أبرز 6 سلبيات تعيق التوسع في مشاريع طاقة الرياح

3 دقائق
أبرز 6 سلبيات تعيق التوسع في مشاريع طاقة الرياح
حقوق الصورة: shutterstock.com/ imagevixen

طاقة الرياح هي أسرع مصادر الطاقة المتجددة نمواً في العالم، يعود السبب في ذلك إلى أنها أكثر كفاءة في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. فأفضل ألواح الطاقة الشمسية في العالم تحقق كفاءة لا تزيد على 20-22%، في حين تصل كفاءة توربينات الرياح إلى نحو 30-45%، وترتفع إلى 50% خلال أوقات ذروة الرياح.

هذا الأمر لا يعني أن مشاريع طاقة الرياح سهلة التنفيذ ومربحة دائماً، لذا يجب على المستثمرين التفكير جيداً في التحديات التي يمكن أن تواجههم.

اقرأ أيضاً: كيف يتم تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة كهربائية؟

عيوب طاقة الرياح

فيما يلي أهم العيوب والتحديات التي تواجه مشاريع طاقة الرياح القائمة على التوربينات:

  • التكلفة الأولية

هذا هو التحدي الأول الذي يواجهه أي مشروع لطاقة الرياح. تختلف التكلفة الأولية حسب حجم مزرعة الرياح وموقعها ونوع التوربينات وحجمها، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى.

تكون تكلفة إنشاء مزرعة رياح كبيرة في البداية، خاصة إذا كان عدد التوربينات وحجمها كبيراً، وإذا كانت المزرعة مقامة على أرض باهظة الثمن.

إذا اختار المستثمر تركيب توربينات رياح صغيرة، فإن ذلك يقلل التكلفة الأولية للمشروع، لكن ذلك سينعكس على مقدار الطاقة الكهربائية التي تنتجها. لهذا السبب، يعتبر الاستثمار في التوربينات كبيرة الحجم أفضل من التوربينات الصغيرة على الرغم من أن تكلفتها الأولية أكبر.

من أجل توفير التكلفة الأولية لإنشاء مزارع الرياح، تلجأ الكثير من الشركات إلى المنح والقروض الحكومية، ويمكنها أيضاً خفض تكلفة المشروع من خلال إنشائه على أرض منخفضة التكلفة أو في البحر.

بشكلٍ عام، تعتبر مشاريع طاقة الرياح مربحة مادياً مقارنة بالتكلفة الأولية، لأنها تنتج الكثير من الطاقة الكهربائية التي يمكن بيعها للعملاء على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: تعرف على استخدامات طاقة الرياح في مختلف القطاعات قديماً وحديثاً

  • عدم استقرار الرياح

قبل إنشاء أي مزرعة رياح، ينبغي معرفة متوسط سرعة الرياح السنوية في الموقع، ويجب أيضاً تحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر على سرعة الرياح. إذا كانت سرعة الرياح غير كافية لتوليد كميات كبيرة من الكهرباء، سيكون المشروع غير مجدٍ اقتصادياً.

لإنتاج الكهرباء بفاعلية عن طريق التوربينات، يجب أن يكون الحد الأدنى لسرعة الرياح 12-14 كم في الساعة لتبدأ الشفرات بالدوران وتوليد الكهرباء، وتعمل التوربينات بكامل طاقتها إذا كانت سرعة الرياح بين 50-60 كم في الساعة.

عند تقييم جدوى مشروع مزرعة الرياح، ينبغي التأكد من أن سرعة الرياح أقل من 90 كم في الساعة، عند هذه السرعة أو أكبر منها، يجب إيقاف التوربينات لتجنب الضرر في الأجزاء الميكانيكية.

نظراً لعدم وجود طريقة فعّالة لتخزين الطاقة الكهربائية، يجب أن تكون الرياح في موقع المزرعة مستمرة لتكون قادرة على توليد الكهرباء وإمداد العملاء بالطاقة طوال الوقت.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؟

  • موقع مزرعة الرياح

يؤدي موقع مزرعة الرياح دوراً كبيراً في تحديد الجدوى الاقتصادية للمشروع، وأول ما يجب التفكير به بالموقع هو سرعة الرياح واستقرارها، يجب أيضاً التفكير في تكلفة الأرض التي سيتم إنشاء مزرعة الرياح عليها، والتأكد من عدم وجود أي عقبات أو عوائق تؤثر على جودة الرياح، سواء كانت طبيعية مثل الجبال والأشجار أو صناعية مثل المباني.

يجب أن يفكر المستثمرون أيضاً في المسائل القانونية، وفي كيفية الحصول على ترخيص من السلطات المحلية لإنشاء مزرعة الرياح. في بعض الحالات، يمكن إيجاد موقع مناسب لكن إنشاء المزرعة فيه يمكن أن يؤثر على مشاريع أخرى تريد السلطات المحلية إقامتها مثل مد الطرق والجسور.

ليست السلطات المحلية الجهة الوحيدة التي يجب أن يحصل المستثمر على موافقتها لإقامة مزرعة الرياح، يجب الحصول على إذن من السكان في المنطقة المجاورة الذين يمكن أن يعترضوا على المشروع لأسباب عديدة، مل مظهر التوربينات أو الضجيج الذي يمكن أن تسببه أو الظل والوميض الناجم عن دوران شفرات التوربينات.

اقرأ أيضاً: الطاقة المتجددة مورد المستقبل: مزايا واسعة وعقبات في الطريق

  • الصيانة

توربينات الرياح هي آلات، ومن الطبيعي أن تحتاج الآلات إلى الصيانة. لذلك، ينبغي توظيف مهندسين متخصصين لفحص التوربينات والأجزاء الميكانيكية وصيانتها دائماً. يقوم هؤلاء المهندسون بعمليات فحص وصيانة روتينية للتوربينات، وتبلغ تكلفة الصيانة الدورية لكل توربين نحو 150-250 دولاراً أمريكياً في السنة.

بالإضافة إلى الفحص والصيانة الروتينية، يجب استبدال الأجزاء التالفة من التوربينات بين الحين والآخر. عادة ما يحتاج التوربين إلى استبدال أجزاء منه بعد 8-10 سنوات، تختلف تكلفة الاستبدال حسب نوع وحجم التوربين.

يمكن لمعظم التوربينات الحديثة أن تعمل على توليد الكهرباء لمدة 20-25 سنة، وهذا يجعل تكاليف الصيانة منخفضة مقارنة بالأرباح.

اقرأ أيضاً: هل الطاقة الشمسية نظيفة وصديقة للبيئة حقاً؟

  • الضوضاء

تصدر الشفرات الدوارة والمولد الكهربائي والأجزاء الميكانيكية في التوربينات ضوضاء عندما تعمل نتيجة الاحتكاك، وتُعتبر معظم التوربينات الحديثة هادئة وتسبب مستوى ضوضاء قليلاً غير مزعج للسكان المحليين والموظفين العاملين في مزرعة الرياح.

بشكلٍ عام، يكون مستوى الضوضاء من مزرعة الرياح ضئيلاً ويمكن الاعتياد عليه بسرعة، وهو يعادل الضوضاء الناجمة عن السيارات التي تمر على طريق سريع.

اقرأ أيضاً: مصادر الطاقة المتجددة تشهد نمواً متصاعداً

  • التأثير على الطيور

يمكن أن تساعد مزارع الرياح في الحد من ظاهرة تغيّر المناخ وتنقذ الكثير من الكائنات الحية، لكن عندما يتعلق الأمر بالطيور، فإن توربينات الرياح تعتبر خطيرة.

تشير التقديرات إلى أن نحو 140.000 إلى 500.000 طائر ينفق كل سنة بسبب الاصطدام بتوربينات الرياح، وهذا أقل من عدد الطيور المفقودة نتيجة اصطدامها بالمباني أو التي تصطادها القطط كل سنة، لكنه رقم كبير ويمكن أن يؤثر على أعداد بعض الأنواع النادرة، خاصة إذا كانت مزارع الرياح مقامة على مسارات هجرتها.

لهذا السبب، يجب على كل دولة أن تضع معايير ومبادئ توجيهية لتحديد أماكن هجرة الطيور وموائلها، ومنع إنشاء مزارع الرياح فيها.

المحتوى محمي