ما مصادر الطاقة المتجددة في السعودية؟

3 دقائق
ما مصادر الطاقة المتجددة في السعودية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Millenius

على الرغم من امتلاك المملكة العربية السعودية نحو 17% من احتياطيات النفط العالمية، فإن لديها مشاريع طاقة متجددة رائدة قيد العمل وأخرى مقرر تشغيلها في السنوات القليلة القادمة من أجل تنويع اقتصادها القائم على النفط، وذلك من خلال الاستثمار بكثافة في التكنولوجيا الخضراء، واستخدام مصادرها الوفيرة الطبيعية من الرياح وضوء الشمس للتحول كلياً إلى إنتاج الطاقة المتجددة وفقاً لأهداف رؤية السعودية 2030.

مشاريع الطاقة المتجددة هدف أساسي في رؤية السعودية 2030

مع ارتفاع معدل النمو السكاني والنمو الاقتصادي، فإن ارتفاع معدل استهلاك الطاقة سواء كانت وقوداً أو كهرباء، أصبح في ارتفاع مطّرد، ومن ثَمَّ من أجل المحافظة على الموارد الموجودة وتحقيق التوازن وتلبية متطلبات الحياة للأجيال القادمة وتحقيق التنمية الاقتصادية، اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات جادة في استخدام الطاقة المتجددة.

حيث بدأت منذ فترة طويلة في تنويع مصادر الطاقة في البلاد من خلال العديد من المشاريع الكبرى وجذب الاستثمارات الوطنية والعالمية، ومن أبرز هذه الخطوات ما يلي:

البرنامج الوطني للطاقة المتجددة

أطلقت المملكة العربية السعودية البرنامج الوطني للطاقة المتجددة (NREP) بهدف رئيسي وهو توطين سوق الطاقة المتجددة في البلاد، حيث يهدف البرنامج إلى تفعيل المصادر المحلية لإنتاج الطاقة المتجددة لتصل إلى 9.5 غيغا واط بحلول نهاية هذا العام 2023، كما تهدف القيادة السعودية إلى مساهمة البرنامج في الاقتصاد المحلي وتنمية الموارد البشرية من خلال توسيع الاستثمار في قطاعات جديدة، فضلاً عن جذب استثمارات الشركات الوطنية والدولية وإنشاء وتوطين التقنيات المتقدمة.

اقرأ أيضاً: طاقة الرياح في دول الخليج: الإمكانات والتحديات والنمو

المبادرة السعودية الخضراء

وضعت الحكومة السعودية المبادرة السعودية الخضراء (SGI) كإطار لبرنامج التحول الأخضر في البلاد بما يتماشى مع الأهداف الأساسية لرؤية السعودية 2030، حيث تسعى المبادرة إلى تحقيق العديد من الأهداف، بما في ذلك:

  • زيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المحلية في المملكة العربية السعودية.
  • تقليل انبعاثات الكربون في البلاد بأكثر من 278 ميغا طن سنوياً.
  • زراعة 10 مليارات شجرة واستعادة 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة خلال العقود القادمة.
  • زيادة حجم الحياة البرية المحمية في البلاد والمناطق الساحلية.
  • توسيع مصادر الطاقة المتجددة من تسخير قوة الموارد الطبيعية.
  • جذب مزيج من استثمارات القطاعين العام والخاص لإنشاء البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة.

مشاريع جديدة للطاقة المتجددة

ينمو الطلب على الطاقة في المملكة العربية السعودية بسرعة، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي الطلب على الكهرباء في المملكة إلى 365 تيرا واط/ ساعة بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 299 تيرا واط/ ساعة في عام 2018، نتيجة لذلك تعمل القيادة السعودية على إطلاق مشاريع جديدة للطاقة المتجددة لمقابلة هذا الطلب الكبير في السنوات القادمة.

حيث أعلنت المملكة العربية السعودية في عام 2022 عن إطلاق خمسة مشاريع جديدة للطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء بشكلٍ مستدام، ثلاثة منها لمشاريع طاقة الرياح، ومشروعان من مشاريع الطاقة الشمسية، وذلك من أجل تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

وتهدف المشروعات الجديدة كجزء من المرحلة الرابعة ضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، إلى تحقيق أهداف الدولة في الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، واستخدام الغاز بنسبة 50% لكلٍ منهما والتخلي عن الوقود الأحفوري المستخدم لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.

اقرأ أيضاً: توربينات الرياح العائمة قد توفر طاقة متجددة بشكل دائم

مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية

أصبحت الطاقة الشمسية، وهي محور تحول الطاقة في المملكة العربية السعودية، ذات أهمية متزايدة لإمدادات الطاقة المحلية في البلاد في السنوات الأخيرة، وكجزء من خطط المملكة للتحول نحو استغلال مواردها الطبيعية لإنتاج الطاقة المتجددة، قامت ببناء مزارع شمسية جديدة، مثل محطة سكاكا للطاقة الشمسية التي تم افتتاحها في أبريل/ نيسان من عام 2021.

وتعتبر المحطة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة العربية والعالم، حيث تضم أكثر من مليون لوح شمسي على مساحة 6 كيلومترات مربعة، وتكفي قدرة المحطة البالغة 300 ميغا واط لإمداد 44 ألف منزل بالطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك مزرعة الطاقة الشمسية سكاكا الرقم القياسي العالمي لأقل تكلفة في قطاع الطاقة الكهروضوئية.

علاوة على ذلك، تعمل المملكة العربية السعودية على استغلال طاقة الرياح لإنتاج الطاقة المتجددة، حيث قامت في عام 2021 بربط مزرعة الرياح دومة الجندل بالشبكة الوطنية للكهرباء، ويعتبر هذا المشروع أكبر مزرعة رياح في الشرق الأوسط، ولديها القدرة على إمداد ما يصل إلى 70 ألف منزل بالطاقة.

اقرأ أيضاً: تعرف على مشروع طاقة الرياح «دومة الجندل» في السعودية

ختاماً، وفقاً لمجلس الأعمال الأميركي السعودي، يمكن أن يوفّر قطاع الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية ما يصل إلى 750 ألف وظيفة بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل أولوية للقيادة السعودية التي تخطط لتوطين القطاع لتصل نسبة القوى العاملة المكونة من مواطنين سعوديين فيه إلى نحو 45% بحلول عام 2028.

حيث تُظهر الالتزامات المالية والمبادرات واسعة النطاق وإنشاء مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلاد أن هدف التحول إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية يسير وفقاً لما خُطط له، للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري بحلول عام 2030.

المحتوى محمي