في مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً، قال إن الولايات المتحدة تحتل المرتبة السابعة من حيث معدل الوفيات في العالم، بينما تأتي بلجيكا في رأس هذه القائمة.
يعرف معدل الوفيات -وعلى خلاف العدد الإجمالي للوفيات- بأنه نسبة عدد الوفيات إلى عدد السكان. وفي بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها 11,5 مليون نسمة، وصل عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 إلى 8,581 وذلك وفقاً لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز حتى وقت كتابة هذه المقالة، أي إن معدل الوفيات في هذا البلد هو 74 وفاة من كل 100,000 نسمة. بينما في الولايات المتحدة يبلغ هذا المعدل 23، وفي المملكة المتحدة 47، وفي الإمارات العربية المتحدة 1.8 وفي المملكة العربية السعودية 0.6.
كيف لبلد يمتلك أفضل الأنظمة الصحية في العالم أن يسجل أسوأ معدل وفيات جراء الوباء؟
قالت رئيسة وزراء بلجيكا، صوفي ويلمس، أثناء جلسة برلمانية في الشهر الماضي إن الحكومة "اختارت أن تعلن عن أعداد الوفيات جراء كوفيد-19 بشفافية كاملة"، حتى لو أدى ذلك إلى "مبالغة في تقدير الأرقام في بعض الأحيان". ويرى الخبراء البلجيكيون أن المقارنة أعلاه خاطئة؛ حيث قال ستيفن فان جوشت، رئيس قسم الأمراض الفيروسية في معهد سينسانو للصحة العامة، في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو منذ أيام إنه إذا أردنا مقارنة بلجيكا مع بقية الدول من حيث معدل الوفيات، فيجب علينا أولاً استخدام نصف عدد الوفيات الإجمالي في حساب هذا المعدل.
وبالفعل، يتم احتساب أعداد الإصابات في بلجيكا بطريقة مختلفة عن بقية الدول؛ حيث يتم تسجيل الوفيات ليس في المستشفيات فحسب، وإنما في دور رعاية المسنين أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، يتم احتساب جميع الوفيات التي يُشتبه في ارتباطها بكوفيد-19 حتى لو لم تكن مؤكدة. بينما لم تبدأ المملكة المتحدة على سبيل المثال إلا مؤخراً في تسجيل الوفيات داخل دور رعاية المسنين.
ووفقاً لوكالة رويترز، فإن نصف الوفيات بكوفيد-19 في بلجيكا حدثت في دور رعاية المسنين. ومن هذه الوفيات، تم تأكيد ارتباط 20% منها فقط بفيروس كورونا، بينما حالات الوفاة المتبقية هي حالات اشتباه لم يتم تأكيدها وفقاً لإحصاءات معهد سينسانو. وبعبارة أخرى، تم احتساب أكثر من 3,500 حالة وفاة باعتبارها ناجمة عن كوفيد-19 من دون اختبار يؤكد ذلك.
ولا يقتصر الأمر على طريقة احتساب الوفيات؛ إذ تحتل بلجيكا المرتبة الثالثة في أوروبا من حيث عدد كبار السن الذين يقيمون في دور الرعاية. ويعيش 71 من كل ألف ممن يتجاوز عمرهم 65 عاماً في دور رعاية المسنين. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة وقاتلة عند التقاط عدوى كوفيد-19.
ومن الجدير بالذكر أن بلجيكا تعتزم تخفيف إجراءات الحجر الصحي اعتباراً من 11 مايو؛ حيث ستسمح للمتاجر بفتح أبوابها. ثم في وقت لاحق من هذا الشهر، سيتم فتح المدارس، مع اشتراط وجود 10 طلاب فقط في كل قاعة دراسية. أما المطاعم والمقاهي والمعالم السياحية فلن تعاود نشاطها قبل شهر يونيو القادم.