تمكن فريق من الأطباء والباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC) من تطوير علاج جديد لمرض كوفيد-19 يعتمد على الخلايا الجذعية. وقد حاز هذا العلاج على براءة اختراع من قبل وزارة الاقتصاد الإماراتية للطريقة المبتكرة التي يتم فيها جمع الخلايا الجذعية.
ما هي تفاصيل العلاج الداعم الجديد؟
لا يتطلب هذا العلاج تدخلاً جراحياً كما هو الحال في العلاجات الأخرى القائمة على الخلايا الجذعية؛ حيث ينطوي على سحب عينة دم من المريض ليتم استخراج الخلايا الجذعية، ثم يجري إخضاعها لعملية تحضير كيميائية بيولوجية من أجل تنشيطها، وبعد ذلك يتم استنشاقها إلى الرئتين بواسطة رذاذ ناعم.
وقد أعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية أن هذا العلاج هو داعم وليس شافياً لمرض كوفيد-19؛ حيث يساعد المرضى في التغلب على الأعراض التي يسببها فيروس كورونا المستجد، لكنه لا يقضي على الفيروس نفسه. وبالتالي سيتم تطبيقه بمنزلة مساعد لبروتوكولات العلاج المعمول بها وليس بديلاً لها.
تجارب سريرية واعدة
خضع العلاج للمرحلة الأولى من التجارب السريرية في 4 أبريل الفائت واجتازها بنجاح؛ حيث تمت تجربته على 73 مريضاً من ذوي الحالات المتوسطة أو الخطيرة بالتزامن مع التدخل الطبي التقليدي. ولم يبلّغ أي من المرضى الذين تلقوا العلاج عن أي آثار جانبية فورية، ولم يتم العثور على أية تفاعلات مع بروتوكولات العلاج التقليدية لمرضى كوفيد-19. وتستمر التجارب لإثبات فعالية العلاج، ومن المتوقع أن تستكمل في غضون أسبوعين.
وأكد المركز أنه يقترب حالياً من الانتهاء من جمع البيانات لإجراء مزيد من تجارب المقارنة؛ حيث إن زيادة عدد التجارب ومقارنة النتائج بين المرضى الذين تلقوا هذا العلاج والمرضى الذين خضعوا للعلاج التقليدي ستسمح بمعرفة مدى فعالية هذا العلاج الداعم بصورة أسرع.
ما أهمية العلاج الجديد بالخلايا الجذعية في مواجهة كوفيد-19؟
من المفترض أن يساعد هذا العلاج على تجديد خلايا الرئة؛ حيث أوضحت الدكتورة فاطمة الكعبي، إحدى طبيبات الفريق المتخصصة بعلوم الدم ورئيسة قسم أمراض الدم والأورام في مدينة الشيخ خليفة الطبية، في لقاء مع قناة سكاي نيوز يوم أمس: "قمنا بعزل نوع من الخلايا الجذعية البدائية التي تدعى بالخلايا الجذعية الجنينية، والتي نعتقد أنها قادرة على تجديد الخلايا التالفة والتقليل من الالتهاب في أنسجة الرئة الذي يسببه كوفيد-19".
بالإضافة إلى ذلك، يساعد العلاج بالخلايا الجذعية في ضبط استجابة الجهاز المناعي لمنعه من المبالغة في رد الفعل على عدوى كوفيد-19، مما قد يتسبب في إلحاق الضرر بالمزيد من الخلايا السليمة. وتعرف هذه الاستجابة المناعية المفرطة باسم عاصفة السيتوكين؛ وهي عبارة عن تحفيز شديد السلبية يقوم به جهاز المناعة خلال محاربته للفيروسات. وقد أشارت عدة تقارير ودراسات إلى وفاة العديد من مرضى كوفيد-19 بسبب هذه العاصفة المناعية.
هل تم تطوير علاجات أخرى قائمة على الخلايا الجذعية؟
تم بالفعل تجربة الخلايا الجذعية في علاج بعض الأمراض المعدية مثل أنفلونزا إتش7إن1 H7N1 وأظهر نتائج جيدة. وفي مارس الماضي، أعلن باحثون صينيون أنهم يدرسون استخدام الخلايا الجذعية في علاج الحالات الخطيرة من المصابين بكوفيد-19؛ حيث تم تجربة العلاج على أربعة مرضى كانوا في حالة حرجة وتعافوا بعد تلقيهم العلاج. كما تم إطلاق عدة تجارب سريرية لاستخدام الخلايا الجذعية الوسيطة في علاج كوفيد-19 في الولايات المتحدة.