تعرف على مشروع طاقة الرياح «دومة الجندل» في السعودية

3 دقائق
تعرف على مشروع طاقة الرياح «دومة الجندل» في السعودية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Dancing_Man

في منتصف عام 2021، وبالتحديد في شهر أغسطس، تمكنت المملكة العربية السعودية من ربط مشروع طاقة الرياح دومة الجندل بالشبكة الرئيسية للكهرباء، كأول مشروع طاقة متجددة لتوليد الكهرباء في السعودية، حيث تولد المحطة الجديدة طاقة كهربائية تكفي لاستهلاك نحو 70 ألف منزل، وتساهم في تفادي انبعاث نحو 988 ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يدعم أهداف رؤية 2030 الخاصة بالتصدي لتداعيات التغيّر المناخي.

خلفية عن مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح

جرى إنشاء وتطوير مشروع وادي الجندل بما يتماشى مع هدف المملكة العربية السعودية بإنتاج 16 غيغاواط من طاقة الرياح، وتوليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وتم اختيار دومة الجندل (Dumat Al Jandal) التي تقع في منطقة الجوف شمال غرب المملكة العربية السعودية، على بُعد نحو 900 كيلومتر شمال العاصمة الرياض، بعد أن أظهرت الدراسات وجود خليط قوي من قدرات الرياح في المنطقة، مع متوسط إنتاج متوقع بنحو 1.4 تيراواط.

اقرأ أيضاً: ما فرص السعودية في الاستفادة من طاقة الرياح لتوليد الكهرباء؟

وتم إنشاء المحطة عبر ائتلاف يضم شركة إي دي إف رينوبلز (EDF Renewables) وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر Masdar)، بعد فوزهما بالمناقصة التي أطلقها مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة (REPDO) التابع لوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية (MEIM) في يناير 2019، وبلغت تكلفة المشروع 500 مليون دولار، تم تمويلها من عدد من البنوك العالمية والإقليمية والمحلية، من ضمنها البنك التجاري الوطني (NCB) في المملكة العربية السعودية.

أول وأكبر مشاريع طاقة الرياح في السعودية

تعتبر محطة دومة الجندل لطاقة الرياح الأولى من نوعها في السعودية والأكبر على مستوى المنطقة العربية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ميغاواط وتحتوي على 99 وحدة من توربينات الرياح، مع ارتفاع المحور 130 متراً وقُطر الدوار 150 متراً، ولكل توربين مساحة جرف تبلغ 17671 متراً مربعاً.

وتأتي التوربينات التي تصنعها شركة فيستاس (Vestas) الدنماركية التي تعتبر أكبر شركة لتصنيع توربينات الرياح في العالم مع محركات بطول 12.8 متر، وارتفاع 6.9 متر وعرض 4.2 متر، وشفرات بطول 73.7 متر، مصممة للعمل بسرعة قصوى تبلغ 3 أمتار في الثانية، ويمكن أن يعمل كل توربين بتردد 50 إلى 60 هرتز، وهو تردد يكفي لتوليد ما يصل إلى 4.2 ميغاواط في وضع الطاقة الأمثل، و3.6 ميغاواط في وضع الحمل الأمثل.

اقرأ أيضاً: ما الصعوبات التي تواجه استغلال طاقة الرياح في توليد الكهرباء؟

ويتم تفريغ الكهرباء المولدة من محطة دومة الجندل إلى شبكة نقل الكهرباء الرئيسية من خلال خط طاقة علوي جهده 380 كيلوفولط، بالإضافة إلى ذلك ستقوم الشركة السعودية لشراء الطاقة (SPPC)، وهي شركة تابعة للشركة السعودية للكهرباء (SEC)، بشراء كامل إنتاج الكهرباء من مزرعة الرياح بموجب اتفاقية شراء الطاقة (PPA) لمدة 20 عاماً.

جائزة العام لقطاع الطاقة المتجددة 

يشكل مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح الجزء الثاني من الجولة الأولى من مشاريع البرنامج الوطني للطاقة المتجددة (NREP)، والذي يهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون، كما حقق المشروع المرحلة الأولى من هدف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة المتمثل في إنتاج 9.5 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023، أي ما يعادل 10% من إجمالي إنتاج المملكة من الطاقة، وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط، والتحول إلى استخدام الموارد المتجددة لدعم الاقتصاد وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

اقرأ أيضاً: طاقة الرياح في دول الخليج: الإمكانات والتحديات والنمو

ونظراً إلى أهمية مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح وما يمثله من تحول كبير نحو مستقبل أكثر استدامة، فاز المشروع بجائزة بروجكت فاينانس إنترناشونال (PFI) كأفضل مشروع للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2019، وجاء فوز المشروع بهذه الجائزة المرموقة بعد أن حقق رقماً قياسياً جديداً يتمثل في تسجيل أقل معدل تكلفة ثابت لتوليد الكهرباء قدره 0.0199 دولاراً أميركياً للكيلوواط في الساعة.

مشاريع الطاقة المتجددة في قلب رؤية السعودية 2030

لدى المملكة العربية السعودية إمكانات وافرة فيما يتعلق بمواردها من طاقة الرياح، حيث توجد ثلاث مناطق بالمملكة تُعتبر مثالية خاصةً لتوليد طاقة الرياح، حيث يبلغ متوسط سرعة الرياح في المناطق الشمالية الشرقية والوسطى والجبلية من الغرب 33% فوق المستويات اللازمة يمكن استغلالها لنصب مشاريع طاقة الرياح من أجل الاستخدام الاقتصادي، وتنويع مصادر الطاقة، ويأتي ذلك من خلال استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة التي تضمنتها رؤية 2030، والتي تركز على التزام المملكة بمنح الأجيال القادمة مستقبلاً أفضل يعتمد على الطاقة النظيفة.

اقرأ أيضاً: ما أبرز مشاريع واستخدامات الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية؟

حيث تضع الحكومة نصب أعينها هدفاً يتمثل في توليد 54 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2040، منها 9 غيغاواط من طاقة الرياح، ومن أجل الوصول إلى هذه الأهداف بدأت الحكومة السعودية باتخاذ خطوات حازمة، من خلال مراجعة القوانين المنظّمة حول الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، والعمل على توطين الصناعة، عن طريق تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لضمان التنافس المثمر في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في البلاد.

المحتوى محمي