار عندما قرر كل من مدثر شيخا وماغنس أولسن ترك عملهما في شركة الاستشارات ماكنزي، بهدف تأسيس مشروع بسيط هدفه حجز المركبات مع سائق خاص، تطوّر كما يوضح الرسم أدناه ليمكن مستخدميه مستخدميه من رصد و تتبع مكان المركبة بشكل آلي وآني على الخريطة والدفع بسهولة نقداً أو بواسطة بطاقة الائتمان. ودخلت في مراحل تمويل متعددة كان آخرها في أكتوبر 2018، عندما قيّمت الشركة بـ 2 مليار دولار. ما يعني زيادة قيمتها بحوالي 50% خلال خمسة أشهر فقط.

 

دخول أوبر إلى المنطقة

بدأت أوبر عملياتها بعد سنتين من تأسيس كريم، وهي متواجدة في 20 مدينة فقط منها جدة والرياض، دبي وأبوظبي، وبيروت وعمان. بينما تعمل كريم في 120 مدينة عربية وغير عربية في منطقة الشرق الأوسط ولديها أكثر من 30 مليون مستخدم. ما يعني أنها منتشرة بشكل أوسع بكثير في المنطقة مع المعرفة التي تملكها بالثقافة المحلية وخيارات مستخدميها، مثل إتاحة خيار الدفع نقداً الذي يفضله العديد من المستخدمين في العالم العربي اليوم، بسبب ضعف البنية التحتية المالية والتقنية.

وبحسب التقارير فإن أوبر تخطط لطرح أسهمها في بورصة نيويورك الشهر المقبل. واستحواذها على كريم، سيعطيها انتشاراً ووصولاً كبيراً وفرصة في التوسع والنمو في منطقة لم تكن متمكّنة منها، وإضافة ما يزيد على 30 مليون مستخدم جديد إلى قاعدة عملائها.

رغم ظن الكثيرين أن بيع الشركات التي  سيخلق هذا الاستحواذ الكثير من الوظائف، وسيسهم في إحداث تغير جذري في البنية التحتية التقنية وفي الموارد التقنية، وسيجلب الكثير من المهارات العالمية، ويسهم في تحسين المهارات المحلية، وإغناء منظومة العمل الريادية على صعيد المنطقة. ولكن الأهم أنه يجلب معه همة أكبر وأعلى ونوع مختلف من التفكير في إمكانيات منطقتنا وقوة تحكّمنا في مستقبلنا- إذا تمكنت شركة بدأت مقرّها دبي، أن تجذب اهتمام شركة مقرّها سان فرانسيسكو، مولد الإبداع والابتكار، وقبلها تمكنت سوق.كوم من جذب أكبر سوق إلكتروني في العالم، فما الذي يمنع أي شركة محلية من ذلك؟

المحتوى محمي