شارك
الرئيسية
4 دقائق 
يواجه العالم تحدياً غير مسبوق يتمثل في تغيّر المناخ، حيث أصبحت الحاجة إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة أكثر إلحاحاً من أي وقتٍ مضى. إحدى التقنيات الواعدة لتسخير طاقة الشمس هي الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، التي تستخدم المرايا لتركيز ضوء الشمس على جهاز يحوّله إلى حرارة أو كهرباء.
واجهت الطاقة الشمسية المركزة عوائق بسبب التكاليف المرتفعة وانخفاض الكفاءة وصعوبة التوسع، لكن ذلك لم يعنِ نهايتها. ومن الأمثلة التي تعمل لدفع هذه التقنية قدماً الدكتور أحمد عادل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سولابوليك (Solabolic)، الذي عمل على تطوير جيل جديد من مجمعات الطاقة الشمسية. وقد حصلت هذه التقنية على براءة اختراع، وهي تهدف إلى إحداث ثورة في صناعة الطاقة الشمسية المركزة من خلال توفير مجمعات ذات أبعاد أكبر وكفاءة أعلى بتكاليف أقل بكثير. تلقت الشركة التمويل والدعم من عدة وكالات حكومية أوروبية ونمساوية، بالإضافة إلى دعم جامعة فيينا للتكنولوجيا، التي أصبحت شريكاً في هذا المشروع.
أجرينا في إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية مقابلة مع الدكتور عادل، حدثنا فيها عن تقنيته وخططه ورؤيته لمستقبل الطاقة الشمسية المركزة في العالم.
اقرأ أيضاً: ابتكار جديد في مجال الطاقة الشمسية قد يتيح توليد الكهرباء من الملابس
توفّر شركة سولابوليك نوعاً جديداً من مجمعات الطاقة الشمسية، هل يمكنك مقارنة أدائها وتكلفتها بالمجمعات التقليدية؟
مجمع الحوض المكافئ Solabolic RD01 عبارة عن حوض ذي فتحة كبيرة ومتتبع يحتوي على عاكسات رئيسية وثانوية، صُمِم لتقليل بصمته الكربونية وزيادة الكفاءة الحرارية إلى أقصى حد. فهو مصمم بشكلٍ رئيسي لأغراض تسخين الماء أو تحلية المياه، كما يمكن إضافة مكونات لجعله مناسباً للأماكن ذات الحرارة العالية.
يمكن تصنيع أجزاء المجمع جميعها في أي مكان من العالم ثم تسليم هذه الأجزاء إلى مكان التثبيت، حيث يمكن تركيبها في الموقع بسهولة دون الحاجة إلى أي قواعد بناء، يتضمن المجمع أيضاً أداة صيانة متنقلة اختيارية مثل أداة تنظيف المرايا ووحدات كهروضوئية يمكن تتبعها باستخدام نظام التتبع نفسه الخاص بالمجمع لتحقيق أقصى قدرٍ من إنتاج الطاقة.
اقرأ أيضاً: بدائل جديدة لبعض مكونات ألواح الطاقة الشمسية تجعلها أقل تكلفة
كيف خطرت فكرة تصميم هذه المجمعات على بالك؟ ما الذي ألهمك أن تصل المجمعات الشمسية بهذا الشكل؟
نشأت فكرة العمل بسبب الحاجة. في أثناء عملي بجامعة فيينا للتكنولوجيا، أردت حوضاً مكافئاً لتجميع مشروعي البحثي. نظراً لقلة عدد الموردين، كان البحث طويلاً وشاقاً. أخيراً، وسُلِم المجمع تالفاً، كما سُلِم البديل الذي أرسله المورد تالفاً (تخيل مدى خطورة وتكلفة نقل تلك المرايا الكبيرة بين القارات). هذا يعني خسارة الكثير من الوقت والمال. بالنسبة لي، أصبح من الواضح أن الصناعة لديها إمكانات كبيرة للتحسين، يجب أن يكون من الممكن تصنيع المجمعات في موقع التركيب، حيث ستُسخدم. هذا مهم أيضاً لتحفيز الاقتصادات المحلية ودعم القرارات السياسية تجاه الطاقة الشمسية.
ما ألهمني هو تصميم الجسور المعلقة منذ أكثر من 100 عام، أدّت الجسور المعلقة إلى تقليل استهلاك المواد وتكاليف التصنيع. إن حوضنا المكافئ الحاصل على براءة اختراع يفعل الشيء نفسه بالنسبة لصناعة الطاقة الشمسية المركزة (CSP)؛ إذ يوفّر أبعاداً أكثر من ضعف أبعاد أحواض القطع المكافئ التقليدية بكفاءة أعلى وتكاليف أقل بكثير.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات الطاقة الشمسية في تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير الطاقة
كيف اخترت النموذج الأول واختبرته ومتى؟ مَن ساعدك على ذلك؟ وما التحديات التي واجهتك خلال هذه الفترة؟
لقد صنعت أول نموذج مادي في شقتي بمدينة فيينا. بعد ذلك، أسست شركة سولابوليك، قمنا بتصنيع النماذج الأولية التالية في قاعة بناء سولابوليك في فيينا، ثم النماذج التالية في جامعة فيينا للتكنولوجيا ليتم اختبارها واعتمادها رسمياً.
الداعمون والشركاء في ذلك الوقت هم الحكومة النمساوية (تمويل)، والاتحاد الأوروبي (تمويل)، وجامعة فيينا للتكنولوجيا (شريك علمي).
التحديات التي واجهتنا تعلقت بالموافقة على بعض طلبات التمويل التي استغرقت وقتاً طويلاً.
لقد تلقيت العديد من المنح والدعم من الوكالات الحكومية الأوروبية والنمساوية، كيف ساعدتك مصادر التمويل هذه على البحث والتطوير؟ وهل تسعى للحصول على دعم وتمويل آخر لتحسين منتجك؟
إن تطوير مثل هذه التقنية مكلف للغاية. بدون وكالات التمويل هذه التي يمكنها رؤية إمكانات التقنية الجديدة حتى قبل أن يكون لديها نموذج أولي فعّال، لم أكن لأتمكن من تطويرها بمفردي.
حالياً، نحن نعمل على تحسين التقنية بشكلٍ مستمر وحتى تطوير تقنيات جديدة، ونبحث عن تمويل لتحقيق ذلك.
اقرأ أيضاً: كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات التي تعترض صناعة الطاقة الشمسية؟
لقد أسست شركة سولابوليك لتصبح مزوداً لمجمعات الطاقة الشمسية ذات القطع المكافئ لصناعة الطاقة الشمسية المركزة، فما أهم الخدمات والميزات التي تقدّمها الشركة؟ وما المزايا الفريدة التي تُميّز شركتك عن منافسيك؟
تزوّد شركة سولابوليك العملاء بمجمعات الحوض المكافئ Solabolic RD01، توفّر هذه المجمعات أبعاداً تعادل ضعف أبعاد المجمعات التقليدية، ما يعني كفاءة أكبر بكثير، كما أنها قابلة للإنتاج والنقل والتركيب بسهولة في أي موقع من العالم.
نحن نقوم بشكلٍ أساسي بتمكين كل دولة من تحسين قدرتها المحلية على تصنيع مكونات الطاقة الشمسية محلياً بكفاءة أعلى وتكاليف أقل.
ما المواصفات الفنية الرئيسية لمجمعات الطاقة الشمسية ذات الحوض المكافئ الذي توفره الشركة؟
صُمِم مجمع الحوض المكافئ Solabolic RD01 للعمل في الظروف الصحراوية. الرمال لا تؤثّر في الأجزاء المتحركة والإلكترونيات. بالإضافة إلى ذلك، الأجزاء الحساسة جميعها محمية، وبالتالي لا تتعرض أبداً للبيئة الخارجية.
- نطاق درجة الحرارة المحيطة في أثناء التشغيل: 60 – 5 درجة مئوية.
- أقصى سرعة للرياح تقاس على ارتفاع 10 أمتار: 30 متراً في الثانية.
- أبعاد المجمع الإجمالي الطول / العرض / الارتفاع: 4760 / 12082 / 12053 ملم.
اقرأ أيضاً: أول سيارة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية تدخل مرحلة الإنتاج
أسواقك المستهدفة تقع أساساً في المناطق ذات الإشعاع الطبيعي المباشر العالي مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط والهند والصين وأستراليا وأميركا اللاتينية، فما الفرص والعوائق الرئيسية التي تواجهكم عند دخول هذه الأسواق؟
بالنسبة لهذه المناطق، فإن تحسين القدرة المحلية سيكون ميزة كبيرة. ولأننا مزود للتقنية، فإننا بحاجة إلى توخي الحذر عند اختيار شركائنا الذين ينتجون المجمعات الخاصة بنا محلياً، لتلبية الجودة المطلوبة. ولكننا نعمل بجد لجعل عمليات التصنيع واضحة وبسيطة بما فيه الكفاية، لتكون متاحة للجميع.
أخيراً، ما أهدافك ورؤيتك طويلة المدى لشركة سولابوليك؟ كيف ترى أنها تسهم في تحول سوق الطاقة العالمية؟ ما الاتجاهات والتطورات الرئيسية التي تتوقعها أو تأمل في أن تراها بصناعة الطاقة الشمسية المركزة في المستقبل؟
نحن على ثقة بأننا مع شركائنا سنغيّر قواعد اللعبة في مجال الطاقة الشمسية لنصل إلى عالم طاقة جديد وعادل خالٍ من الانبعاثات ويحفّز الاقتصادات المحلية ويعتمد بشكلٍ أساسي على الموارد المحلية. إن تصدير الطاقة النظيفة من البلدان ذات الموارد الشمسية العالية إلى بقية العالم هو مستقبل الطاقة.