كيف يمكنك ممارسة الرياضة بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟

5 دقائق
كيف يمكنك ممارسة الرياضة بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/VectorMine

يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الإنسان بعدة طرق، ومع استمراره في التقدم فمن المحتمل أن نراه يؤثّر في حياتنا في مجالات أوسع فأوسع، ومن ضمنها كيفية إجراء التمارين الرياضية؛ حيث شهدت صناعة اللياقة البدنية تحولاً كبيراً في الآونة الأخيرة وذلك بمساعدة التكنولوجيات الناشئة.

أحد أهم التطورات في تكنولوجيا اللياقة البدنية هو دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في منتجات وخدمات اللياقة البدنية، حيث تعمل هاتان التكنولوجيتان على تغيير الطريقة التي نفكّر بها بشأن تحسين اللياقة البدنية، وذلك من خلال توفير بيانات أكثر تخصيصاً ودقة لتتبع التقدم وتحسين خطط التمرين وتعزيز الصحة عموماً.

ما فوائد دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسة التمارين الرياضية؟

لقد غيّرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي طرق تحسين اللياقة البدنية وإجراء التمارين الرياضية بعدة طرق، من ضمنها:

التخصيص

من أهم مزايا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تكنولوجيا اللياقة البدنية القدرة على إنشاء خطط لياقة بدنية مخصصة، وبمساعدة الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، يمكن للمستخدمين مراقبة تقدم لياقتهم البدنية في الوقت الفعلي.

ويمكن للخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بعد ذلك تحليل هذه البيانات لتوفير خطط تمارين مخصصة بناءً على أهداف اللياقة البدنية للفرد وتفضيلاته ومستوى اللياقة البدنية، حيث نشهد الآن تحسينات كبيرة في التكنولوجيا القابلة للارتداء والتي لا تراقب فقط تقدم اللياقة البدنية، بل تعدت ذلك إلى مراقبة البيانات البيومترية مثل تقلب معدل ضربات القلب وأنماط النوم.

اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي حياتنا في المنزل والعمل؟

المدربون الافتراضيون

يمكن للمدربين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي مثل بوتات الدردشة تحليل بيانات التمرين الخاصة بالمستخدم وتقديم رؤى حول كيفية تحسين شكله وتقنياته وأدائه العام، وتعتبر هذه التكنولوجيا مفيدة بشكلٍ خاص لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة مدرب شخصي أو لديهم وصول محدود إلى أندية اللياقة البدنية.

تطبيقات اللياقة البدنية

تطبيقات اللياقة البدنية موجودة منذ فترة وما زالت تكتسب شعبية متزايدة، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دوراً مهماً في تطويرها، ويمكن لهذه التطبيقات استخدام تحليلات البيانات والخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوفير خطط تمارين مخصصة وتتبع تقدم اللياقة البدنية بدقة. على سبيل المثال، بدأت تطبيقات اللياقة البدنية بالتطور وتتطلع إلى دمج تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتوفير تجربة تمرين غامرة وجذابة.

اقرأ أيضاً: هل يصلح تشات جي بي تي ليكون مدرباً شخصياً في التمارين الرياضية؟

القدرة على تعزيز الأداء

يمكن للأفراد من مستويات وقدرات اللياقة البدنية جميعهم إنشاء أهداف للياقة البدنية مصممة خصيصاً لأهدافهم الفردية بناءً على الأجهزة التي يستخدمونها وعوامل مثل الطول والعمر والوزن، ومن ثَمَّ عندما تُدمج هذه العوامل في تطبيقات اللياقة البدنية المخصصة، يمكن للمستخدمين اتخاذ قرارات حكيمة في الوقت الفعلي لتعزيز لياقتهم البدنية.

تخطيط النظام الغذائي

يؤدي النظام الغذائي دوراً حاسماً في فقدان الوزن، وهذا ما أدّى إلى انتشار تطبيقات تتبع الحمية الغذائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم هذه التطبيقات تفضيلاتك الغذائية وأهدافك الصحية ومتطلباتك الغذائية لإنشاء خطة وجبات مخصصة تساعدك على إنقاص الوزن دون الشعور بالحرمان، كما أنها توفّر اقتراحات الوصفات وقوائم البقالة لجعل الوصول إلى نظام أكل صحي أكثر سهولة من أي وقتٍ مضى.

اقرأ أيضاً: جوجل تبتكر نظام ذكاء اصطناعي يحسّن حركة المرور ويقلل الانبعاثات الناتجة عنها

كيف يمكننا ممارسة الرياضة بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة الصحة واللياقة البدنية لتحسين خطط التدريبات والتغذية لكل شخص، وذلك بطريقتين رئيسيتين هما:

1- تكنولوجيا التمارين من خلال التطبيقات والمعدات

يعمل الذكاء الاصطناعي على تحديث صناعة الصحة واللياقة البدنية من خلال جعل أجهزة اللياقة البدنية والأدوات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات الهاتف المحمول أكثر ذكاءً، حيث قامت الشركات الناشئة في مجال اللياقة البدنية بدمج الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية وآلات اللياقة البدنية لتصبح الصالة الرياضية إلى المنزل.

على سبيل المثال، توجد الآن ابتكارات عديدة للصالات الرياضية المنزلية، مثل أجهزة المشي الذكية، ودراجات التمارين الذكية، ومرايا اللياقة البدنية الذكية، وآلات التجديف الذكية، وأجهزة التمارين الرياضية الذكية، وحتى حبال القفز الذكية، حيث يمكن لهذه الآلات الذكية عرض التمارين ونسخها وتستخدم الكاميرات لقياس أدائك، ثم تستخدم البيانات لتحسين التمرين.

وتستخدم هذه المعدات الذكاء الاصطناعي لتعلم سلوكك في التمرين وتقديم توصيات مخصصة بناءً على ذلك، كما يمكنها تتبع السلوكيات الصحية وأنماط التمارين المتكررة بسهولة واستخدام البيانات لإرشادك نحو رحلة اللياقة البدنية الخاصة بك.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على التدريب الرياضي؟

2- تتبع الحمية الغذائية وتخصيصها

أظهرت تطبيقات إنقاص الوزن أو زيادته المدعومة بالذكاء الاصطناعي بعض التأثيرات الإيجابية على زيادة النشاط البدني وتقليل وزن الجسم. على سبيل المثال في أبحاث السمنة، يستخدم الذكاء الاصطناعي لفحص مسببات المرض، وإجراء تحديد للمخاطر، وتخصيص برامج إدارة الوزن، وإجراء المراقبة عن بُعد، والتنبؤ والتشخيصات.

علاوة على ذلك، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل محتوى السعرات الحرارية في الطعام، وهناك العديد من تطبيقات تتبُع الحمية الغذائية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين على تحقيق أهدافهم المتعلقة بإنقاص الوزن، منها:

  • بي آي أيه آي (Pi AI): وهو بوت دردشة يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء خطة وجبات شخصية قائمة على الذكاء العاطفي تدعم فقدان الوزن.
  • كالوري ماما (Calorie Mama): يستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا تصنيف الصور لتحديد الطعام بشكلٍ صحيح وحساب كمية السعرات الحرارية بدقة من الصورة فقط.
  • هيلثفاي مي (HealthifyMe): تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي يقدّم الإجابة عن استفسارات مستخدميه حول اللياقة البدنية والتغذية بالصوت والنص بأكثر من 10 لغات.
  • بايت أيه آي (Bite AI): يستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي لتحليل عاداتك الغذائية وتقديم تعليقات مخصصة واقتراح بدائل صحية.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تطوير الألعاب الرياضية والرياضيين؟

فوائد ومخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في ممارسة الرياضة

كما هو الحال مع منتجات التكنولوجيا كلها، هناك بعض المخاوف المحتملة عند استخدام الذكاء الاصطناعي سواء لتحسين لياقتك البدنية عموماً أو لإنقاص الوزن أو زيادته.

فوائد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في ممارسة الرياضة

  • التخصيص: تتكيف تطبيقات إنقاص الوزن المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع احتياجاتك الفريدة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل مستوى لياقتك البدنية وتفضيلاتك الغذائية وأهداف فقدان الوزن، حيث يضمن هذا التخصيص اتباع نهج أكثر استهدافاً وفاعلية لفقدان الوزن.
  • رؤى تعتمد على البيانات: من خلال تحليل بياناتك، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تعليقات قيمة حول تقدمك ومساعدتك على اتخاذ قرارات أفضل لرحلة فقدان الوزن. على سبيل المثال، يقدّم تطبيق لارك (Lark) رؤى متعمقة حول عاداتك الغذائية وتمارينك الروتينية وأنماط نومك، ما يُتيح لك فهم تأثير اختياراتك وإجراء التعديلات وفقاً لذلك.
  • الراحة وإمكانية الوصول: تتوفر التطبيقات والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على هاتفك الذكي، ما يجعل الالتزام بأهدافك المتعلقة بإنقاص الوزن سهلاً، فمن خلال إمكانية الوصول المتوافرة طوال أيام الأسبوع، يمكنك الحصول على التوجيه والدعم وتتبع تقدمك في أي وقتٍ وفي أي مكان، ما يضمن لك البقاء متحفزاً.
  • التحسين المستمر: تتعلم خوارزميات الذكاء الاصطناعي من بياناتك وملاحظاتك، ما يسمح لها بتحسين توصياتها وتحسينها بمرور الوقت. لذلك، مع تقدمك في رحلة إنقاص الوزن ستستمر في التطور وتقديم نصائح أكثر دقة وإفادة ما يزيد من فرص نجاحك.

مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في ممارسة الرياضة 

  • مخاوف الخصوصية: تُثير مشاركة بيانات الصحة الشخصية مع التطبيقات أو الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تساؤلات حول أمان البيانات والخصوصية، لذا من الضروري إجراء مراجعة شاملة لسياسات الخصوصية لهذه الأدوات والتأكد من أنها تحمي بياناتك وتستخدمها بطريقة مسؤولة.
  • الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: الاعتماد فقط على الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انخفاض الشعور بالمسؤولية الشخصية عن صحتك البدنية ورحلة فقدان الوزن، ومن ثَمَّ يُعد الحفاظ على التوازن بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والمشاركة الفعّالة لتحقيق النجاح على المدى الطويل أمراً بالغ الأهمية.
  • التفسير الخاطئ للنصائح: قد لا تكون النصائح الصادرة عن الذكاء الاصطناعي دقيقة بنسبة 100% أو مناسبة لك تماماً، لذا من الضروري أن تتذكر أنه يجب استخدام التوصيات المقدمة كمكمل وليس بديلاً للتوجيه المهني من المدربين الشخصيين أو خبراء التغذية.
  • نطاق محدود: في حين أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن توفّر رؤى وتوصيات قيمة، إلّا أنها قد لا تعالج دائماً الجوانب النفسية أو العاطفية لممارسة الرياضة، لذا من الضروري التفكير في اتباع نهج شامل لممارسة الرياضة أو فقدان الوزن، بما في ذلك طلب الدعم من المتخصصين أو مجموعات الدعم عند الضرورة.

المحتوى محمي